تمخض الجبل فولد فأرا! هذا ماحدث تماما بالنسبة لکل تلك الضجة و الصخب الذي أثاره جناح رفسنجاني ـ روحاني، بعد الانتخابات الاخيرة و التي حققوا فوزا فيها و في الوقت الذي کان البعض من المنبهرين بمزاعم الاصلاح و الاعتدال في إيران، کانوا يروجون لتغييرات و إصلاحات ملفتة للنظر بعد نتائج هذا الجناح، خصوصا من حيث تقويض سلطة المرشد الاعلى وازاحته عن السلطة، فإن الذي جرى هو على الضد من ذلك تماما، إذ وبعد کل ذلك الصخب و الضجيج، وإذا بالمرشد الاعلى يفرض جنتي"90"عاما المقرب کثيرا منه و المحسوب عليه، کرئيس لمجلس الخبراء والانکى من ذلك إن هذا الرجل الذي يکاد أن يکون في الهزيع الاخير من عمره، يترأس أيضا مجلس صيانة الدستور الذي يسيطر على قضية تنزيه المرشحين للإنتخابات و الامر الآخر المثير للتهکم هو إن البرلمان الايراني قد أعاد إنتخاب لاريجاني المحسوب أيضا على خامنئي، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا: هو أين التغيير و الاصلاح المزعومين؟
إشغال الکهل المتشدد جنتي لمنصبين خطيرين في آن واحد، بقدر مايعتبر إنتکاسة شنيعة لجناح رفسنجاني و تثبت عدم مقدرته إطلاقا على ترجمة أقواله أفعالا، فإنه في نفس الوقت يدل على إفلاس کامل لجناح خامنئي ـ الحرس الثوري و بالتالي فإن النظام برمته يعاني من أزمة عميقة ليس بالامکان تخطيها و العبور منها بسهولة، ومن هنا فإن قضية إختيار جنتي من قبل خامنئي و فرضه في رئاسة المجلس، قضية ذات أبعاد و جوانب مختلفة يجب الانتباه إليها جيدا ولاسيما من حيث إن النظام يوحي من خلالها بإنه لايزال يعتمد على حرسه القديم و ينأى بنفسه بعيد عن الآخرين.
کذب و زيف مزاعم الاصلاح و الاعتدال و عدم نزاهة و مصداقية الانتخابات الجارية في إيران و التي تصر عليها تصريحات و مواقف قادة المقاومة الايرانية ولاسيما السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، جاء فرض رجل الدين ذو ال90 عاما کرئيس لمجلس الخبراء بمثابة الدليل العملي و المنطقي الذي يثبت و بصورة قاطعة ماأصرت و أکدت عليه المقاومة الايرانية.
فرض جنتي بسمة رئيس مجلس الخبراء من قبل خامنئي، أشبه مايکون بإيحاء و إشعار من الاخير للعالم کله بإنه لوحده و في کل الاوقات يمسك بزمام الامور کلها في النظام و إن کل مايقال و يشاع و ينشر عن الاعتدال و الاصلاح و التغيير في هذا النظام ليس إلا مجرد هواء في شبك
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة