:: كما الأغذية والأدوية، كانت لإتفاقية الدوحة (فترة صلاحية)، وقد إنتهت فترة صلاحيتها..ولهذا، تم إلغاء قرار إعفاء طلاب دارفور من رسوم الجامعات، كما قالت أخبار صحف الأمس..ومن غرائب هذه الاتفاقية انها - طوال فترة صلاحيتها - لم تحقق السلام الشامل في دارفور، ولم تعد الآلاف من الأسر النازحة إلى ديارها.. المهم، (بخيرها وشرها)، إنتهت فترة صلاحيتها..وتساوى طلاب دارفور مع طلاب الأقاليم الأخرى في دفع الرسوم ..!! :: ويوم صدر قرار إعفاء طلاب دارفور من الرسوم، رفضت وكتبت واقعة المواطن الذي صعد إلى برج البركة ثم هدد بالإنتحار ما لم يأت الوالي بحلول عاجلة لمشاكله، وكانت المشاكل : إيجار كم شهر، رسوم مدارس، حق العلاج، وتفاصيل أخرى.. وتدخلت الشرطة بالتفاوض، وأنقذت المواطن من الموت إنتحاراً وأحالته إلى التحقيق والمحاكمة، ولكن مسؤولاً بالخرطوم صرح لصحف اليوم التالي قائلاً : (نحن ح نحل مشاكل المواطن اللي طلع البرج).. ويومها كتب الأخ صلاح التوم من الله معلقا على الحدث :( كدة تمام، كلنا ح نطلع البرج)..!! :: أي بالنيل الأزرق أيضاً - كما دارفور - يعيش الأهل ذات الظروف الأمنية والإقتصادية، بل ظروفهم تكاد تكو هي الأسوأ في طول البلاد وعرضها، ولهم أبناء وبنات بجامعات ومعاهد بلادهم، بما فيها جامعة الخرطوم ذاتها، ومع ذلك لم يشملهم قرار الإعفاء من الرسوم .. وبجنوب كردفان أيضاً، نزح البعض و يرزخ البعض الآخر تحت المدافع والقنابل، وحل التوجس محل زرعهم وضرعهم وأمانهم، ولهم أيضاً - كما الأهل بدارفور - أبناء وبنات بجامعات ومعاهد السودان، بما فيها جامعة الخرطوم ذاتها، ومع ذلك لم يشملهم قرار الإعفاء من الرسوم ..!! :: وبالشمالية أيضاً، هناك المناصير، وهم في سلام وأمان، وليس في ذلك شك، ولكنهم منذ اغراق ديارهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بلا زرع يكفي ضرورات حياتهم أوضرع يجلب كماليات حياتهم، و لهم أيضاً - كما الأهل بدارفور - أبناء وبنات بجامعات ومعاهد السودان، ومع ذلك لم يشملهم قرار الإعفاء من رسوم الجامعات والمعاهد.. ثم الإعسار يطارد الزراع بالجزيرة والمناقل سنوياً، تارة بالعطش وتارة أخرى بسوء الإدارة، ولهؤلاء الزراع المعسرين أيضاً - كما الأهل بدارفور - أبناء بالجامعات والمعاهد، ومع ذلك لم يشلمهم قرار الإعفاء من رسوم الجامعات ..!! :: تفاصيل حياة الأهل بكل ولايات السودان لا يختلف لون وطعم ورائحة فقرها وضنكها عن لون وطعم ورائحة الفقر والضنك في تفاصيل حياة الأهل بدارفور.. وبفضل رفع الدعم عن القوت والدواء، لقد تساوت الأسر التي تقطن بالطينة بالأسر التي تقطن بالقطينة، من حيث الفقر وضنك الحياة والعجز عن تحمل رهق الرسوم الدراسية..وبفضل الفشل والعجز، نجحوا في تحقيق شعار : (سواسية أهل السودان جميعاً في الشكوى من قلة الفئران في منازلهم).. وأمام شعار كهذا، وبعد أن صار واقعاً معاشاً، كان مُدهشا بأن يكون القرار الإنساني الصادر عن اتفاقية الدوحة (جزئياً) وليس (شاملاً)..!! :: هناك نوعان للتمييز، أحدهما (سلبي) و الآخر (إيجابي)، وهذا القرار كان (تمييزاً سلبياً)..نعم لظروف الحرب والنزوح والفقر يوجد في طلاب دارفور من يستحق الإعفاء من الرسوم، ولكن كان يجب توثيق هذا الإعفاء في اتفاقية الدوحة ببعد نظر ينظر إلى ظروف الحرب والنزوح والفقر في أقاليم السودان الأخرى، أي بحيث يشمل القرار كل طلاب السودان غير القادرين على تكاليف التعليم ..بالتمييز السلبي فقدنا جنوب السودان، وبهذا التمييز أيضاً قد نفقد ما تبقى من السودان.. وعليه، أرسلوا إلى موائد التفاوض القادمة ذوي العقول الواسعة، إن وُجدت ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة