سنين مِنْ التقصِي ومُطاردة الحُّلم المُستحيل"المُتعّـذر" الآن حآن الأوآن لشعب الدارفوري المُبتلي والمنكُوب على مرَّ الحكومات السُودانية لإستفتاء مَصِيرية بين خيارينٌ لاغير ! .. خيار الوحدة"الجحِيم - Hell" أو خيار الإنفِصال"الجنة - Paradise" أمَّ خيار الوحدة "الكرِيهة والبغيّضة والمُشمّئزة" أو خيار الإنفصال "الجاذِب" .. يا تُورى أيُّ خيار تختاروا؟! لصالح الإنفصال أنَّ تنعموا بدولتِكم الوليّدة والعّامرة بالفيدرالية واللبيرالية والديمقراطية والعلمّانية أمَّ تختاروا الوحدة كى تقوا مجددآ في فكّ المَرَارات وويّلات الناتِجة وناشِئة من أهوال المُؤتمر الوطنى وحُّكم الإسلاموي العُروبي؟! . هل تصوتوا لمَسار صحيح "الإنفصال" وتفادي المُأساة والمُعأناة الدائمة؟! أمّ تصوتوا لنهج خاطئ وتتذوقوا كوارث إنسانِية وطعّْم الأبرتهايد وتصبيرة الإضّطهاد أخرى؟!
إنَّ موضوع إستقلال دارفور عن السُودان هو ليس ولِيد اللحظة كما يعَّتقده البعض ، بل أنَّ هذا الموضوع له بُعَّد تاريخي كبير جداً ، حيثُ أنّ المُطالبة بالإنفصال مُتلاحِقة من تلك المجارز والمذابح البشعَّة التى إرِتكبها حكومة المُوتمر الوطنى في حقَّ شعب الدارفوري أعزّل ، وأفعالها القمعيَّة والوحَشِيِّة وأمُّورها الفاشِية والنازِية تِجاه الأبرياء وغير مُؤذين مِنْ المُواطنين .. لذا تُكتسب الحركة الإنّفِصالية في إقلِيم دارفور زخماً مُتزايداً هذه الأيَّام ، تعززه الأزمة الإدارية التي تُمر بها البِلاد .. تواترت وتسارعّت الأخبار مُؤخراً التي تؤكد على قُّربْ حَدُوث إستفتاء على إنفِصال أقلِيم دارفور عن السُودان ، وبغّض النظر عن الأمور السياسية والرغبات المُتصاعدة والمَلّْحة لكل قاْطِني هذا الأقلِيم المُلتهب منذ عقود بالإنفِصال عن السُودان ، فَسنحاول التغلغل في الأمور الفنيَّة سواء السلبية أو الإيجابية لإحِتِمالية الإنفصال وخروج بأقل الخسائر مُمْكنة على خلفية هذا الإنفصال المُحتمل أو المُحتمٌ! .
شعب الدارفوري البرِئ والسَاذّج مَرَت عليه أعوام سَوُداء مُظلمةٌ صبوا عليه الحقَّد الدفيّن من دون أدنى جدوى حتى كِرهَ هذا البلد وظهرت عليه علامات النَفُور .. إنّهل التخلف والجهالة والمرض والغبن وقتل وتشريد واللجؤ والنزوح بسبب "عِرقهُم" الأفريقي لا غير ! .. من يصرف دِماء الأبرياء في بنكة سَهم من يلعنٌ كل نهار في بسمة أمْ أو أشراقة طفل وضياء النجم من يّعبد ليل الذل ويعشقُ لون الدم ليبيع ضميره مسروراً في أسواق لمن وبكم ليكسب إسمه عاراً ببيعة وطنه كالمَغنّم .. هكذا فعلوا جردان البشير بوطننا وشعنا .. لماذا لا ننفصل؟! ولماذا الوحدة؟! وجَبْ علينا الإنفصال .
لمَّ يتساءْل الكثيرون لماذا هذا الرّفض المُتكرر من قبل الغالبية العُّظمى من المَواطنين في السُودان لكل الحلول المطروحة لحل القضية الدارفورية ، هل هي العدمية السياسية أمَّ الثقة والقدرة على فرض خيارات أخُرى؟! وأيُّ خيار آخر سِوا هذا الخِيار "إنفِصال"؟! . حقيقًا فشِل الدارفوريين حتى اللحظة في تكوين حامل سياسي مُوحد للقضية الدارفورية ، لا أقصد حركةً واحداً بل ما يشبه الهيئة التنسيقية بين المُكونات الدارفورية لتوحيد مطالبهم أو على الأقل نقاط الإلتقاء .. فغالبية القيادات السياسية الدارفورية التقليدية والحراكية تنظر إلى القضية من زاوية المصلحة الذاتية أو الحزبية أو الفئوية أو المناطقية لا غير ! لذا نلاحظ تساقط قادة الدارفوريين التقليديين وبعضُ القيادات التي أفرزها الحَراك الدارفوري الواحد تلو الآخر .. هناك تيارات في الدارفور لا تزالُ مُقصية حتى اليوم ، بعضها تم إزاحته منذُ عوام الماضية بسبب إتفاقيات ورقية وكرتونية مع جُردان البشير .. تتغير السلطة أشخاصاً وجهات ويجمع بينهم الإقصاء والإستِبعاد لمن يختلفون معها .
الوحدة عند بعض الدارفوريين في حكومة سلطان الزمان ال."بشير" مَنّصب أو جَاه أو أمُوال .. ومن لمَّ يحالفه الحظ أو تم عزله وطرَّده لحق بركب المطالبين بالإنفصال وهيهات!.. والبعض يُؤمن أنْ لديه قضية وعَجَزتٌ كل السلطات عن إستِقطابهم لأن لديهم قناعات راسخة نتفق أو نختلف معها لكنهم شرفاء . أعرف أشخاصاً وقادةٌ دارفوريين كانوا ولازالوا ذراع الرئيس البشير في إقصاء زملاء ورفقاء سلاح لهم بحجة إنهم وحديون وعندما لفظهم سلطانهم في مرحلة لآحقة رفعوا نفس شعارات زملائهم الذين ساموهم سوء العذاب عندما كانوا في الثورة"حركات الدارفورية" ، القضية الدارفورية في أصلها ليست قضية شمال مع دارفور بل قضية دارفور مع دارفور ، ولو أجتمع الدارفوريين على كِلمة واحدة مثلاً تجاه تأييد خيار إنفصال لوضعوا براميل التشطير خلال ساعات دون الحاجة إلى أي مساعدة إقليمية أو دولية .. لكن تفرقهم وتعارضهم وتحاسدهم وكثرة الأدياك بينهم جعل قضيتهم إستثماراً رابحاً للكثير من الإنتهازيين والعُنصريين والجهويين على حساب المواطنين في الدارفور والتضحيات التي قدموها خلال العقدين الماضيين .. أعتقد أنَّ إنفصال فقط الحل للقضية الدارفورية ، لأن المشكلة تكن في الوحدة "المُزيفة" .. بل في أطراف حولت الوحدة لأمْة إلى مصالح شخصية لأفراد وتيارت سياسية ومُكونات سودانية دارفورية أرِتكبت خلالها الكثير من الأخطاء الكارثية التي جعلتنا شعبين في دولة واحدة بعد أن كنا شعب واحد في دولة واحدة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة