نقلت صفحة الاتحاد الاوروبي فعالية اتفاق الحكومة السودانية مع الاتحاد الاوروبي على المبادرة الاوروبية لحماية المهاجرين واعادة دمجهم. والسودان احد الدول التي يشملها هذا الدعم بمبلغ 25 مليون دولار. ورد تصريحات المسؤولين الاوروبيين بشكل شديد الاقتضاب والغموض وتبعها كذلك تصريح المسؤول السوداني ؛ وسأورد اسفله مقتطفا من الخبر المنشور على صفحة الاتحاد الاوروبي. دشَنت حكومة السودان ،الإتحاد الأوروبي و المنظمة الدولية للهجرة (وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة) اليوم مبادرة مشتركة لحماية وإعادة إدماج المهاجرين بالسودان.
إن المشروع المتعدد القطاعات لمنطقة القرن الأفريقي البالغ قدره 25 مليون يورو يتم تمويله من الصندوق الإئتماني للإتحاد الاوروبي و تنفذه وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة خلال ثلاثة سنوات، مع التركيز على ثلاثة مجالات: 1) عودة تستند إلى الأدلة وإجراءات إعادة الإدماج؛ 2) عمليات عودة طوعية آمنة و إنسانية وكريمة ؛ 3) إعادة إدماج مستدامة إقتصاديا وإجتماعيا و نفسيا-إجتماعيا يستفيد منها المهاجرون العائدون ومجتمعاتهم الأصلية. ذكرت كاثرين نورثينق رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان فى كلمتها الإفتتاحية "ينتظرنا الكثير من العمل. إنَ هذا النهج المتكامل سيساعدننا في العمل بكفاءة مع الشركاء من قطاعات واسعة في تلبية الإحتياجات للإحتياجات الإقتصادية والإجتماعية والنفسية للمهاجرين ، علاوةً علي تنفيذ المشاريع المجتمعية في مناطق العودة لضمان الإكتفاء الذاتي والإستقرار الإجتماعي للعائدين في إطار مجتمعاتهم"
و قال سفير الاتحاد الأوروبي في السودان، جان-ميشيل دوموند، "إنها في الواقع مهمة ضخمة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال الجهود المشتركة،" وأضاف " وأنا متفائل بأنه طالما أننا جميعا نعمل معا يمكننا أن نجعل الهجرة عملية طوعية وآمنة وكريمة ".
ويشكل السودان مصدرا وممرا للعبور وبلد مقصد للمهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون من الحدود إلى ليبيا على أمل الوصول إلى أوروبا أو بلدان مجلس التعاون الخليجي. وهناك حقيقة يجهلها المهاجرون أن المهربين الذين كانوا يتوقعون أن يساعدوهم على عبور البحر قدموا لهم وعودا كاذبة يمكن أن تسفر عن سوء المعاملة والتعذيب والعمل بدون أجر.
وساعدت المنظمة الدولية للهجرة منذ يونيو عام 2017 على العودة الطوعية لأكثر من 630 من المهاجرين السودانيين من ليبيا عن طريق الرحلات الجوية المستأجرة والتجارية. وحتى الآن تلقي ما يزيد على 600 من العائدين في السودان المشورة وأصبح 194 عائدًا على إستعداد للشروع فى تنمية مهارات تنظيم المشاريع والتدريب المهني مع 60 شخصا أخرين بدأوا أعمالهم التجارية الصغيرة.
و ألقي سعادة السفير كرار التهامى الأمين العام للأمانة العامة لجهاز السودانيين العاملين بالخارج (SSWA)، الذي كان له دوراً كبيرافي تنفيذ مشروع المبادرة المشتركة كلمةً بمناسبة تدشين المبادرة قائلاً . "إنَ جهاز السودانيين العاملين بالخارج حريصُ علي إنجاح المشروع ونأمل في أن يؤدي الي إعادة إدماج المهاجرين السودانيين، لاسيما الشباب، بحيث تساعدهم على الإنخراط في المشاريع المَدرًة للدخل بدلاً عن المخاطرة برحلات تعرض حياتهم للخطر".
يَعد المشروع جزءاً من المبادرة المشتركة الكبري التي يضطلع بها الإتحاد الأوروبي و المنظمة الدولية للهجرة المعنية بشئون المهاجرين و إعادة إدماجهم، و التي تتيح إدارة شئون المهاجرين بصورة منظمة و آمنة و يَعتمد عليها من خلال تنفيذ السياسات و العمليات التي ترتكز علي حماية الحقوق و إعادة الإدماج المستدام. و تشمل "المبادرة المشتركة" بين الإتحاد الأوروبي و المنظمة الدولية للهجرة المدعومة من الصندوق الإئتماني للإتحاد الأوروبي التعاون اللصيق مع 26 دولة أفريقية.
انتهى الاقتباس
ويمكننا ملاحظة الآتي:
▪المبادرة بها غموض شديد ؛ وواضح انها خاضعة لتكتم من الطرفين . اولا المبادرة خصصت مبلغا قليلا جدا ليشمل تغطية تكاليف عدة دول. ثانيا يعلم الاتحاد الاوروبي الفساد المستشري وبالتالي يعلم ان حصة السودان لن تصل الى المستهدفين من البرنامج. لم توضح التصريحات آلية التنفيذ ولا نسبة الشراكة بالنسبة لكل طرف في ادارة البرنامج. البرنامج نفسه ووفقا لهذا المفهوم لم يحدد المقصود بالمهاجر ولا نطاق العودة الطوعية وهل يشمل من وصل بالفعل الى اوروبا اي ستتم عمليات رفض لطلبات اللجوء واعادة التوطين باروبا ام ان البرنامج يقتصر على المهاجرين العالقين بليبيا. البرنامج ايضا سيؤدي الى نتيجة عكسية ، وهي زيادة عدد المهاجرين بدلا عن تقليصهم لأن المهاجر سيتمتع بأحد خيارين اما الوصول لاوروبا او الاستفادة من البرنامج اذا فشلت محاولاته. واخيرا يمثل هذا البرنامج ضربة للقوى المعارضة ومنظمات المجتمع المدني التي تنادي باحترام حقوق الانسان وتطبيق الدموقراطية وانهاء الحكم الدكتاتوري ، فهذا البرنامج هو في الحقيقة قبول ضمني من الاتحاد الاوروبي بالتعاون مع النظام بغض النظر عن سجله في حقوق الانسان وجرائم الحرب وقمع الحريات. اي ان اوروبا تتبع الان سياسات براغماتية محضة على حساب شعاراتها القديمة وما كانت تزعم انها مسائل مبدئية. هذا برنامج ارى انه في الواقع عبارة عن رشوة للنظام لمتابعة عمليات القبض على المهاجرين حماية لاوروبا. وهذا سلوك مؤسف لم نكن نتوقعه من اوروبا حقيقة. مؤسف حقا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست