الشيوعيون مسرورون جدا من غالبية الوزارات التي منحت لهم. المشكلة أن الشيوعيين بهذا يكونوا قد ضربوا آخر مسمار في نعش الماركسية. فقد وجب عليهم اليوم ان يسموا حزبهم بالحزب الشيوعي الرأسمالي. وهكذا جعلوا أنفسهم كالصادق المهدي (كراع جوا وكراع برا) فلم نعرف هل هم شيوعيون أم أنهم جنود صندوق النقد الدولي. وقد قلت لصديق أن القناعات في السودان ليست سوى قناعات (بكسر القاف). دخل علينا وزراء قحط بجدالات سفسطائية ، ونقاشات وهمية حول دينية وعلمانية ويعتقدون أنهم هكذا امتلكوا مشروعا ليقودوا به الدولة. العساكر الثعالب تركوهم لسفسطتهم ؛ واليوم وزير قحط الذي لديه سيرة ذاتية مكتوبة بالطريقة القحاطية الوهمية جعل السودان يخسر مئات الملايين من الدولارات ونحن في عرض دولار واحد. وزراء قحط لا يملكون سلطة تغيير الواقع ولذلك يخوضون حربا مع طواحين الهواء السفسطائية. ونحن بلد جوع لا بلد سفسطة. الشعب يشعر بضائقة كبيرة جدا وأزمة حقيقية ، ولو رجموا زانية أمام عينيه أو قطعوا كف سارق فلن يكترث بل ربما يشارك في (الفليق) من سوء المزاج ليخفف عن نفسه الكبت. الشعب يعيش بلا طموحات ، حتى أحلامه ضبابية ، هو يريد ولا يعرف مايريد ، يحلم ولكنه لا يعرف بأي شيء يحلم ، ما هو الممكن وما هو المستحيل؟ لذلك فهو لا يتحمل السفسطة ؛ إنه يريد شيئا ماديا ملموسا. حمدوك يحاول استقطاب شباب الاحياء بوظائف وهمية ، وهذا جيد أن يمنحهم مالا بلا عمل وهكذا فهو لا يمنحهم خبرة ليوم غد ليتطور وضعهم، ولكن هل هذا طموح أي شاب أن يحصل على مرتب ليقف في طلمبة بنزين؟ هل هذا حل بقصد الحل لمشكلة البطالة أم حل سياسي مقصود منه استقطاب شباب الأحياء ، وهل هو حقيقي أم أنه حل تخديري؟ وهل هو اعلان لحل أم اعلان لفشل في ايجاد حل حقيقي وجذري. نحن مع البوشي وشيخ عبد الحي المابعرفو ليهم خرطة نمشي في كل الدروب الشائكة ولا نعرف نهاية للطريق. واضح ان هناك ربكة كبيرة وارتباك أكبر ؛ والقحاطة يعتمدون على المظاهر: مزيكا تضرب لرئيسة قضائهم ؛ وبوسترات حب للمذيعة التي اعتبروها ملكة جمال الكون ، واعلان حرب لا دينية جديدة كالحرب الدينية التي اعلنها الكيزان وصور حمدوك مع بتاع فرنسا وماما اسما طاشة من خلف الكواليس. وصور سيلفي مع السفير الامريكي المخادع...كلها اشياء سطحية في السماء تصلح عندما يكون الشعب شبعانا ، ليلتفت لفلسفة الجمال في تقاسيم وزيرة ما أو جسد مذيعة أو بدلة وكيل وزارة أو ...الخ. السودان ليس مشتل للورود وانما ولد بأشواكه ، ولا سبيل أمام الشعب سوى اقتلاع هذه الأشواك أولا قبل أن يزرع بدلا عنها زهورا. توقفوا عن السفسطة يا وزراء قحط وحاولوا ان تنبرشوا للمجلس العسكري اكثر واكثر ليمنحكم سلطات زيادة علكم تنجزون شيئا يذكر لكم قبل ان تتكلوا على الله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة