دعونا من القحاطة والعسكر والكيزان والشيوعيين، ولنلتفت للحقائق التالية المفزعة.. أولاً: كيف تم حل مشكلة السيولة؟ قال حمدوك أنه تم حل مشكلة السيولة..والسؤال كيف تم ذلك.. من أين اتت الحكومة بالنقود؟ هل زادت الحكومة صادراتها؟ لا.. هل تملك الحكومة احتياطياً من النقد الأجنبي يؤهلها لطباعة النقود بغطاء عملات حرة؟ لا هل هناك مخزون من الذهب أو غيره من المعادن النفيسة؟ لا طيب..من أين تم توفير النقود وعلى أي غطاء تم الطبع..الإجابة واضحة كالشمس... تمت طباعة النقود: (رب رب رب رب رب).. تماما كما قال أحد مسؤولي الكيزان قبل سقوط البشير وتماما كما لم يقل أي مسؤول من الحمام الغمران بعد سقوطه وهم في غفلة معرضون. ماذا يعني ما سبق؟ فلنضع الحقائق المذهلة التالية امامنا: ▪️الكتلة النقدية بلغت قبل الطباعة الأخيرة أربعمائة ترليون جنيه. (أربعة وأمامها إثنى عشر صفراً). ▪️الاحتياطي من الدولار لا يتجاوز اربعين مليون دولار (اربعة وامامها ستة أصفار).. ▪️الديون الخارجية المعلن عنها: ستين مليار دولار..(ستة وامامها تسعة أصفار).. بعملية حسابية بسيطة نقسم الكتلة الاحتياطية على الدولار لمعرفة قيمة الجنيه الحقيقية التي يتم تداولها كمجرد ورقة لا قيمة لها. نجد أن الدولار يساوي عشرة مليون جنيه بالجديد (عشرة مليار بالقديم)..وينتظرنا فوق هذا ديون بستين مليار دولار. فلنتخيل خمسة اشخاص في غرفة يملك كل واحد منهم سلعة مختلفة، زيت دقيق بصل ألخ. بامكان هؤلاء الخمسة ان يفترضوا وحدات حسابية وهمية لتبادل السلع..لكن هذا قد يصلح لبضعة اشخاص ذاتيو الإنتاج بحيث يملكون الأدوات والمواد الخام، اما على مستوى الدولة فلابد أن تكون للوحدة الحسابية ضمانات لأن الدولة تحتاج إلى العالم الخارجي لتوفر للأشخاص ليس فقط أدوات الانتاج بل ولتواكب تطورات الصناعات المختلفة بحيث تتمكن من مواجهة المنافسة العالمية. فحتى دولة شيوعية ككوريا الشمالية بحثت عن منفذ لها من خلال الصين لأنها لا تستطيع العيش كجزيرة معزولة عن العالم. بهذه الحسابات البسيطة يتضح أن الدولة كحكومة والحكومة كسلطة إدارة تتجه إلى النقطة ما بعد الصفرية بتسارع دالة هندسية ، وخلال بضعة أشهر قادمات سنكون في مواجهة إنهيار سلطوي كامل وتجمد في كل حركة الأنشطة التجارية إذا لم يتمكن حمدوك من استجلاب دعم إماراتي لا يقل عن مليار ومائتي مليون كحل مؤقت، أما التأسيس لبنية تحتية للإقتصاد فهذا فضلاً عن احتياجه لعقود طويلة فهو يحتاج لاستقرار سياسي نسبي لن يتوفر مع الراهن السياسي الذي أججته حكومة القحاطة من الحمام الغمران. حينما كنا ندعوا حمدوك ليكون رئيس وزراء رشيد يدعوا لمؤتمر جامع كان القحاطة يدفعونه ليكون واجهة الشيوعيين ويمارس تجاهلاً وتهميشاً لقوى الشعب المختلفة. فتقاسموها وتحاصصوها مع تجمع الوهميين. وحينما دعونا لهذا المؤتمر قبل ذلك أي منذ اول يوم لسقوط البشير نعتنا الكثيرون بالكيزان رغم تاريخنا الطويل في مناهضة الكيزان وتاريخهم الطويل في الهبوط الناعم. ونفس الأمر حينما كنا ننادي الكيزان والبشير بأن يحترموا القوى السياسية الحزبية وحاملي السلاح ؛ فعلوا نفس ما كرره القحاطة وحمدوك الآن، ونعتونا بالشيوعيين والعملاء والمندسين. المؤسف أنه لا احد يستمع للنصح إلا بعد فوات الأوان. أما اليوم فخطابي موجه للشعب المستقل نفسه وللجان الأحياء والمقاومة وحاملي السلاح ، للتحرك الحقيقي لإنهاء هذه المهزلة. فالمصيبة القادمة لن تصيب الدقير ولا ابراهيم الشيخ ولا حميدتي ولا البرهان ولا حمدوك..فهؤلاء (امورهم زابطة)؛ إنما ستصيبنا نحن الشعب في مقتل. هؤلاء لديهم اموالهم وجنسياتهم الأجنبية وملايينهم أما نحن فلا نملك من امرنا إلا كما يملك العبد سرواله الداخلي. النقطة الما بعد صفرية اقتربت، والتي حذرنا منها منذ عام ٢٠١٤. وحمدوك يعلن فشله على الملأ وهو يطلب حلول الأمم المتحدة محل الدولة لإيجاد مخرج من الأزمة (استقالة بطعم البند السادس). وهو لا يتذكر حتى أن الأمم المتحدة هي التي سرقت لمصلحة القوى الكبرى أموال العراق في برنامج النفط مقابل الغذاء وحتى الآن..وسرقت أموال ليبيا بالمليارات في عهد القذافي والآن سوريا واليمن...الخ.. المصيبة قادمة وقوية يا شعبي.. فلينتعنا البعض بالكيزان والبعض بالعملاء والاخرون بإبليس..فكل هذا لن يفيد...فنحن لا نقول إلا ما نعني ولا نعني إلا ما نقول ولا نقول إلا الحق..كل الحق..ولا شيء غير الحق..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة