الثورة في عمق الرواية بقلم أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 06:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-21-2018, 03:41 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2506

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الثورة في عمق الرواية بقلم أمل الكردفاني

    02:41 PM February, 21 2018

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر



    ▪لم تتوقف الرواية عن انتاج الثورة ، وحين يتوقف ضرعها عن ذلك تموت ، ان الثورة هنا هي ثورة مفتوحة الجبهات ومتعددة ، فهي قد تكون ثورة على النمطية ، وربما ثورة على المفاهيم ، او ثورة على الفيزيقية التي نخضع لها وقانون الطبيعة ، لكن حتى الآن لم تولد الرواية التي تمثل ثورة على اللغة ، فالرواية دائما متمسكة بسيارتها المتجهة الى الآخر ، اي اللغة ، وهي اللغة التي تفرض لائحتها التنفيذية على اي رواية ، ان الرواية اما أن تكتب باللغة الفصحى كأغلب الروايات او بالدارجة كما فعل الكاتب سامي حجازي في روايته (الخرطوم نفر) ، ولكننا لا نعني في الواقع ثورة على الفصحي باستبدال الدارجة بها ، فهذه ليس ثورة بل مجرد تحويل ، لأن الدارجة نفسها لها لائحتها المنظمة لها زمانا ومكانا ومضمونا وثقافة ، ما اقصده بالثورة على اللغة هو تلك الثورة الشاملة التي تحاول تجاوز اللغة تماما ، او على الاقل الا تحترم لوائحها التنظيمية ، والتي لا تعترف بالقاعدة اللغوية اصلا ، والتي لا تقر بالمعنى الحدسي للمفردة ، بل والتي ربما تعتمد فكرة الترادفات لجملة واحدة تحقيقا لمزيد من الانعتاق من أحادية المعنى ومركزيته... لقد قام كونديرا بمحاولة صغيرة في بعض رواياته كرواية الهوية ، حين كان يجتر نفس اللحظة من زاوية أخرى ، ولكن هذا الاسلوب رغم حداثته الى حد ما مجرد تغيير منهجي وليس بيروقراطي ، فأن تثور على اللغة يعني ألا تعترف بها ، ولكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن ، اذا كنا لن نعترف باللغة فهل نستطيع ان نكتب رواية بلا لغة؟ نعم لن نستطيع لأننا في كل الاحوال لكي نحكي لابد ان نتحدث ، لابد ان نستخدم اللغة ، لكن نفي اللغة لا يعني اعدامها فهذا مستحيل ، وانما ان يتم اعدام نمطيتها وانساقها الأحادية التي خضعت لتقديس طويل ، ربما كان هناك تحديا للغة في مدرسة المسرح العبثي التي قادها ارتور آدموف ويوجين اونيل وصمويل بيكيت وخاصة هذا الأخير حينما كانت الجمل تبدو مفككة وغير مترابطة ، وحينما تبدو الجملة كالضفدعة الحبلى بملايين البيوض ، قبيحة جدا وفضفاضة وشفافة أحيانا ، ومتعفنة وميتة أحيانا أخرى... هذه محاولة لهدم النمطية التي تفرضها تأسيسية اللغة في ادمغتنا ، تلك التأسيسية التي تحتم علينا ان ننصب المفعول به ونرفع الفاعل ونؤنث المؤنث ونذكر المذكر وان نكتب بلغة واحدة وباهتمام جاد بصحة المعنى الحدسي على الأقل ... ان ثورة الرواية على هدم الانساق اللغوية لم تتحقق بعد لأن هناك معرقلات كثيرة جدا ؛ منها الرفض العام ، او الاستهجان والنبذ ، وعدم فهم أهداف هذه الثورة ، وربما حتى الكسل العام الذي يسيطر على القارئ والكاتب ، بالاضافة الى النظرة الربحية للناشر وفوق هذا ذكاء المؤلف نفسه الذي يمتلك مؤهلا فلسفيا كافيا لاقناع الآخرين بأنه نبي جديد وليس مهرطقا ...هناك من رفض التصنيف واعتمد عمومية النص وهذه ثورة قوبلت بالاستهجان والرفض ، ومع ذلك فهي فوق هذا لم تتمكن من اقناع الثوار انفسهم بها لأنهم في النهاية اخضعوا أعمالهم لتصنيف جديد هو اللا تصنيف وهكذا ولد تصنيف اللا تصنيف .. وفوق هذا فإن هؤلاء الثوار انفسهم وسموا انفسهم بعلامات تصنيفية كانوا حذرين جدا وهم يهمسون بها وكأنهم لصوص يسرقون انفسهم ، هذا شيء غريب فعلا ، والغريب ليس في فشل هذه الثورة الذريع بل الغريب ان تظل كل الانماط النصية قوية الاساس هكذا بعد مئات السنين ، منذ الفن اليوناني وحتى اليوم ، ان عمادها قوي ومتين جدا تحطمت في جبهتها كل الموجات الزائف التي حاولت تحديها ، لكن هذا لا يعني ان فكرة الثورة الروائية على اللغة لن تنجح ، ستنجح يوما ما ، وهذا ليس ببعيد ، لأن التطورات التكنولوجية تساعد على هذا النجاح ، لاحظ مثلا البرمجيات التي تساعد على الترجمات النصية ، انها برمجيات بدائية جدا حتى الآن لأنها برمجيات شكلية لا تملك ذكاء الغور في اعماق اللغة النفسية والثقافية ، اللغة حينما تعني شيئا وفي نفس الوقت شيئا آخر اللغة التي لا تكتفي بالمفردة بل بما يحيط بها من خصوصيات معرفية وشعورية ، اللغة حينما تمس الشغاف فتقلبها كيف شاءت ، لا تستطيع تلك البرمجيات الروبوتية منعدمة الناقلات العصبية على فهمها او ترجمتها او حتى تجاهلها ، ومع ذلك فإن هذه التكنولوجيا ساعدت الانسان كثيرا ، حتى ولو لم تستخرج اكثر من 1% من كنوز اللغة ... وربما بتطور التكنولوجيا يتمكن الروائي من الثورة على اللغة نفسها ، كالشجرة التي تمنح الحطاب ساعدا للفأس ليقطعها.. ان تمنحك اللغة وسائل هزيمتها ، فهذا شغف لا ينضب لدى أي مبدع.
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de