|
السيسي.. ومفهوم الديمقراطية..!!! أ . مجدي عبد الرحمن
|
المشهد المصري وترشح السيسي للرئاسة يجعلك ان تقف وتتأمل وتتبصر وتسأل فيما يحدث..!! نعم السيسي خلع البزة العسكرية.. ونعم هو الان مواطن مدني يتمتع بكامل حقوقه الدستورية والقانونية . ومن ناحية نظرية وكحق.. له الحق في الترشح للرئاسة ولكن يبرز السؤال المتبصر التالي هل خلع السيسي العقلية العسكرية ؟ وهل خلع السيبسي الرباط الروحي والمهني للمؤسسة العسكرية التي تربي وترعرع فيها وبمفاهيمها والياتها وادارتها ؟ وهل تكفي هذه الفترة ان يمتلي عقله وخبراته بالحنكة السياسية وادارة الدولة وممارسة الحكم بمضامين وسلوك ديمقراطي كمطلب جماهيري وشعبي للعبور بمصر الي رحاب الديمقراطية والمشاركة السياسية وتوفير الحريات والامن والطمأنينة ؟ كلها اسئلة وتساؤلات تحتاج للتبصر والتحليل والاجابة لعلها تخدم الناس في ترسيخ القيم الديمقراطية. في ظني وظن الكثيرين ان الاجابة هي من الصعب ان يتحول في هذه الفترة الوجيزة لمواطن مدني بمعني الكلمة..!! وهنا تبرز عدة اشكاليات اولها انه وبفعله هذا وغالبا هو فعل المؤسسة العسكرية قطع الطريق امام اهم شعارات و انجازات الثورة ( ثورة 25 يناير ) وهو وضع حد لحكم المؤسسة العسكرية والتحول للحكم المدني الديمقراطي والذي افسده الاخوان المسلمين في اول تجربة لهذا التحول..!!! اذن ترشح السيسي للرئاسة هو بمثابة سقوط شعار استعادة الحكم المدني الديمقراطي ..!! وهذا الاستنتاج يظل صحيحا برغم موقفه وموقف المؤسسة العسكرية المشرف مع ارادة الشعب والغالبية التي خرجت في ثورة 25 يناير ضد حسني مبارك ابن المؤسسة العسكرية نفسها وفي 30 يونيو ضد حكم مرسي والاخوان المسلمين حين حادوا عن المبادئ الدستورية والديمقراطية وانفردوا بالحكم بسلوك ديكتاتوري..!! والاشكالية الثانية تكمن حين ننظر للموضوع من زاوية مفهوم الديمقراطية وممارستها . حين نجد ان ترشح السيسي بعد كل هذا الزخم الثوري والتضحيات الجسام يضع مفهوم وممارسة الديمقراطية في تحدي واضح لتصحيحه بأن يكون معناه ومضمونه مفهوم قيمي اخلاقي منضبط بالامانة الفكرية والسياسية وصدق القول والفعل لا يقبل تسرب الانتهازية السياسية والتحايل الي معناه ومضمونه بحيث لا يكون اطارا شكليا والية بلا روح تنحصر في ممارسة كمية بعدد الاغلبية وكثرة الاصوات في صندوق الانتخابات.. حتي لو كانت نزيهة 100%!!! ويجب ان يشمل مفهوم الديمقراطية وممارستها تحقيق الشعارات والمطالب الشعبية التي قامت من اجلها الثورة وتضحيات الشهداء. صحيح ان مسيرة الديمقراطية تتعرض لجراح وانحرافات باسم الديمقراطية نفسها كمخاض طبيعي.!! وغالبا من قبل اي جماعة سياسية او المؤسسة العسكرية او الاحزاب الشمولية حين تتخذ الديمقراطية مطية للوصول للسلطة وتحقيق اهدافها الايدلوجية او التبعية او الحزبية بعيدا عن مطالب الجماهير والشعوب وتفعل ذلك برغم عدم قناعتها الفكرية بمضمون ومعني الديمقراطية وقيمها. وهذا يضع عبئا وتحدي كبيرا فكري وسياسي علي عاتق القوي الثورية والاحزاب الديمقراطية والمفكرين والمثقفين الديمقراطيين المؤمنة حقا بالديمقراطية لمقاومة هذه الانتهازية الفكرية والسياسية والعمل وسط الجماهير واقناعهم بمفهوم ومضمون الديمقراطية الاخلاقية ونزاهة الممارسة. ما فعله السيسي بترشحه للرئاسة بدعم من المؤسسة العسكرية ونفوذ بقايا حسني مبارك من منطلق امن مصر ومخاطر الارهاب بالاضافة لوقف اعداد مقدرة من جماهير الشعب ودعمه له هذا لا يعفيه من تكرار نفس ما فعله الاخوان المسلمين في انتهازيتهم السياسية واستخدام الديمقراطية العددية وصندوق الانتخابات في الوصول للسلطة ضاربين عرض الحائط بشعارات ومطالب الثورة الديمقراطية. وبرغم كل هذا الزخم والحراك السياسيي بما فيه من انحرافات لقيم الديمقراطية الا انني اجد ان أجمل كتاب سياسي قرأته في هذا العقد ان جاز لي وصفه بكتاب الا وهو المشهد السياسي المصري منذ ثورة 25 يناير وحتي الان.
|
|
|
|
|
|