هناك غضب عام ولكن على نحو فردي تجاه ما يحدث من الحكومة تجاه المواطن. هو عام لأن الشعور بالسخط شكل الغالبية من الشعب ، ولكنه أيضا فردي لأن معالجة المشكلة جماعيا باتت مستحيلة في ظل احجام وخوف من الخروج للشارع لاعلان هذا السخط على النظام. ولهذا الاحجام اسباب كثيرة: فمنها الخوف من القتل كما حدث سابقا عندما تم قتل اكثر من مأتي متظاهر ، وثانيا انعدام الثقة في التوحد الجماعي ، وثالثهما عدم الثقة في الاحزاب المعارضة ، ورابعها ، عدم وجود قيادات وخامسها ، الدعاية الاعلانية التي تصور للشعب ان النظام لا زال محتفظا بقوته رغم أن هذه ليست الحقيقة. ولا يعني ذلك ان النظام ضعيف، ولكنه اقوى من القوى المعارضة المطروحة كبديل او قائد. ارتفاع درجة السخط الشعبي زادت عبر عمليات الاغتيال المتلاحقة من قبل القوات التابعة للنظام في كل ولايات السودان ، لم يعد اي شخص آمنا على عرضه وروحه وماله من تصرفات النظام الاجرامية. فعلى مستوى المال اتخذ النظام سياسات تهدف لسرقة اموال المواطنين. وعلى مستوى الحق في الحياة فإن النظام بات يغتال كل من يعتقد خطورته ، وعلى مستوى الأمن العام فمعظم الجرائم تزداد وتيرة ، مع ارتفاع في نسبة الفساد. هذا وضع افقر الغالبية من الشعب ، واحتفظت اقلية بكل شيء ، مع عدم وجود خيارات او بدائل أخرى لم يجد الشباب سوى ركوب البحر. ان كنت ساخطا على النظام فليس أمامك سوى هذه الحلول القليلة: اما ان تخرج الى الشارع وغالبا ما ستكون وحيدا ويتم اعتقالك ان لم تقتل. اما ان تتعامل مع الواقع بواقعية وتبحث عن اي وسيلة للحفاظ على حياتك. اما ان تحاول بقدر الامكان الخروج من البلد. لا يوجد اي خيار اخر امامك الا ان تنفس عن سخطك عبر كتابة مقالات لا تسمن ولا تغني من جوع. او عمل فيديوهات لا تغير اتجاه نسمة هواء ، او ان تبحث عن اقرب بائعة شاي وتشرب كوب شاي بالنعناع ثم تصلي على النبي وتدعوا بالستر....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست