|
إنتخابات 2010 - حقائق و عبر بقلم م. تاج السر حسن عبد العاطى
|
02:31 AM Feb, 17 2015 سودانيز أون لاين مقالات سودانيزاونلاين - مكتبتي في سودانيزاونلاين
بسم الله الرحمن الرحيم
مقال بتاريخ 23 أبريل 2010 اتفاقية السلام الشامل و التحول الديمقراطي ما يعرف بالاستحقاق الديمقراطي أو الانتخابات كان هو عقدة الحلقة في مصفوفة الاستحقاقات التي تأسست عليها اتفاقية نيفاشا و التي عرفت باسم اتفاقية السلام الشامل CPA التي تم توقيعها بين حكومة جمهورية السودان و الحركة الشعبية لتحرير السودان/ الجيش الشعبي لتحرير السودان في التاسع من يناير 2005 و أهمية هذه الانتخابات إنها تفرز الحكومة التي تشرف على استفتاء الإخوة في جنوب السودان لتقرير مصيرهم وحدة مع الشمال أو انفصال و تكوين دولة جديدة. أيدت كل الأحزاب السودانية هذه الاتفاقية و عادت من ملاجئها و محاضنها وشاركت في الحكومة و هيئاتها التشريعية و التنفيذية حتى ان كهولاً مثل سليمان حامد و التيجانى الطيب وجدوا لهم مقاعد فى مستويات الجهاز التنفيذي و التشريعي لم تتح لهم فى سابق أيامهم وهي طويلة. ارتضت الأحزاب ان تعد نفسها لهذه الانتخابات منذ ذلكم التاريخ حتى تشارك فى الحكومة التي ينتخبها الشعب و التي تشرف على الاستفتاء و جهاز الدولة و حتى يتسنى لها المشاركة فى هذه الحكومة المفصلية بأوزانها التي تحددها صناديق الاقتراع . المفوضية القومية للانتخابات أقرت هذه الأحزاب مجتمعة ومن غير صوت نشاز واحد على الآلية التى تعد و تشرف على الانتخابات و التي عرفت باسم المفوضية القومية للانتخابات. تم اختيار المفوضين من أبناء هذا الوطن المشهود لهم بالكفاءة و الأمانة و الحيادية و كان أهم معايير الاختيار أن يكون المفوض مستقلاً ومؤهلاً ومحايداً وغير منتم لأي حزب من الأحزاب. أيدت و باركت كل الأحزاب أعضاء المفوضية و نطاق عملها و قوانينها و المعايير التي تلتزمها وهى قواعد مكتوبة تضاهى أعلى المعايير العالمية المعمول بها فى هذا المجال و لا يوجد نظير لها في أفريقيا و العالم العربي بل الغربي وكل المعلومات الخاصة بها مبذولة للجميع فى شفافية تامة و معروضة على الشبكة العنكبوتية فى موقع المفوضية المميز http://http://www.nec.org.sdwww.nec.org.sd وقد تشكلت المفوضية من: مولانا ابيل الير – رئيس المفوضية 1. بروفسور عبد الله أحمد عبد الله نائبا الرئيس 2. فريق شرطة عبد الله بله الحاردلو 3. فريق شرطة الهادي محمد أحمد 4. بروفسور محاسن حاج الصافي 5. د.محمد طه ابوسمرة 6. فلستر بايا . 7. بروفسور مختار الأصم 8. د.جلال محمد احمد – الأمين العام 9.اكولدا مانتير
تدعمها لجنة من الخبراء من 18 رجل و امرأة من كبار رجالات الخدمة المدنية و آلاف من الكوادر المساعدة و العاملين فى لجان الولايات و التسجيل و التصويت و الفرز و يسهر على حراسة و مراقبة أعمال المفوضية الآلاف من رجال الشرطة و مناديب الأحزاب و المنظمات الطوعية المحلية و العالمية يعملون جميعاً وفق ضوابط محددة. هذا العمل الكبير المكلف تحمله الشعب السوداني عن رضا و قناعة. وضعت المفوضية برنامجاً زمنياً للعملية الانتخابية مدته 162 يوماً يبدأ بالتسجيل فى 1/11/2009 ويتسمر حتى بداية التصويت في 11/4/2010 على أن تعلن المفوضية نتائج الانتخابات في مدة لا تزيد عن 30 يوماً بعد انتهاء التصويت. عودة الأحزاب وعودة الممارسات السالبة بدأت الأحزاب حال عودتها للسودان بعد غياب ناهز الستة عشر عاماً ترتيب أوضاعها و بناء أجهزتها القيادية لتتجمل للشعب السوداني الذي سوف يختار. جاءت الأحزاب بعقليتها القديمة ولكن انهيار الشيوعية و تخبط النظام الغربي -الذي ظل حاضناً لهذه الأحزاب- في العراق و أفغانستان و حربه المزعومة ضد الإرهاب كل هذه الأسباب أفقدت هذه الأحزاب البعد الخارجي التي يمكن أن تتوكأ عليه كما إن الإنقاذ خطت بنية جديدة خلال هذه الفترة تجسدت فى تجيش الشعب و بعث روح البذل و الشهادة و انتظام المشاريع التنموية الضخمة من بترول و طرق و اتصالات و مياه و ما لا يحصيه عاد و لكن قاصمة الظهر كانت نشر الوعي و التعليم و زيادته بحوالي 50 ضعفاً مما كان عليه في يونيو 1989. جالت هذه الأحزاب في ربوع البلاد و لما عادت لتقييم حصيلتها تأكد لها أن الأرض قد تبدلت و أن الناس قد تغيرت ولكن حقول الألغام التي كانت تسير فيها حكومة الإنقاذ و إستراتيجية حرائق الأطراف المعلنة من قبل صناع القرار فى العالم الغربي و كثرة المتربصين بها أغرتهم بالاستمرار فى مواقفهم السالبة فبدل أن يجددوا مناهجهم و يستوعبوا الشباب المتعلم الذي و فرته لهم الإنقاذ ظلوا ينتظرون انهيار نظام الإنقاذ بمعاول غيرهم. طيلة هذه السنوات الخمس التى سبقت الانتخابات لم يقدموا عملاً واحداً يمكن أن يذكره لهم الشعب.لم يسعوا لجبر كسر أو رتق فتق أو المشاركة فى إطفاء حريق أو المساهمة فى دفع عجلة التنمية بل ظلت معاول هدمهم تضرب فى كل اتجاه مروجة للفتنة زاعمة باستشراء الفساد و الشعب السوداني يسمع و لا يرى إلا البناء و التنمية. عندما لاحت بوادر الانتخابات رأوا ان يكونوا كتلة واحدة ضد المؤتمر الوطني فصنع لهم الحزب الشيوعي كعادته سفينة النجاة ( مؤتمر القوى السياسية بجوبا 26 -31 سبتمبر 2009) فركب معه فيها إضافة للحركة الشعبية حزب الأمة جناح الصادق/ مبارك و الحزب الشيوعي و المؤتمر الشعبي و أوكل الحزب الشيوعي دفتها للحركة الشعبية و انتظر السيد محمد عثمان على الشاطئ يلوح بيد لتحالف جوبا و أخرى للمؤتمر الوطني. تمخضت عن اجتماعات هذا التجمع ما عرف بإعلان جوبا للحوار و الإجماع الوطني كان فى مجمله تعضيداً لمواقف الحركة الشعبية فى سعيها للانفصال عبر الاستفتاء و نقطة ارتكاز للحزب الشيوعي للاستفادة من حيثيات هذا الاعلان في مستقبل الأيام في عمليات المناورات الحزبية التي برع فيها.
الحملة الانتخابية و المناورات الحزبية
بدأت الانتخابات فعلياً بالتسجيل الذي بدأ في 1/11/2009 و شاركت فيه كل الأحزاب و ظهر قادتها و هم يسجلون أسمائهم و يدعوا كوادرهم للتسجيل.تم تسجيل حوالي 16 مليون سوداني و سودانية فى ما يزيد على الـ50 الف مركز تسجيل وهى نسبة فاقت 80% من الذين يحق لهم التسجيل حسب تقديرات الإحصاء السكاني الأخير. استمرت العملية الانتخابية من تسجيل و طعون و ترشيح و طعون حسب الجدول الزمني الذي وضعته المفوضية. ترشح الآلاف في كل المستويات بدءً من رئاسة الجمهورية إلى المجالس الولائية. تلتها الحملة الانتخابية حيث خرج زعماء الأحزاب كافة و طافوا أصقاع السودان و قابلوا جماهيرهم فى حملات انتخابية صاخبة. ولكن عندما رجعت هذه الأحزاب إلى الخرطوم لتقييم حساباتها حسب ما رأته رأى العين أسقط فى يدها و تبين لها أنها كانت كأصحاب الكهف تطلب طعاماً بعملة قديمة فكانت الفضيحة الكبرى حيث انه و فى اليوم 150 من الحملة الانتخابية التي عمرها 162 يومًا كما حددته كتابةً و نشرته المفوضية, طالبت أحزاب تجمع جوبا بتأجيل الانتخابات حتى نوفمبر ساقت لذلك أسباباً تكشف عن الجهل الكبير بالمعايير التي تضبط العملية الانتخابية التي ارتضوها و أصبحوا جزءً منها. هددوا بالانسحاب اذا لم تلبى شروطهم و فعلاً انسحب قطاع الشمال في الحركة الشعبية من رئاسة الجمهورية و انسحب الحزب الشيوعي من جميع المستويات و تلجلج الصادق المهدي و مبارك المهدي ولكن أخيراً قرروا الانسحاب فرادى من الاستحقاق الديمقراطي خوفاً من الهزيمة الماحقة وبقى المؤتمر الشعبي و الاتحادي الأصل. هم جميعاً يعرفون ان فترة الانسحاب قد ولت وقرارهم إنما هو دعوة لقواعدهم لمقاطعة الانتخابات ظناً منهم أن مقاطعتهم سوف تفقد الانتخابات زخمها فلا يخرج الناس للتصويت فيجير الأمر لمصلحتهم فيزيد بذلك كسبهم المتواضع.
الشعب السوداني اختار
انتهت فترة التصويت يوم الخميس 15 أبريل 2010 وتبين أن نسبة التصويت فاقت 70% من المسجلين و هى حسب المعايير العالمية نسبة عالية جداً رغم دعوات المقاطعة. بدأ فرز الأصوات يوم الجمعة 16 أبريل وبدأ ظهور النتائج فكانت اللطمة الكبرى للهاربين من قرار الشعب حيث كشفت نسبة التصويت العالية أن لا وزن لتحالف جوبا حيث لم يقاطع الانتخابات أحد كما ان الشعب قرر و بصورة أدهشت كل المراقبين الوقوف إلى جانب المؤتمر الوطني لأنه صدقهم منذ صيف العبور الى صيف القرار العريان الذي شهده الوف من المراقبين وفدوا من خارج السودان و داخلة و كان قراراً شهد علية رجال المفوضية الكرام و أمن عليه المراقبون الأجانب و الوطنين و وكلاء الأحزاب. هذا القرار كان فضيحة كبرى لتحالف أحزاب جوبا و غيرهم ممن ظنوا أن هذا الشعب جاهل و امى يمكن أن تنطلي عليه المناورات و الألاعيب القديمة فظلوا يرددون ان هنالك تزويراً طعناً فى أهلية المفوضية و ان هنالك شراء لذمم الناخبين أهانة أخرى لشعب كريم.... يخربون بيوتهم بأيديهم.
اليوم يوم المرحمة كانت هذه الدعوة جزء من خطبة الشيخ د. عبدا لحى فى مسجده المحضور بجبرة يوم الجمعة 16 أبريل 2010 حيث ذكر بأن فرحة النصر الكبرى تذهب بالوقار و تكون مدخلاً للشيطان وذكر بهديه عليه السلام يوم الفتح الأكبر وقد كتب الأستاذ الدكتور جابر قميحة في موقع الإخوان المسلمون على الشبكة العنكبوتية مقالاً في ذات المعنى تحت عنوان من مظاهر إنسانية الرسول فى فتح مكة انقل منه التالي تبياناً لهديه صلى الله عليه وسلم في ساعة النصر و ذلك حتى تتأسى به قيادات المؤتمر الوطني و قواعده و هي تذكرة لا أحسبهم غافلون عنها. "لقد كان ضمن الجيش الزاحف الى مكة ما يُسمَّى بـ"الكتيبة الخضراء" أو "كتيبة الحديد"، يحملها سعد بن معاذ فصاح مزهواً بالنصر المبين : "اليوم يوم الملحمة، اليوم تُستحَل الحرمة، اليوم أذلَّ الله قريشًا"، فغضب النبي- صلى الله عليه وسلم- وأعطى الراية لـ"علي بن أبي طالب"، وقال: "لا يا سعد، بل اليوم يوم المرحمة، اليوم تُقدَّس الحرمة، اليوم أعز الله قريشًا". ودخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة في تواضع عجيب؛ حيث كان يركب ناقته القصواء وقد أحنى رأسه على رَحله تواضعًا، حتى كادت تمس لحيته الرحلَ من شدة التواضع، وهو يقول: "لا عيش إلا عيش الآخرة". انتهى سرد د. قميحة.
أرجو ان يقصر الإخوة بالمؤتمر الوطني الاحتفال بهذا النصر الكبير بالدعوة لصلاة الشكر بالمساجد حال إعلان المفوضية للنتيجة الرسمية و ان تنتهي بهذا التفويض الكبير سياسة الترضيات والصرف غير الضروري لمال المسلمين كما يجب الاجتهاد في استكمال بناء هذا الوطن ورد الجميل لهذا الشعب الذي قرر ة بإجماع أدهش الأعداء و المتربصين حتى صار بعضهم يهذى. كما يجب العمل لمرحلة الاستفتاء لتقرير مصير جنوب السودان و فق خطة مدروسة حتى يقرر شعب الجنوب مصيره من غير تزلف كما فعل المرحوم الصاغ صلاح سالم ومن غير دعاوى ممجوجة كما فعلت الأحزاب الطائفية غداة الاستقلال كما بين ذلك المرحوم الأستاذ محمد عمر بشير في كتابه خلفية النزاع فى جنوب السودان. مستقبل أحزاب تحالف جوبا على هذه الأحزاب أن لا تستمر بالكذب على نفسها برفع راية ان الانتخابات مزورة لأن الشعب السودان شعب متعلم مطلع وأن تستعد لإنتخابات 2015 وهو ليس ببعيد. السيد الإمام الصادق المهدي أرجو أن يختم جهاده المدني بحل حزب الأمة و تكوين جسم يعتني بمناطق الأنصار يكون همة السعي مع الحكومة في تنميتها ورد الجميل لقوم ما بخلوا قط على هذا البيت عملوا سخرةً في مزارعة و بيوتاته و قاتلوا معه متى ما جاءتهم الإشارة ليس لأنهم أنصار الإمام بل لأنهم أنصار الله ..الدعوى التي يرفعون بها أصواتهم عقب صلاة الفجر كل يوم و هم يقرأون الراتب " .... نحن أنصار الله ... السيد محمد عثمان الميرغني أيضا عليه وضع عصا الترحال و أن يبدأ من حيث انتهى السيد محمد عثمان الختم صاحب الطريقة و تاج التفاسير و المولد البرزنجى الذي خرج من مكة داعية إلى الله في القرن السابع عشر و تزوج فى بارة و ظل ينشر العلم و المعرفة بأساليب ذلك الزمان في ربوع السودان القديم. أبواب العمل الى الله كثيرة و الصادقين و النابهين من أبناء الطريقة كثر يمكنهم الاستمرار فى نهج الختم بأساليب هذا الزمان عليه أن ينظر فيمن حوله أكثرهم ممن تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى و أن يبعدهم من غير تردد أو تهاون لان قرار الشعب قد بان. الحزب الشيوعي السوداني هو أخطر مكونات تجمع جوبا رغم قلة منسوبيه فالحزب صناعة يهودية صهيونية أنشأه و رعاه الضباط اليهود فى الجيش البريطاني و على رأسهم هنري كوريل الشخصية الغامضة الذي كان راعياً للأحزاب الشيوعية فى مصر و السودان و الشام و مات مقتولاً فى باريس كما ذكر ذلك تفصيلاً عضو اللجنة المركزية الشيوعي السابق المرحوم الأستاذ أحمد سليمان فى كتابه الوثيقة " خطاً كتبت علينا مشيناهاً. الحزب الشيوعي يضم كثير من الكوادر السودانية المحترمة و التي يمكن أن تمثل إضافة كبيرة في مجالات شتى ولكن القوى الخفية التي تحرك هذا الحزب و هي التي صنعته بدءً هي التي تربك المسرح السياسي منذ الاستقلال و تضفى على هذا الحزب قدرات أكبر من حجمه الحقيقي لتحقق أهدافها عبره. هذا ما يفسر العافية التي يتمتع بها هذا الحزب رغم انهيار النظرية الماركسية و وزوال منظومة الدول الشيوعية و الأنظمة العربية الثورية. حزب المؤتمر الشعبي, هذا حزب ينتهي بنهاية صاحبه و الأعمار بيد الله ولكن أعمار هذه الأمة قصيرة بين الستين و السبعين و قد تجاوزها الشيخ الترابي. أسأل الله الهداية لجميع من يشهد أن لا اله إلا الله و أن محمداً رسول الله وذلك حتى يشمل هذا الدعاء مجموعة مقدرة فى الحزب الشيوعي أحسب أن لهم خلق و دين. و الله نسأله التوفيق.
م. تاج السر حسن عبد العاطى جامعة الجزيرة – ودمدنى 23 أبريل 2010 mailto:'[email protected]
|
|
|
|
|
|