من الواضح أن خارطة الطريق مفروضة فرضا على الجانبين الحكومى والمعارضة ولا عزاء لهم سوي الاستمرار ومواصلة مشوار المفاوضات حتى نهايته. والدليل على ذلك ما صاحب المفاوضات من شد وجذب بين الطرفين فيما يتعلق بالاتفاق الإطارى الذى ينظم الترتيبات الأمنية ووقف العدائيات وخروج كل طرف أثناء الجلسات المنعقدة ليؤكد تلكؤ الطرف الآخر وتنصله عن الاتفاق. الاتفاق مالم ينم عن رغبة أكيدة لسلام دائم شامل من كلا الطرفين سوف يظل حبر على ورق كما حدث من قبل فى اتفاقيات مماثلة مثل أبوجا ونافع عقار كلها اتفاقيات لم تكتب لها الحياة وماتت. هل يؤدى هذا الاتفاق لإنهاء الحرب ومعاناة الشعب الذى تمزق نسيجه الاجتماعي وتشتت شمله وانفرط عقدة بسبب الحروب؟
الحركات المسلحة أكبر دليل على التمزق والصراع القبلى وحملها شعار حل قضايا الهامش والتحدث باسمة ، سبب بروز هذه الحركات المسلحة هو سياسة الكيد وزرع الفتن وتأجبج الصراع وخلق توزانات سياسية كانت هى السبب.. إنها السياسة التى افرزتها ثورة الإنقاذ التنافس السياسى أصبح مبنى على زرع الفتنة لخلق صراع وساحة للكسب السياسي من هذه اللعبة وظهر ذلك جليا في الكتاب الأسود ومن المعروف للجميع من كان وراء هذه الفتنة التى قسمت وفرقت الناس .والحكومة أيضا حينما أتت إلى الحكم مارست سياسة الإقصاء فى الدولة واحالت كل الذين ليسوا من الموالين لها للصالح العام واقصاءهم وارست سياسة التمكين فى الدولة بتعيين المقربين لها من الدرجة الأولى في مفاصل وهياكل الدولة وإبعاد الآخرين بسبب عدم الولاء لا الكفاءة والقدرة وأصبح التعيين فى مرافق الدولة لفئة معينة من الناس من أصحاب الولاء والانتماء السياسي، ليس من الحكمة والعدل فى أن يتم حصر حق الإنسان في التوظيف والعمل على الولاء ليس فى ذلك انصاف، لغير الموالين لها ولا يعطيها ذلك الحق فى حرمان الآخرين من حقوقهم المكفولة عدالة و قانونا فى المساواة وحق المواطنة بغض النظر عن الخلاف السياسي والفكرى والعرقى والديني .
ان السياسة المبنية على الصراع واقصاء الاخرأفسدت كل جميل فى الحياة حتى الحركات المسلحة التى تبنت وحملت شعار قضايا الهامش والتحدث باسمه يتهمها البعض بممارسة سياسة الإقصاء فى صفوفها وأصبحت مبنية على القبلية. قضايا السودان تحتاج توفر الثقة وتصالح اجتماعى قبل تصالح سياسى مالم ينصلح المجتمع ويتعافى اجتماعيا لن يصلح سياسيا. الاتحاد الأوروبي يتوحد من أجل التنمية الاقتصادية دول لا تربطها لغة واحدة تسعى للوحدة، ودولنا تسعى للفرقة بسبب الدين والعرق مازال الأفق لدينا محصور في صراعات غير مثمرة ولا تفيد الإنسان في شيء فصل الجنوب . والايام حبلى بالمفاجآت نتمنى لا يتكرر سيناريو الانفصال فيما تبقى من الوطن. ولابد من إرادة سياسية وطنية قويه لتجاوز وطى صفحة الفساد وتفعيل نظام المحاسبة ورد المظالم حتى ينعم المواطن بالاستقرار والأمان، والاعتراف بكل الأخطاء التي ارتكبها النظام في حق شعبة من قتل وتشريد وجوع وتدنى الخدمات فى أبسط مناحي الحياة المعيشية والصحية والتعليمية وفشل النظام فى توفيرها له باعتبارها من أساسيات الحياة. اذا ارا دت الحكومة فعلا الإصلاح عليها ان تسعى لخدمة الدولة وليس العكس . الإصلاح يبدا بأهل البيت اولا ثم محاربة الفساد ومعاقبة المفسدين بتفعيل نظام المحاسبة.
والقبول بتحول ديمقراطي حقيقي يستوعب كل القوى السياسية والوطنية دون إقصاء احد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة