07:36 PM March, 09 2016 سودانيز اون لاين
مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA
مكتبتى
رابط مختصر
المفتاح الذهبي الذي ينبغي إن يفتح صناديق أسرار السياسة، ويفكك أحجيتها، ويفسر طلاسمها هو كلمة (المصالح)، هذه المفردة الصغيرة الغامضة التي غابت وتغيب عن أيديولوجية الفعل للطبقة السياسية العراقية، لاسيما إذا دمج ذلك المفتاح مع كلمة الوطنية لتكون (المصالح الوطنية) هي الجواد الأصيل الذي يمتطيه السياسي ويخوض به غمار معركة العلاقات الدولية الشائكة وتعقيداتها المتصاعدة ومستجداتها السرمدية.
والمصالح الوطنية بمختلف أبعادها (الاقتصادية، السياسية، الفكرية والأمنية، وبمختلف أوقاتها (الآنية، المتوسطة، البعيدة) بأمس الحاجة إلى عملية الدفاع عن المصالح وحمايتها من جهة وانتهاز الفرص لتكثيف وتوسيع وتعميق المصالح من جهة أخرى، أي أن تمسك بيدك اليسرى بسلة مصالح العنب وتشغل اليمنى بقطف المزيد من العناقيد لسلتك الوطنية وعيناك تبحثان بلا هوادة عن الثمار الأنضج والأوفر، شاغلا فكرك بالمزيد من مواسم الحصاد، لملء سلال الغد.
أن الأزمة السعودية-الإيرانية هي موسم حقيقي لحصاد المصالح في السلة الوطنية، فلا يجب أن يلعب العراق دور حمامة السلام، بل ربما آن الأوان للعب دور الصقر الذي ينقضّ على مصالحه دون هوادة، فطالما تنافس الجاران اللدودان للعراق على ساحة العراق من أجلهما لا من اجله، وهذه هي طبيعة الأمور ومجراها التي يجب أن نعترف به ونتعامل معه، فمصلحتنا المستقبلية قد تكون في استقرار المنطقة وترسيخ معالم السلام فيها، إلا أن المصلحة الآنية والمتوسطة تدفعنا إلى الدعوة لإلقاء بعض الزيت على جمر العلاقات الإيرانية-السعودية ولأغراض إنارة المستقبل وتدفئة صقيع شتاء هبوط أسعار الذهب الأسود.
ماهي حدود خارطة المصالح العراقية وأين تلتقي وأين تتقاطع مع إيران والسعودية، لعل موضوع التعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي وأثاره الأمنية والاقتصادية والسياسية هو الهم الأول أو هكذا يفترض أن يكون لصانع القرار السياسي العراقي، والمصالح الأمنية في مقارعة الإرهاب والمعلومة الاستخبارية الغالية الثمن لان العراق يدفع ثمن غياب المعلومة دم أبنائه الغالي وكلتا الجارتين وحلفائهما يملكان الكثير منها، لذا يجب أن نساوم الموقف الداعم بالمعلومة المتوفرة، دون أن تغيب عنا المصالح الاقتصادية وجعل العراق ممرا للسلع والزوار والطائرات والأشخاص بين الطرفين، المطالبة بمشاريع استثمارية (عملاقة) لتحسين صورة كل منهما لدى العراق أمر لابد من اللعب عليه لاسيما إزاء السعودية التي إذا ما استطعنا أن نجرها لسياسة التفاخر سنجر منافستها لبذل المزيد من اجل أن لا تترك ساحة البناء العراقي للعقال السعودي الثري وذو المواصفات العالمية العالية، ويجب أن نستخدم عصا الملك السعودي وعمامة المرشد الإيراني لهش المجاميع المسلحة العابرة للحدود بعيدا عن بلادنا في توازن حذّر ورؤية إستراتيجية وانتهاز للفرص لطالما افتقرنا إليها.
إن وقوع العراق بين كفي الكماشة (الإيرانية) و(السعودية) كما هو تحدي فهو فرصة مهمة إذا ما استطاع العراق أن يقنع القوى الدولية لاسيما الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوربي بأن يكون العراق بلدا حياديا يلعب دور الحاجز الإقليمي وصِمَام أمان المنطقة مما سيعطيه زخما وقوة ومبرر لاستقطاب المزيد من المصالح الاقتصادية والسياسية والأمنية في منطقة تموج بالأزمات والربان الماهر هو ليس من يرسو بسفينته في ميناء السلام فحسب بل من ينخر عباب بحر الأزمات لجني الثمار وحصادها.
* مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية
http://mcsr.nethttp://mcsr.net
أحدث المقالات
خطوات الاصلاح الاقتصادي في العراق: رؤية من الخارج بقلم د. حيدر حسين آل طعمة/مركز الفرات للتنمية والهل يقدر المتحاورون ماذا يعني فشل الحوار ؟؟؟؟؟؟ بقلم هاشم محمد علي احمدو شرعوا في تزوير تاريخ الترابي.. بلا وازع! بقلم عثمان محمد حسنالترابي.. هدأةُ الشيخ الأخيرة بقلم أحمد الدريني جو بايدن يشوه وجه الانتفاضة بقلم د. فايز أبو شمالةالكشف عن سيارات المستقبل في معرض جنيف ابراهيم السنوسي ما قدر الشغلانة بقلم شوقي بدرىقريمانيات .. يكتبها الطيب رحمه قريمان كيف تسقط حكومة بنكيران في يوم واحد وبدون قلاقل؟؟ بقلم انغير بوبكرحق اللجوء واللاجئين ...... قوانين مثالية، وواقع مرير اعداد د. محمود ابكر دقدق/استشاري قانونيي وباالأمهات الأرامل والمطلقات المجتمع يكفن والأبناء يدفنون!! (2) بقلم رندا عطيةالتسوية قبل الوحدة..! بقلم عبد الباقى الظافرضرب السد بقلم صلاح الدين عووضةكثير من علي الحاج .. قليل من السنوسي بقلم أسحاق احمد فضل اللهوقطع معتز قول كل خطباء السدود بقلم الطيب مصطفىدموع خالد مشعل ووحدة الإسلاميين!! بقلم حيدر احمد خيراللهفي عيد المرأة التحية لصمود نساء وطني... بقلم زينب كباشي عيسيالقمح وإستبدال الأدنى بالذى هو خير بقلم سعيد أبو كمبال بني مَلاَّل منتظرة منذ الاستقلال بقلم مصطفى منيغ في يوم المرأة العالمي : هل نالت حقها ؟ بقلم د. حسن طوالبهلا تحتمل الإنتظار والحلول التسكينية بقلم نورالدين مدنيالصدمة وفرضية الإغتيال بقلم أكرم محمد زكي القصر الكبير بلا إصلاح ولا تغيير بقلم مصطفى منيغ