في انتخابات نقابة المحامين السابقة اعترضنا على الخوض فيها منعا لمنح شرعية لنظام المؤتمر الوطني. والشيوعيون كعادتهم وهم أهل التهافت للانبراش أسفل أي فانوس يسلط عليهم الأضواء رغم انفضاح عوراتهم رفضوا وقرروا الدخول في انتخابات الكيزان الوهمية ، وعبر جبهتهم المسماة ديموقراطية وهي أساسا لا نعرف لها أي ديموقراطية اللهم إلا ديموقراطية دكتاتورية البلوريتاريا ؛ خدعوا المحامين وصوروا لهم أن مقعد النقيب قد أصبح داخل جيبهم ؛ وبعد أن صرخوا وتصارخوا انهزموا شر هزيمة ونال الكيزان شرعية مستحقة عبر صراخ الشيوعيين الذي استمر لأسابيع طويلة يؤكدون فيها أنهم قد سدوا كل ثغرات تزوير الانتخابات. لا اعرف هل كانوا سكرانين في ذلك الوقت أم كانوا يخدمون المؤتمر الوطني. فنحن صرنا نعيش في بلد لا يعرف الابن ان كان ابوه هو أبوه حقا أم من صلب رجل آخر...امتلأت البلد بالخونة والعملاء ؛ كل يلعب لصالح ورقه ؛ حتى لو ضد مصلحة المحامين الغلابة الذين تعرضوا طوال الحكومات المتعاقبة للاضطهاد وأصبح المحامي أقرب للسمسار ، ونقابة المحامين تملأ كروش قيادييها بالمليارات من السيارات الفارهة والقصور الفارعة ، دون أن تقدم للمحامي مجرد حماية بسيطة من تغول السلطات الأخرى الأمنية وغير الأمنية عليهم ؛ منذ عشر سنوات لم يفتح الله على نقابة المحامين بل ولا حتى مجموعة الشيوعيين بطرح برنامج يخدم المحامين لا سيما الصغار حديثي التخرج ، ولم تقدم النقابة أي دعم حتى الرعاية والتأمين الصحي تم ايقافه.. نقابة المحامين ظلت - وللأسف الشديد- خاضعة لابتذال السياسيين وأحزابهم وآيدولوجياتهم المستوردة التي لا يعرفون عنها شيئا سوى عناوينها الرئيسية....هؤلاء الفشلة من الإسلامويين واليساريين ظلوا كالعرجون القديم ؛ خواة العقل والفهم ؛ وأصبحت النقابة ساحة صراع للسلطة التي تحكم والمعارضة التي ترغب في الحكم. وكما (بوظ) الأحزاب الجيش وهم يقودونه من انقلاب لآخر قاموا أيضا (بتبويظ) نقابة المحامين. فهاهي مجرد بئر معطلة وقصر مشيد ؛ حتى بطاقة المحاماة لم تنل أي نصيب من التوقير الرسمي لها. إننا كمجموعة (محامون من أجل الحقيقة والدستور) ندعوا كافة المحامين للانضمام لنا لتشكيل جبهة مستقلة الغرض والنوايا يكون هدفها فقط هو حماية حقوق المحامين المتغول عليها يمينا ويسارا ، نريد نقابة تحمي وتصون وتطور وتدرب صغار المحامين وتترابط وتتعالق وتتشابك مع كل مؤسسات التدريب القانوني الاقليمية والدولية ، ومنح المحامين حصانات حقيقية ، واقتلاع منازل أو شقق سكنية للمحامين المتزوجين وغير المتزوجين ؛ وتوفير صندوق رعاية اجتماعية للمحامين عندما يتعرض المحامي لنكبة مباغتة ، وانشاء رياض أطفال ومدارس لابناء المحامين على أعلى مستوى من المهنية والانضباط والرقي والتأسيس لجمعيات تعاونية تخدم أسر المحامين ، والضغط على أي حكومة تحاول الانتقاص من حقوق المحامين. لقد عشت في مصر دهرا فلم أجد أقوى من نقابة المحامين هناك وأكثرها نشاطا. إذا وقفت النقابة ارتعدت فرائص السلطة حتى في اعتى أنظمة الحكم دكتاتورية وقمعا. ولكنني وجدت هنا هوان المحامين قد استشرى ؛ يخضعون لابتزاز الشرطة الفاسدة ؛ ولصلف القضاة المتعجرفين ؛ بل وللخطف والاعتقال والعنف الجسدي واللفظي من قبل الأجهزة الأمنية. كل هذا والأحزاب اليسارية واليمينية لا هم لها سوى مناكفة بعضها البعض ؛ فما أن تستلم مقود النقابة حتى تحول النقابة لبوق سياسي لأحزابها ثم تسجل النقابة باسمها كسيارة ملاكي ، وتبدأ في الإقصاء والتهميش ؛ وبعد هذا كله ؛ فهي لا تزيد المحامين إلا خبالا ؛ فلا دورات تدريبية ولا ورش عمل ولا حتى تطوير مهني... أدعوا كافة المحامين صغارا وكبارا للانضمام لرؤيتي هذه لنتعاون جميعا من أجل رفعة هذه المهنة ؛ فإذا كانت للدولة ثلاثة سلطات دستورية (التشريعية والقضائية والتنفيذية) فهناك سلطتان جماهيريتان هما عين وقلب هذا الشعب وهما السلطة الرابعة (الصحافة) والسلطة الخامسة وهي (المحاماة). وستظل دعوتي مفتوحة للمحامين ليدعموا رؤيتي هذه لمصلحتنا جميعا. مؤكدا على محبي الالتفاف والوكز بالكوع واختصاصيي التدمير من الشيوعيين بأننا لن نسمح لهم بعرقلة مشروعنا هذا أبدا وسنفضح كل محاولاتهم التدميرية المشهورين بها وهي شخشخنة أدمنوها فإن أغلقت أمامهم الأبواب جاءوا بالنوافذ وإن أغلقت أمامهم النوافذ تسلقوا الجدران كياجوج وماجوج لا يمسون شيئا إلا أجدبوه وأفقروه وهم من كل كيد ينسلون...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست