نحن جميعنا نعلم -وهذا ليس سرا خافيا على أحد- أن قوات الدعم السريع كانت في الأصل غير نظامية تكونت تحت يد موسى هلال ثم انقسمت قوات موسى هلال الى دعم سريع بقيادة حميدتي وقوات حرس الحدود بقيادة موسى هلال ، آثر حميدتي الولاء للدولة وبقى هلال في موقف المتمسك باستقلاله فانتهى به الأمر إلى حيث لا ندري. النكتة في الأمر أن تاريخ الدعم السريع في دارفور تحديدا يؤلب المواجع ولذلك لماذا لا يعامل عبد الواحد تماما كحميدتي ؛ لماذا لا يتم العمل على ضمه إلى المجلس العسكري وضم عبد العزيز الحلو ويتم تكوين قوات جديدة تحت مسمى دعم السلام إلى جانب الدعم السريع وهكذا نكون قد ضمنا استقرارا في دارفور والنيل الأزرق ولو جزئيا. توسعة المجلس العسكري ضرورية جدا على أن تكون القوات المسلحة هذ الرأس صاحب الكلمة العليا كضامن لجميع الأطراف المسلحة وهكذا يتم نزع فتيل الثارات التاريخية بين كل هذه القيادات ذات الثقل وذات القضايا العادلة الحقيقية. إن توسعة المجلس العسكري ضرورية جدا في هذه اللحظة الراهنة وأعتقد أن على كل من الرجلين (الواحد والحلو) أن يتوقفا عن التعنت غير المجدي في المواقف ، ليكون تحقيق السلام هو الهدف المنشود تحقيقا لاستقرار السودان مستقبلا. إن المجلس العسكري يجب أن يهتم أولا بالجانب الأمني القومي وأهم مافيه هو إخماد الحرب. وهذا في رأيي أهم من نقل السلطة حاليا إلى جهات شبحية لا يعلمها إلا الله أو قوى متشاكسة أنى وجهت لا تأت بخير. الاتحاد الأفريقي يجب أن يتبنى هذا الاتجاه ففي النهاية الانقلاب العسكري تم ضد حكم شمولي وليس ديموقراطي ولذلك لا أر سببا أو حتى مبررا للضغط على المجلس العسكري لتسليم الدولة برمتها وبكل مشاكلها الأمنية والاقتصادية وتشاكس القوى السياسية وتهافتهتم جميعا للاستحواذ على السلطة دون أن يكونوا مهيأيين لها... توسعة المجلس العسكري لن تمنع من تشكيل مجلس تأسيسي مدني يناط به الانشغال بتحقيق الأهداف الأساسية وهي وضع مقترح الدستور الدائم وتطوير العمل الحزبي وتأمين تدفق العملية الديموقراطية عبر الضمانات الدستورية والتشريعية دون عائق...وأخيرا إعادة ضبط محددات تفاعلاتنا الدولية ؛ الاقليمية على وجه الخصوص والدولية عامة ، تحت مبدأ واحد وهو مصلحة السودان القومية. وهكذا وبمجرد أن ينتهي المجلس التأسيسي المدني يكون (وبالتوازي) قد توصل المجلس السيادي العسكري إلى تفاهمات أمنية بشأن مناطق الحروب والنزاع ، كما يكون من التزامات المجلس العسكري فوق هذا الانخراط في مباحثات مع دول التخوم فيما يتعلق بالأمن الحدودي كليبيا ومصر وجنوب السودان وأثيوبيا وتشاد ، وكذلك أمن المياه. وهكذ وفي غضون عامين فقط سيكون السودان قد انجز ما لن ينجزه في عشر سنوات خلافا لما لو تم إلقاء العبء بالكامل على قوى سياسية صرفة لا خبرة ولا دراية لها بحل النزاعات ذات الطابع المسلح والتي تحتاج لحضور سيادي قوي عند التفاوض.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة