|
إشكالية الهوية في السيرة الذاتية أزمنة الريح والقلق والحرية لحيدر إبراهيم علي بقلم محمد محمود شاويش
|
07:37 PM Oct, 22 2015 سودانيز اون لاين مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA مكتبتى فى سودانيزاونلاين
برلين تقدم السيرة الذاتية للأكاديمي والسياسي السوداني حيدر إبراهيم علي مناسبة جيدة للمهتمين بالبحث في تكوين الهوية في بلادنا من أمثال كاتب هذه السطور. في هذا المقال القصير يمكنني فقط أن أذكر بعض النقاط لبحث مقترح مستند إلى أدوات نظرية أدق يكون أطول وأكثر تفصيلاً. صدر كتاب "أزمنة الريح والقلق والحرية – سيرة ذاتية" عن دار "الحضارة للنشر" – القاهرة – 2015، والكتاب تمكن قراءته من منظورات مختلفة يحددها نوع اهتمام القارئ، والأغلب في زمان أصيب فيه العرب بما أسميه "فرط التسيّس" أن يقرأ الكتاب من منظور سياسي، لأن الكاتب كانت له مشاركة في السياسة منذ أن كان طالباً في السودان، والكتاب بالفعل حافل بالمواقف السياسية لمن يريدها، وكان المؤلف قد أصدر قبل هذا كتباً ذات طابع سياسي قرأت بعضها مثل "الأمنوقراطية" و "مراجعات الإسلاميين السودانيين" وكتبت عن واحد منها وهو كتابه "الديمقراطية في السودان". أما هنا فأهتم في هذا المقال بالكتاب كما عرّفت القارئ في البداية لأنه يصف (عن غير تخطيط واع من المؤلف) حالة من حالات تكوين الهوية (ما هو مدى "نموذجية" هذه الحالة وتمثيليتها لمثقف سوداني من الشمال؟ سؤال لن أناقشه هنا). مصطلح "تكوين الهوية" العربي (إن اعتمدناه مصطلحاً) يدل دلالة أدق على المقصود من مصطلح أجنبي مثل "مورفولوجيا الهوية" لأنه بخلاف الأخير يدل على أننا نريد وصف العملية ونتيجتها معاً (وليس النتيجة فقط) التي على أساسها تكونت ما نسميها "الهوية". من المحتمل أن القارئ لكتاب الأستاذ حيدر إبراهيم علي سيعترض عليّ قائلاً إن المؤلف آخر من يمكنني أن أتكلم عن "هوية" له، لأن أخانا حيدر يحدّثنا أنه كان دوماً يحرص على الاختلاف عن الآخرين. مثلاً في الصفحة 89: "وظللت حتى اليوم أحافظ على مبدأ اختلافي (وليس امتيازي) عن الآخرين"، ولعل لنا أن نضيف إلى ذلك تصريحه المتكرر بأنه يكره كلمة "الاستقرار": "الاستقرار – الكلمة التي أبغضها شديداً" (ص 198)، والانطباع الذي يريد هو تقديمه عن نفسه أنه رجل يكاد ينطبق عليه وصف "الكوزموبوليتي": "ولأنني الشخص الأممي الذي أصبح العالم بالنسبة له قرية أصغر من "القرير"" (ص186). ومن يبغض الاستقرار والتماثل مع الآخرين ويعلن عن نفسه أممياً لا يرى في العالم إلا قرية صغيرة (متبنياً أكثر صيغة من صيغ أيديولوجيا العولمة حدة وجذرية) يجب بالفعل أن يصدنا عن محاولة الحديث عن "تكوين هوية" عنده، ولعل الأحرى بنا أن نرى في سيرته الذاتية وصفاً للانخلاع عن الهوية! ولكننا على كل حال نبقى متفقين –إن شئتم- مع علوم الإنسانيات الحديثة، ونسير على أول مبدأ من مبادئها، وهو يشكل أول وصية من وصاياها، وهو المبدأ الذي يقول إن علينا أن لا نرى ما يراه الشخص في نفسه (ومثله ما تراه الجماعة في نفسها)، ونأخذ تصور الإنسان عن ذاته بعين الاعتبار لا لكي نصادق على صحته ودقته (ونرتكب عندها خطأ كبيراً) بل لنعده مجرد واحد من العوامل العديدة التي ندرسها إن أردنا أن نصل إلى مقاربة أدق لفهم جملة العوامل التي شكّلت الشخص وعلاقاته بالسياقات الاجتماعية العديدة التي وجد ضمنها. ثمة هوية كامنة هي حقيقة موضوعية لا يختارها الفرد ولا يستطيع أن يحيط بها كلها بصورة واعية لو أراد وصفها أو تحليلها، وهي طبعاً مختلفة عن تصور الفرد الواعي لهويته (من الممكن أن ينكر الفرد وجود هوية عنده أصلاً)! بهذا المعنى يقدم لنا الكتاب عناصر عن "الهوية" التي شكّلت المؤلف هي أعقد وأغنى من الخلاصات التي يقدمها هو عن نفسه ورأينا فوق بعض الأمثلة منها. تعد حالة السودان حالة معقّدة من حالات الهوية كما هو معلوم لتكوّنه من جماعات جزئية كثيرة لغوية ودينية، لكن المؤلف في الكتاب لا يبدي لنا صياغة محددة لتشخيصه لطبيعة الهوية السودانية (في حال وجودها). في هذا المقال سأستخدم مصطلحين من مصطلحات فرضيتي عن ظاهرة "الاستلاب" هما "الذات الحقيقية" و "الذات المثالية"، والتمييز بينهما هي "فرضية العمل" الأساسية لي. وبالأول أعني "ما هو عليه الفرد بالفعل، أي وضعه الفعلي في النظام الاجتماعي" وبالثاني "ما يجب أن يكون عليه الفرد إن أراد أن يشغل الموقع الأعلى في النظام التراتبي" و"الذات الحقيقية" هي الموقع الموضوعي للفرد، أما "الذات المثالية" فهي التصور الذي يقدمه "المرجع الاستلابي" للفرد لكي يتماهى به. ومن أهم خواص النظام الاجتماعي التراتبي (المجتمع الطبقي – العنصري) أن يدفع الأفراد للتملص من "الذات الحقيقية" ونبذها ومحاولة الوصول إلى حالة "الذات المثالية" فعلياً أو استيهامياً (إن شئنا استعارة مصطلحات مدرسة "التحليل النفسي"). وفي أماكن أخرى ذكرت أن "الاستلاب" بما هو عملية لا ينجح بصورة تامة أبداً إذ أن الذات الحقيقية لها قوتها الخاصة ودفاعاتها التي تزيد أو تنقص مما يعطينا تركيبات مختلفة من "الشخصيات المستَلَبة" عند المقهورين (محلياً أو عالمياً، وفي حالتنا نتحدث عن مجتمعات مستعمَرة وما بعد مستعمَرة). والمثقفون حالة من هذه الحالات التي من المهم دراستها. وتقدّم السيرة الذاتية للأستاذ حيدر إبراهيم علي فرصة جيدة من فرص الدراسة العيانية للموضوع. وتكوين الهوية له علاقة بهذه الأوالية النفسية – الاجتماعية (الميكانيزم) إذ الهوية هي "الذات الحقيقية" للجماعة، فهي موقعها الخاص بين الجماعات التي تكوّن العالم، وهي لا تتميز إلا بالمقارنة مع غيرها ولا تظهر مقولة الهوية كما هو واضح لو كان العالم يتألف من جماعة واحدة. يتولى المثقفون خصوصاً في بلادنا محاولة قمع الذات الحقيقية لأنها "غير لائقة"، ومثل هذا التملص من الذات الحقيقية نجده في أشكاله الأبسط عند المتعلمين الذين يحاولون إنكار أصولهم الطبقية وإخفاء أهلهم من الصورة، وهذا ما لا يفعله حيدر إبراهيم علي، فهو يقدم صوراً قلمية قيّمة للغاية عن أمه وجدته وأبيه والنساء الكثيرات اللواتي تولين تربيته في السكن الجماعي الذي سكنته العائلة بحكم عمل الوالد في سلك البوليس. وهو يحمل تقديراً كبيراً لوالدته "بت أحمد" التي كانت امرأة قوية الشخصية ذكية بالفطرة رغم أنها لم تكن على قسط من التعليم الرسمي، وهو لا يتكلم عنها بإعجاب فقط بل بحنان وحنين: "ألا يحق لي أن أردد مع درويش: أحن إلى قهوة أمي مع تحويرها إلى: أحن إلى كسرة أمي" (ص 40، والكسرة هي الخبز)، ومع أنه يبدو وكأنه يتكلم عن شخصية والده بروح نقدية لكنه في الحقيقة معجب بجوانب جوهرية فيه أهمها أنه صاحب مروءة يحب الناس "كان الوالد في الأصل محباً للناس بلا حدود، وقادته هذه الخصلة الطيبة للقيام بالوساطات والأجاويد، والتدخل الحميد لحل المشكلات" (ص 38) ويقول عنه: "كان لسلطته الأبوية الممتدة هذه جوانبها الإنسانية الواضحة فقد اهتم بمصائر الكثيرين ومستقبلهم" (الصفحة نفسها). تكونت هوية المؤلف الثقافية العربية عبر الاحتكاك بالثقافة المصرية ولكننا نرى في الكتاب أيضاً أمثلة على علاقته بالتراث العربي القديم، ولا سيما الشعري منه. وهذا المكوّن العربي للهوية (البديهي والذي لا مهرب منه) لا يبدو لي محبّذاً عند "الذات المثالية" للمؤلف (التي تنطق في كثير من فقرات الكتاب لا كلها) فهو يبدي استياء ضمنياً من كون من كتبوا عن الهوية السودانية كانوا من العرب "يظهر تقصير الإنتلجنسيا السودانية الفكري والأكاديمي في تغطية الأساتذة الجامعيين العرب للثقافة السودانية مما أثر على نقاشات الهوية" (ص 120)، وفي نكتة يرويها عن عمله حين كان طالباً في فرنكفورت وكان الألمان قد اشترطوا للعمال أن لا يكونوا من جنسيات عربية سجل المؤلف نفسه "جنوب سوداني" وحين سألوه إن لم يكن عربياً قال: "شفت قبل كده عربي لونو زي ده؟" (ولم نعرف بأي لغة دار الحديث وما السبب الذي جعل المؤلف ينقلب إلى الحديث بالعامية في هذه الجملة فقط!). على أن المؤلف يومها كان له أصدقاء "عرب" (إن شاء!) ومنهم فلسطينيون كانت علاقته بهم في غاية القوة والتماهي المتبادل. وبالمناسبة تفهّم أصدقاءه العرب هذه "الخيانة" لضرورات "أكل العيش"! (ص 144). تملأ الكتاب من أوله لآخره استشهادات بالشعر العامي السوداني، وعلاقته بالغناء السوداني وطيدة جداً: "كان السماع هو رافد التذوق والجمال المبكر الثاني بعد الحكي. ويقول الصوفيون: "أن السماع لقوم فرض ولقوم سنة ولقوم بدعة". فقد احببت الشعر لاحقاً، وقد يكون بسبب الغنا البيتي والمديح، كانا يملآن المنزل والأجواء من حولي" (ص259) كان اختياره لكتابة رسالته الجامعية في فرنكفورت عن "إثنوغرافيا قرية القرير" لا يعبر عن "خيار كوزموبوليتي" (بتعبيره المنسجم مع ماضيه الاشتراكي "الأممي") بل هو يعبر عن التزام بالمجتمع السوداني لا تعبر عنه تعميماته النزقة التي تقارب حدود العنصرية – الذاتية في بعض المواضع. من سوء الحظ أن المؤلف وجد نفسه في بيئة مسيّسة (أو كما يمكن القول "مفرطة في التسيّس") مما أفسد رأيه في الهوية لأنه أخذ أهل هذه البيئة على أنهم المعبر عن الوطن فيكاد ينطبق على السودان القول "كما تكونوا يولى عليكم" (ص 190)، إذ أنه لا يذكر بخير لا الشيوعيين ولا حزب الأمة ولا الاتحاديين ولا "الحركة الشعبية" أما "الإسلاميون" فيصف استلامهم للسلطة بالكلمات "هجوم التتار على الوطن" (ص 183)، ورأيه في الإنتلجنتسيا السودانية سيء، وهو ما نقرؤه في الكتاب (وفي بعض المقابلات رأيته يكاد يحمّلها مناصفة مع السلطة المسؤولية عن إخفاق مشروع انتقال مركز الدراسات السودانية الذي أسّسه إلى الوطن). وقد يرى المرء أن اهتمام المؤلف بإنشاء مركز للدراسات السودانية وتحمله مشاكله كان قميناً أن يعدل من هذا النظر السوداوي فهو نموذج على كل حال لمثقف يتحمل المسؤولية الجماعية عن مشروع بعيد عن "الأممية" (أي الكوزموبوليتية) وكره الاستقرار! لم تكن تجربة المؤلف السياسية مشجعة وهو لا يكاد يحمل رأياً إيجابياً في سياسي سوداني (انظر انطباعاته مثلاً عن الصادق المهدي ومحمد عثمان ميرغني في الكتاب، ص194- 195)، ولا ينظر المؤلف بتفاؤل إلى إمكانيات التطور السياسي للسودان بسبب بنية المجتمع السوداني التي تتسم في رأيه "بقدر كبير من عوامل الانقسام والتشرذم والخلافات وهذه أوضاع سالبة لا تساعد في قيام دولة وطنية ديمقراطية" (ص 190)، وقد رصد في هذا الكتاب كما في أماكن أخرى من كتاباته (مثل كتابه "الديمقراطية في السودان") تحوّل النخبة المتعلمة إلى المواقع الطائفية و "الدخول في قفاطين السادة" (ص 191). وتبدو كتاباته ونشاطاته على أرضية تشاؤمه الكبير وكأنها تدعو إلى المستحيل (شعار مجلته: "كن واقعياً واطلب المستحيل"!). تنبني السياسة كما هو معلوم على خيارات تختارها الأحزاب أو النخب للمجتمع، ومن أهم هذه الخيارات في مجتمعات الهوية المركبة مثل السودان خيار الهوية الذي تريد النخبة صياغة مجتمعها على صورته. ومن المآسي الكبرى في بلادنا أن رؤية الهوية كانت تتم بصورة تعسفية وضيقة الأفق، ومن المشكوك فيه بحق أن إسلامانيي السودان كانوا مؤهلين فعلاً لتقديم تصور سياسي مركّب يكافئ الهوية المركّبة! لكن الأطراف الأخرى لم تكن (على ما يبدو، وهو ما نراه في كتب المؤلف نفسه) أحسن حالاً، بل رأينا فاجعة الحرب الأهلية في الجنوب "المستقل" التي تشكك في صحة التلخيصات المختزلة التي كانت تقدمها أطراف دولية ومحلية عن جنوب ذي هوية واحدة مضطهد من الشمال! ينظر المؤلف بمرارة وعداء شديد إلى تجربة "الإسلاميين" التي كرّس لها كتباً كاملة، وهو يرتكب في اعتقادي في نظرته العدائية هذه خطأ عدم محاولة وضع الذات في مكان الآخر (وهو خطأ عام عندنا. ألم تستمر حرب الجنوب على مدى حكومات ديمقراطية ودكتاتورية؟). السؤال الذي قلما تطرحه النخب المعارضة على نفسها هو التالي: إلى أي حد (أو بأي نسبة) يمكن أن نقول إن مشاكل بلد محدد من بلادنا مسببة عن سياسة حكامه؟ وبعد تجربة ثورات 2011 صار هذا السؤال أوجه ولم يعد العذر القديم الذي هو فقدان التجربة قائماً، إذ بعد ثورات "الشعب يريد إسقاط النظام" صرنا نرى الآن أوضح مما مضى بكثير أن مفهوم "النظام" مفهوم شديد التعقيد والتركيب، وهو لا يتضمن مكوّنات محلية فقط بل يتضمن تداخلاً مؤثراً مع العلاقات الدولية لا تجعل حكومة أياً كانت نواياها حرة التصرف حقاً في سياستها الخارجية والداخلية أيضاً! ولا نحتاج إلى أن ننبه القارئ اللبيب إلى أننا في هذا بعيدون كل البعد عن تبرير أخطاء هذه الأنظمة المليئة بالفساد والطغيان! كتاب "أزمنة الريح والقلق والحرية" كتاب شائق جداً وهو كتاب عن فرد وبلد وهوية معقدة التركيب، وهو يقدم وصفاً لهذه الهوية من خلال مثقف انغمس (رغم إرادته الواعية) حتى أخمص رأسه في هذه الهوية وإشكالياتها! mailto:[email protected]@yahoo.de
أحدث المقالات
- فيكِ الخير يا نورُ المدينة بقلم عائشة حسين شريف
- دحـض قول البعض أن صيام عاشوراء إقتداء باليهود بقلم مصعب المشرّف
- الثورة مستمرّة والسادن يطلع برّة !! (3 - 10) رداً على ما يُسمى بالأغلبية الصامتة
- الذى يأتينا من (الصخيرات ) المغربية أصغر من كل صغير! بقلم د . على حمد إبراهيم
- وداعا جمال الغيطاني بقلم أحمد الخميسي. كاتب مصري
- ابرد .. في صوت طلقة ودبابة ! 1 / 3. بقلم . أ . أنـس كوكو
- ابك ياوطني الحبيب! بقلم هاشم كرار
- الأيدز والكبد الوبائي.. وضع كارثي!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
- الفريق عبدالعزيزالحلو..التاريِخ لا يرحم..هذِه الأقوال لا تشبّهك..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري
- يا لها من محنة بقلم كمال الهِدي
- الانتفاضة الشعبية !!! حلم الجبهة الثورية المستحيل بقلم الاستاذ سليم عبد الرحمن دكين- لندن -بريطانيا
- بين كاودا ومكة المُكرَّمة بقلم بابكر فيصل بابكر
- (جريمة أم دوم) عشان كريستالات عرقي يا شرطة هاشم هارون ولا في حاجة تانية ؟الفاضل سعيد سنهوري
- أرتريا.... وحياة الناس بالداخل..!!! بقلم محمد رمضان
- أمشوا .. كتر خيركم..!! بقلم عبد الباقى الظافر
- ثريا!! بقلم صلاح الدين عووضة
- شمال كردفان ... محمية اللصوص . (2) بقلم ياسر قطيه
- الشعـــب الســــوداني البطـــل !!
- على من تقرأ مزاميرك ياعقار وعرمان!! بقلم حيدر احمد خيرالله
- تايه بين القوم /،،،،،،،، والأتحادي الديمقراطي....... كيف الشورى!؟
- لندن ولا الخرطوم ؟ بقلم عثمان الطاهر المجمر طه / لندن
- أطلقوا سراح روايتي،،، سأعي الريال المقدود بقلم مبارك أردول
- طلابنا والإرهاب بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات
- الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (12) التداعيات الاقتصادية والكلفة المالية بقلم د. مصطفى يوسف الل
|
|
|
|
|
|