لفتت انتباهي أثناء مشاهدة فيلم الجوكر والذي حطم الأرقام القياسية في شباك السينما الأمريكية أن هناك لغتان تم استعراضهما داخل الفيلم. لغة مكتوبة بحروف أقرب للغات أوربا الشرقية كخطاب والدة الجوكر لوالده الرأسمالي ، وأيضا بعض من أسماء المحال التجارية ، أما الانجليزية فتبدو لغة الطبقة العليا. الجوكر نتاج رافض لتشوهات الرأسمالية (والده عمدة المدينة الذي أنكر أبوته وأودع أمه مستشفى المجانين ، أرباب عمله الذين استغلوه ، وأخيرا ذلك الاعلامي الانتهازي الذي حاول الاستفادة من السخرية من الجوكر لزيادة جمهور المشاهدين) ، لقد انتهى الأمر بقتلهم جميعا. تلك اللغة الغريبة أي لغة البروليتاريا ، تعبير واضح عن أزمة التواصل بين الطبقتين في المجتمع ، الطبقة المسحوقة والطبقة الانتهازية (ابراهيم الشيخ ، ابراهيم مو ، أسامة داوود ، الكيزان ...الخ).. والمهرجين أصحاب الطموحات اللقيطة (وزراء قحط ، الشيوعيون الرأسماليون كحمدوك والشفيع الخضر والرشيد سعيد وكمال الجزولي والمتهافتون الأخر كساطع الحاج والقراي..الخ). هذا وضع التهافت الذي نقل بطل الفيلم إلى وضع التمرد من وضع الاستسلام ، لمجني (ترفعه ثورة الجياع على الأكتاف) بعد أن اقترف القتل. الطبقة القوية التي تحولت سخريتها إلى فزع واستخدمت كل قوتها (القانون والشرطة والقضاء) للقضاء على التمرد كما يحدث دائما. استغلال الرأسماليون للإعلام بغرض توجيه الطبقة المسحوقة يتعرض لفشل وهزيمة نكراء ويرتدي الجميع قناع المهرج (جائزة نوبل للصبية ملالي لشرعنة الغزو الأمريكي لأفغانستان ، جائزة نوبل للبرادعي لشرعنة الغزو الأمريكي للعراق ، جائزة نوبل للسادات لشرعنة الوجود الاسرائيلي ، جائزة نوبل لآبي أحمد لشرعنة قمع الهروب غير الشرعي نحو أوروبا وشرعنة السيطرة على اللسان الأفريقي الشرقي...الخ). الإعلام الغربي انهزم بعد هذا كله أمام الحقيقة وانتصر الجوكر في نهاية الفيلم. أخيرا يتنبأ الفيلم بعودة الحرب الباردة ، بين الآيدولوجيتين الشيوعية والرأسمالية بعد انكشاف قباحة الوجه الحقيقي لتلك الأخيرة ، انتصار الشعوب ، عبر ثورات الجياع والهمجية التي تتبعها. كما يشرعن الفيلم لقتل الظالم. إنه فيلم سوداوي ودموي ورجعي ولكن بمؤثرات وموسيقى تصويرية جاذبة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة