لا يختلف أثنان أيها الرفيق بأننا في حالة غليان ومشاكسة حادة في هذة الأيام، رغماً عن أنني شخصياً لا أشجع الرفاق علي المهاترات والمشاكسة بين الرفاق بالحركة الشعبية ، بل أطالبهم بقدر الإمكان بضبط النفس وجعل كتاباتهم أكثر أيجابية وصب كل جهدهم نحو البناء ، مستصحبين معهم الأدب التنظيمي الذي ذكرته في ردك علي المقال ، والخروج عنه بلأشك يوقع الرفاق في الأخطاء وبالتالي تتولد الكراهية والغبن والمشاكسات ، وينتقل الرفاق من مرحلة التوجية الي مرحلة التجريح ، وهذة مرحلة خطرة تكون خصماً علي تنظيمنا العملاق ، كما يجب علي الرفاق الذين يسطرون باقلامهم أن يجعلوا أقلامهم ذهبية ، وأن يقفوا لحظة ، ويخضعوا كل ما كتبوه في الفترة الماضية الي المراجعة والتقييم ، وأن يوجهوا لأنفسهم أسئلة ضرورية : هل ساهمت هذة الكتابات في حللة المشاكل داخل التنظيم ونفعته ، أم فاقمتها ؟! . وأين نقف نحن منها الان ؟!. مع الأخذ في الأعتبار أن أختلاف الراي لا يفسد للود قضية ، وكذلك المطالبة باشياء مشروعة داخل التنظيم لا يجب ان يفسر بالتمرد عليه ، وهنا ايها الرفيق يكمن دور الأمين العام للاقليم وضرورة قيامه بادوار أيجابية وماكوكية لراب الصدع بين الفرقاء ، فالمساءلة محتاجة فقط لضمير ثوري وإرادة ، لان الأزمة الراهنة التي يعيشها التنظيم تحتاج الي عملية مصالحة داخلية بين أعضائه ، ليكون بمثابة سلام ووئام داخلي بشكل توافقي مرض للجميع .
ما لمسناه أيها الرفيق ان هنالك عجز واضح في أصلاح وضعية الحركة الشعبية والناس أجمعين ، وأن برنامج الحركة والرؤي مهمل ولكن بنوع من الوعي الأنتهازي، والمسئول عندما يفسد في الحق العام ويستغل سلطاتة المخوله له في القمع والفصل والتشريد والتنكيل ، ماذا ينتظر أذاً من الناس ؟! . عندما نتحدث يجب أن نتحدث وكاننا دولة مستقلة لامتلاكنا الأرض والقوة والسلطة بأعتراف دولي واقليمي، وفي أستطاعتنا توسعة الأراضي المسيطر عليها . كما وأن الدولة يالرفيق طالب يجب أن تكون دائرة مكتملة والناس بداخل هذة الدائرة لهم حق الامان والمشاركة والسلطة والتوزيع السليم لاوجه صرف الموارد، حتي نستطيع أن نقول أن حركتنا هي حركة مؤسسات وقانون، ونحن نريد أن نعلمها للناس وهي المبتغي، بل نحارب ونموت من أجلها ، فكيف نرضي لقيادتنا في الوقوع في أخطاء أبجدية ، لا تمت الي مشروعنا العظيم بصلة البته ، فدكتور جون قرنق أستطاع بمؤسساته أن يقنع العالم حتي أسقطوا عنه صفة المتمرد، وأعترف به دولياً كقائد لحركة تحرير وطنية أفريقية عظيمة جئنا نحن كتنظيم من صلبها . نعم أنه قد أستشهد وغاب عنا ولكنه أضاء لنا الطريق ، فلماذا نحن نضع فيه الحواجز والمتاريس والشوك ، ونستعيض عن ذلك بالفصل والتنكيل والقتل والتشريد والفساد والظلم والمحسوبية وسط رفاق الأمس واليوم ، بل توجيه أعلامنا لإثارة الفتنة والفرقة بين الرفاق بدلاً من ان تلعب الدور الأيجابي التوفيقي لراب الصدع وتضيق شقة الخلاف وتقريب وجهات النظر .
أيها الرفيق تية ، أتفق معك أن الأوليات يجب أن تعطي لصد متحركات العدو – المؤتمر الوطني- وهذا ممكن في حال كون الأخطاء غير قاتلة ومدمرة ، ويلاحظ ان الأخطاء التي وقعت من قيادة تنظيمنا، وماذالت ترتكب بصورة ممنهجة وبمتوالية هندسية ، وكلما صبرنا علي خطاء ، أردفونها بخطاء أخر أكبر وفادح ، وعلي سبيل المثال لا الحصر ، النموزج الأول هو الخطاء الذي جرنا اليه الرفيق الامين العام ياسر عرمان ، المتمثل في الحرق المتعمد للقيادات ، فمعروف أن الرفيق جقود مكوار له نضالاته وسمعتة كقائد وسط الجيش الشعبي ، فجره لتوقيع ميثأق مع المجرم موسي هلال المطلوب دولياً ، وذلك يعني حرق الرجل سياسياً وحرمانه من تبؤ أي منصب بالجبهة الثورية مستقبلاً ، ومن البديهي ، كان من المفترض أن من يوقع علي هذا الأتفاق هو مالك عقار رئيس الحركة الشعبية او الامين العام ياسر عرمان أن كان لهذا الاتفاق جدوي ، باعتبارهما يمثلان الهرم السياسي للحركة الشعبية . فما دخل القائد جقود مكوار في هذة الخرمجة!! ، فان كانت النتائج أيجابية تحسب للأمين العام وأن كانت غير ذلك " في ستين داهية ما نباوي وبس!! .
هذا يعني بالواضح كدا الخيل تجقلب والشكر لحماد ، وأن كانت هنالك مؤسسية في التنظيم ، هل كانت هذة المؤسسة ستسمح لهذة الخرمجة ؟ ، كما وأن الرفيق جقود يستغل الأن في ضرب رفاقه في النضال بإيعاز من ياسر عرمان الامين العام، وهذة ليست من سمات الرجل فقد عرف عنه أنه رجل منضبط ويؤسس للأنضباط وسط القوة ، ولم نسمع له أن أختلف مع أي من الرفقاء من القيادات أو حتي مرؤسية في الحركة الشعبية ، وهو بطبيعته رجل مسامح ، وكثيراً عندما تحدث بعض المشاكل وتتخذ فيها أجراءات ضد بعض الرفاق، كنا نطلب منه مسامحتهم فكان لا يردنا ، وكان يعمل مع رفيقة اللواء عزت كوكو في تناغم تام كما وأن هذان الرجلان لم يفارقا هذا الجيش الشعبي طوال حياتهما ، في الحالتين السلم أو الحرب ، فاشهد لهما شخصياً بذلك ، فلهما التحية والتقدير . فكيف بنا أيها الرفيق طالب تية أن نضيع جهد هولاء الرجال ونضالاتهم بهذة السزاجة المفرطة التي ينتهجها الرفيق ياسر عرمان ، فواجبنا أن نحمي هولاء ، ليس كأشخاص وأنما كرموز تاريخية نضالية بجبال النوبة .
النموزج الثاني ، ينطبق عليك أنت شخصياً ، حينما أبديت النصح للقيادة بالرائ العلم والمنطقي حول الفساد ببنك الجبال ماذا حدث لك ! ، ألم يتم أستجوابك وأرهابك من قبل القيادة ، ونحن نحسبك من الكوادر التي يعول عليها في مشروع السودان الجديد ، فما أشبه حالتك في الماضي بالذي حدث لرفقائك بالتنظيم اليوم ، من فصل لقيادات عسكرية ومدنية تاريخية لها وزنها وقبولها وسط أعضاء التنظيم بطريقة مستفزة وغير مؤسس قانوناً ، تسببت في تزمر وأستياء عام وسط الرفاق بالتنظيم عامة ، وقبلها التجرؤ بفصل قيادات مؤسسه للتنظيم ، وغدا سيلحق بهم طالب تية ووووو وأخرين لمجرد الأختلاف معهم في الرؤي والرائ ، وبهذا السلوك الذي أنتهج بحقك بالامس وحق رفاقئك اليوم تسقط عنهم لقب القيادة الرشيده ، ولاحقاً ستفقد أحترامها أيضاً .
وختاماً ايها الرفيق طالب تية ، فأن الأولوية يجب أن تعطي لقهر قوات العدو – المؤتمر الوطني- ، ونؤكد لك أن جيشنا الشعبي هذا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وتبقي كلمة السر هي ضرورة العودة الي الدستور والأصلاح المؤسسي . النضال مستمر..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة