اثارت الصحف السعودية في الاونة الاخيرة موضوعا شائقا حول امكانية الاستفادة من الاراضي الزراعية الشاسعة ذات الخصوبة العالية والتي تتمتع بها جمهورية السودان ..بجانب المياه الغزيرة التي تنبع من نهر النيل ..والامطار التي تهطل من سحب السمااء وذلك لتأمين الامن الغذائي في بلادها ..لا سيما وان هناك اجراس تقرع لتعلن ان مستوى المخزون المائي بالمملكة العربية السعودية في نضوب مستمر فتخلت الدولة عن الزراعة في معظم المحاصيل خصوصا في محصول (القمح)حتى لا تنفد الكمية الباقية من المياه!! في ظل هذا القلق الذي يساور المسؤولين بالمملكة فقد رصدت بعض اقلام الاختصاصيين في السعودية عبر اجهزة الاعلام بعض الافكار والدراسات التي من شأنها سبل الخروج من هذا (المأزق)وتوصلت هذه الاقلام الى انه ومن اجل انهاء هذه الكارثة فلا بد من الاستفادة القصوى عبر ملايين الافدنة من الاراضي المعروفة بخصوبتها في دولة شقيقة مثل السودان والتي هي ايضا تذخر بالعديد من المقومات الزراعية مثل المياه المتدفقة في الصحاري والفيافي والامطار التي تهطل في معظم شهور العام والامكانيات البشرية الضالعة بتجاربها المتراكمة في دنيا الفلاحة .. وكانت الحكومة السعودية وبعد ان منيت بالفشل الزريع في عالم الانتاج الزراعي الذي يستهلك معظم المياه الجوفية اصدرت قرارا افضى الى التوقف التدريجي في زراعة القمح واستيراده من الخارج لأن مثل هذا المحصول بدأيشكل خطراكبيرفي نفاد المياه الجوفية حيث ان استهلاكه يكلف حوالي (7)تريليونات جالون من المياه ..كما ان اللجوء الى شراء الاحتياجات الزراعية او استيرادها من الخارج لم يعد يمثل حلا لتوفير الامن الغذائي في البلاد وبجانب اصدار الدولة للعديد من النداءات والمناشدات لرجال الاعلام حول اهمية الاستمثار الزراعي في السودان فأن الصحف السعودية كانت ترسم خطوطا كبيرة لافكار ودراسات بعض الاختصاصيين الذين ما فتأو يؤكدون بطرق واساليب علمية ونظرات ثاقبة واراء سديدة عن جدوى مثل هذا الاستثمار في بلد حباه الله بكل هذه المقومات حتى تتلافى بلادهم كل تلك النكبات المتمثلة في نضوب المياه الجوفية واشاروا الى ان اللجوء الى السودان هو السبيل الوحيد لمقاومة هذه الازمة ومضت تلك الدراسات تمنح نوعا من الاشادة والتوقير والتبجيل للشعب السوداني وقدرته الخارقة في المعايشة الكريمة مع الشعب السعودي واحتفاظه بمكارمم الاخلاق والتي هي من الضروريات القصوى لنجاح اي مشروع استثماري في كافة المجالات الزراعية والصناعية .. اضافة الى تقارب العادات والتقاليد بين الشعبين الشقيقين وهو ايضا من العوامل الاساسية في تبديد الاتربة التي يمكن ان تحجب الروية عن العيون كما ان التكلفة المادية لترحيل المنتوجات الزراعية ما بين البلدين ووفقا لهذه الدراسات زهيدة للغاية حيث لا يفصل بينهما الا عرض البحر الاحمر والذي يبلغ (مائة)كيلو متر هذا الركض المتسارع بأيقاعه الحالم من قبل المملكة العربية السعودية صوب بلادنا لايجاد مقاعدها الوثيرة في مجال الاستثمار الزراعي يحتاج ايضا من بلادنا الى فتح احضانها الدافئة وايقاع سريع يتناغم مع حجم هذا الركض وابواب مفتوحة دون مواراتها ولو للحظات قليلة مع التفاني والعمل الدؤوب في تحطيم كل الاسوار التي تقف عائقا امام هذه الاهداف الاقتصادية ذات النفع الكبير للبلدين .. ذلك لأنه حتى اذا ما وضعت الدولة بعض البرامج والخطط الميسرة لقوانين الاستثمار فأن هناك من (البروقراطية)التي يجيد تمثيلها بعض العاملين بالدولة وكان الاحرى ان تضم سفارتنا في (الرياض)ملحقية متكاملة للشؤون الزراعية وكذلك القنصلية العامة في مدينة جدة ذلك لاستقبال مرتاديها من المستثمرين السعوديين الذين يسعوون للتعرف على كافة البنود المتربطة بمجال الاستثمار الزراعي في السودان .. ولا ننسى هنا الدور الريادي لاجهزة الاعلام في تبصير هذه الفئة من المستثمرين بكل تلك الملامح .
ا لمسؤول الاعلامي بهيئة الاغاثة الاسلامية العالمية ج:0501594307
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة