يلقي الدور و النشاط الذي يقوم به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة بظلاله على مجمل الاوضاع فيها خصوصا من حيث خلق و إيجاد المشاکل و الازمات المختلفة، ولئن إشتهر هذا النظام بتصدير التطرف الديني و الارهاب لدول المنطقة و مايترك ذلك من تأثير سلبي على السلام و الامن و الاستقرار، لکن دور هذا النظام و بعد أن يوجد له مواطئ أقدام ثابتة في دول المنطقة يتجاوز ذلك بکثير.
النظر الى الاوضاع في العراق و سوريا و لبنان و اليمن، يترك إنطباعا من أن التأثيرات السلبية لدور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تقتصر على الجوانب الامنية و السياسية فقط وانما تعدتها الى الجوانب المعيشية و الاجتماعية و الفکرية، وإن ماقد أکده ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيش، من أن ما يقارب ثلث السكان بحاجة حاليا إلى مساعدات إنسانية، کما إنه قد حذر من تشريد جماعي لنحو مليوني عراقي في الأشهر المقبلة، وهذا کله يجري في وقت يسيطر فيه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بنفوذه على العراق و يتحکم بهذا البلد عن طريق الرموز و النماذج التابعة له و التي تبرع فقط في تقديم ولاء الطاعة لهذا النظام فيما لاتمتلك أية مؤهلات أو إمکانيات ملفتة للنظر في مجال المسؤوليات التي تضطلع بها.
الفساد السياسي و الاداري و القضائي و المالي الذي يعصف بالعراق هو من نتاج هيمنة النفوذ الايراني على العراق و سعيه لجعل الامور کلها في خدمته و ليس بغريب أن تنطلق في تظاهرات ضد الفساد في العراق شعارات معادية لنفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ذلك إن هنالك ترابط قوي جدا بين الامرين، حيث إن العملاء و التابعين لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد جنوا على حساب الشعب العراقي ثروات تقدر بمئات المليارات من الدولارات في الوقت الذي هنالك أکثر من 10 ملايين مواطن عراقي بإعتراف الامم المتحدة بحاجة الى مساعدات غذائية عاجلة.
التحذير من إنتشار نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق و خطورته ليس على هذا البلد وانما على المنطقة و العالم، قضية حذرت منها السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية و دعت لمواجهته و الحد منه، وإن مايجري اليوم هو في الحقيقة تجسيد لهذا التحذير الذي يجب أن يؤخذ دائما بنظر الاعتبار وان لاتترك الساحة لهذا النظام و عملائه کي يعيثون فيه فسادا و خرابا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة