شهد من نثق في روايته وتقديره ان الزعيم عبد الخالق محجوب وفي ليلة الأحد المشئوم ، توجه الي دكان العمدة عبد الرحمن ببري اللاماب مصطحبا معه كل من احمد السيد حمد وَعَبَد الله علي ابراهيم وهو( حي يرزق) وباتوا جميعهم حتي الصباح لكي يضمنوا وصول العمال الجنوبيين الي أماكن عملهم بسلام وكانوا يصطحبوهم بأنفسهم حتي يركبوا البص ضمانا لسلامتهم ، وصل الخبر بري اللاماب ودون اعلان مسبق او توجيه، وفي ظل الشحن العاطفي الذي مورس ،خرج الرجال يحملون العصي والسيوف والسكانين ، وهجموا علي كل البيوت التي يسكن فيها الجنوبيين ، و بالفعل مورس عنفا ضدهم تمثل في الضرب الشديد والإذلال و النهب ( رأينا من يلبس في يده اكثر من عشرة ساعات ) ورأينا من يستولي علي دراجات بعضهم والتي كانوا يتفنون في تزيينها وأناقتها ، لم نشهد حالات موت ولكن سجلت حالات ضرب قاسية، قد تكون افضت الي الموت ، واستمر الضرب والنهب والإذلال طيلة اُمسية الأحد وحتي عصر الاثنين ، وردت تقارير بتسجيل حالات رمي من هم احياء بكماين الطوب بالجريف شرق وام دوم وماتوا حرقا ، وردت تقارير برمي من لا يعرف العوم منهم بشاطئ ابو روف والجريف غرب فماتوا غرقا، وردت تقارير بقتلي في صفوفهم بالحلفايا والعيلفون وودرملي وشمبات،، لقد عجزت حكومة الأحزاب عن إيقاف العنف الذي استشري ، كما عجزت عن توفير الحماية لمواطنيها الجنوبين باحياء العاصمة المختلفة ، او تأمين الحماية لمواطنيها الشماليين بالجنوب .. وبحس فطري خالص لدي بعض العقلاء ببري اللاماب تم التمييز بين الدينكا ،والذين كان ينظر اليهم بصفتهم الطليعة التي قادت احداث الفتنة،،،، والنوير الضعفاء الذين لم يكن لهم أصلا علما بما يجري من احداث ، وبالتالي تدخل العقلاءمن مواطني المنطقة لحماية وحقن دماءالنوير، وكذلك الحال بالنسبة للنوبة والفور ،، غير ان هناك مواقف كانت أعظم وأفخم وانبل اذكر منها وفقط علي سبيل المثال أربعة مواقف تستحق الثناء والتقدير وأجملها في بعض الأمثلة :/؛ 👇 دموية الأحد ،، اعتقد ان غالبية اولادنا وبناتنا لم يحضروا احداث ( الأحد ) وقد يكون بعض منهم لم يسمع بها حتي !! ليس لزهد منهم في طلب المعرفة، ولكن لعيب في ذهنية من يوثق عندنا ، ولتعظيم ثقافة المشافهة ،،
وقعت احداث ( الأحد) في عصر يوم من ايام الأحد من شهر فبراير لعام ١٩٦٥، حيث كانت مجموعة من الجنوبيين محتشدة في مطار الخرطوم لاستقبال وزير الداخلية (كلمنت امبورو) عائدا من بورسودان بعد مهمة عمل معلنة (عمنا مبارك أمان غفر الله له هو من اثني علي كلمنت وذكائه بعد ان زاملة في العديد من لجان الحكم المحلي ) علي العموم- تأخر وصول طائرة الوزير وسرت شائعة بانه قد قتل ، ولقد تزامن ذلك مع جوء متلبد بغيوم حول نشاط انفصالي قبيل اعلان انتخابات برلمانية كان يعد لها في ذلك الوقت ،، تطورت الأحداث بشكل دراماتيكي، دون ان تفطن السلطات الي ضرورة إصدار بيان يؤكد ان أسباب تاخر طائرة الوزير هو الأحوال الجوية السيئة ، وبدأت اعمال تخريب في المنشآت أعقبها تعدي علي المواطنين في العاصمة من قبل الجنوبيين شهدت ذلك منطقة الخرطوم شرق والخرطوم شمال وتجمعات العابرين بالمحطة الوسطي عند مخازن ميرزا ،، وحصلت إصابات ثم وفيات ، وما ان دخل مغرب ذلك اليوم الا -وقد أخذ علما كل سكان الخرطوم الكبري القديمة. بالحادث المؤسف ، ولقد ضرب اهلنا في الفتيحاب نحاسهم وفي شمبات وأبو روف وشجرة (ماحي بيه) والجريف وأم دوم استعدادا لمعركة اجبروا عليها وللزود عن أنفسهم وشرفهم واموالهم ، ما زاد النار حريقا هو ورود معلومات مؤكدة بان الجنوبيين في جنوب البلاد قد استباحوا دماء واموال الشماليين هناك ، وان اولاد ام دوم قد تعرضوا لهجمة شرسة مات من مات ونهب من نهب ، كانت بري اللاماب مركزا كبيرا لسكن الجنوبيين وبمختلف قبائلهم ،، الدينكا والنوير والشلك ، كان أبناء الدينكا من المتعلميين ، ويعمل اغلبهم في دواوين الحكومة كافندية ومحاسبين . وكانوا يقيمون كعزاب بدون عوائلهم ، ونادر ما تجد من معه أسرته، اتصف جنوبي بري من الدينكا بالهدوء والاناقة، كانوا يتبارون في استعراض البستهم من البنطلونات (شارلستون) ذات أقمشة الصوف الموهير او المخلوط بالتيل البوليستر، (الكرمبيلين او التريفيرا) وأقمصة بالكسر المتعددة ذات ألوان جذابة ومع الوانهمع الابنوسية واطوالهم الفارعة ، كانك في (Red Carpet ) وعلي شرف مهرجان كان السينمائي ، لم تسجل اي حوادث ضدهم في ذلك الوقت بالتعدي ، او التشاجر او السكر الذي يؤدي الي الاخلال بالامن المجتمعي ، ولقد ساهموا في رفع مستوي معيشة اهلنا بما يدفعونه من اجرة ، ساعدت في دفع اقساط المدارس او البناء او احيانا السفر الي الحج او العمرة ، العمدة عبدالرحمن: امر وبحكم مالديه من تأثير علي أهالي المنطقة، بتغليب الحكمة والعقل والقبض علي الجنوبيين دون آذي او عنف او اذلال ،وتسليمهم له في بيته، توطئة لنقلهم الي دار الرياضة الخرطوم، والتي أعلنت الحكومة انها مركز تجمع الجنوبين لضمان سلامتهم ، ولقد شهدنا ان بيت العمدة عبد الرحمن ودكانه صار مقرا مؤقتا لإيواء الجنوبين قبل نقلهم الي دار الرياضة، بينما كان ينقل المصابين والجرحي الي مستشفي الخرطوم لتلقي العلاج وباستخدام لواري أبناء المنطقة وما جاورها ،، اما النوير ولمحدودية تعليمهم كانوا يعملون أنفار (طلب) في المباني والعمران والتي كانت حركتها نشطة في بري اللاماب ذاتها اوفي منطقة الممنشية والتي كان يحلو لاهلنا ان يطلقوا عليها اسم (صرص) ،، ولم يكن ورائهم دخل او منفعة لأهالينا اذ انهم يسكنون في نفس مكان عملهم بالمباني تحت التشييد ، ولكن يرتزق منهم اصحاب الدكاكين ببيع الفول وتوابعه من الزيت وموية الجبنة ، فكانت تلك وجبتهم الرئيسية ،، ولكن سجل عليهم مشاكسات من أبناء الحي عند جرهم الي استفزاز بسبب الرغبة في الضحك عليهم ومناداتهم بألغاب ومسميات وأحيانا شتائم بلهجاتهم المحلية ، ولقد برع في ذلك( العركي علي العمدة وأخوه بكور رحمه الله ومحمد الرشيد وَعَبَد العظيم عبد المجيد وعصيمينة صديق خضر ،، وقائمة طويلة لا تسعها الذاكرة الان ) هذا اضافة الي طيف من النوبة، الذين ايضا كان مرددوهم الاستثماري ضعيف ،ويسكن اغلبهم عند طاحونة حاج سليمان بالجنينة، ومحلها الان هو قلب (حي الشاطئ ) وتعمل اغلب اسرهم في صناعة الخمور البلدية ،، وطيف اخر من الفور ويعملون اجراء في كمائن الطوب الأحمر علي شاطئ النيل من الناحية الشرقية ، وايضاً مردودهم الاقتصادي كان منعدما ، ما عدا ما يجودون به بشراء الدقيق والزيت والويكة لصناعة وجبتهم الرئيسية وهي (العصيدة مع البني كربو ). ولهم مهن اخري يعملون بها بعد العصر وهي بيع(الترمس والكبكبيك) لمواطني الحي . هذا هو الوصف الديمغرافي لبري اللاماب ، عند يوم الأحد الحزين ( لم يكن هنام مربع ٦ او٥ او امتداد ناصر او السريحة او الشريحة او امتداد المنشية ، او الشاطئ او قاردن سيتي او معرض الخرطوم او الهابي لاند او القرين فيليدج او. الخ )
الباقر الدرديري: كان من ضمن من كلّف بنقل الجنوبيين من مكان إيوائهم المؤقت بمنزل العمدة عبد الرحمن ، الي دار الرياضة بالخرطوم ، وكان يقود لوري قلاب مشحون بعدد كبير من الجنوبين في طريقه الي الخرطوم . وتم اعتراضه من بعض المتحمسين الذين طالبوه بإنزال (الشحنة) او هكذا قالوا ، ليمارسوا المزيد من الا ذلال والاهانة والضرب ،، أوقف الباقر اللوري وطلع مع الجنوبين بالصندوق حاملا (المنفيلا) مهددا بان سوف يضرب كل من يتعرض لأي جنوبي حتي ان أدي ذلك الي القتل ،، فهم أمانة وعليه ان يوصل الأمانة الي مكانها ،، هذه صفحة من تاريخ بلادي طواها النسيان ، لم نعرف ماذا كانت توصيات اللجنة التي كلفت بالتحقيق ؟ وهل أصلا أعدت تقريرا بذلك ؟؟ ربما كانت احداث ( الأحد الأسود) سببا جوهريا ضمن أسباب اخري، لاحقاد ومرارات شكلت مانعا لدي اهلنا في الجنوب لرفض الوحدة، والاستعداد لانفصال فاشل ، برزت أخطائه واضحة جلية آلان، لكنه بعد فوات الاوان ،،،،،،، الحاجة مني عبد الهادي آدم : وقد كان يسكن في بيتها مجموعة من الجنوبين، ويقال ان من بينهم (جون قرنق) نفسه ، وعندما هجم الناس عليهم بالمنزل، حملت عكازها، ووقفت حاجزا، وسدا منيعا لحمايتهم ،ولقد قالت وبصريح العبارة،( من أراد ان يضرب أحدهم وتقصد الجنوبيين عليه اولا ان يمر علي جنازتها ،، ) وتوقف من اراد الهجوم وعاد من حيث اتي الي ان جاء من بيت العمدة عبد الرحمن من كلّف بأخذهم الي منزله،،
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة