كنا قد تقدمنا بأول طعن دستوري ضد ما يسمى زورا بالمجلس العسكري ؛ والذي تم تسليمه السلطة فجزى من سلموه لها خير جزاء بحكومة الحمام الغمران. والتي ظلت كعبد أنا وجهته لا يأت بخير ؛ إن كتبوا بالعربية نصوصا تجدها مفارقة متنا وفحوى ثم هم من بعد هذا لا يستطيعون قبضا على ما اكتتبوه بأيديهم فهم فيه كالغاويين لا تراهم إلا وهم في كل واد يهيمون ولا يقولون ولا يفعلون وإن فعلوا وضع الشعب أياديه فوق رأسه خشية أن يتنزل عليه رجز بما اكتسب عملهم من خبالهم شرا على الشعب والدولة. وجاء سيف الدولة ولا اعرف عنه سوى انه كان قاضيا سابقا أجبر على تقديم استقالته بسبب سلوك مخالف لأخلاق مهنة القضاء. جاء فنطق فألقم أصحابه شهابا رصدا وهو يحسب أنه يحسن بهم صنعا. خاف حمدنا الله من ان تقضي المحكمة بعدم الدستورية وبالتالي طرح فكرة جهنمية...وهي أن يتم المسارعة بازالة قضاة الدستورية وتعيين قضاة قحطيين لكي ترفض طعوننا الدستورية. بالله عليكم؟ هل هذا قول رجل رشيد... طيب .. أليس من الافضل الغاء المحكمة كلها من أساسها... السيد حمدنا الله لم يكلف نفسه الدفاع عن بناء دولة القانون والمؤسسات بل وفوق هذا يريد أن يصطنع محكمة دستورية ملاكي لكي تقضي بأوامر القحاطة.. فلا هو نادى بمراجعات دستورية لبلاوي الحمام الغمران ولا بإصلاح البناء المؤسسي والقانوني للدولة ولا هو حتى قدم للقحاطة نصحا قانونيا يفقح أعينهم بدلا عن صأصأتهم كصيصان تخرج مناقيرها من قشرة بيضتها فلا هي ترى ولا هي عمياء. لا بل يدعوهم لتشكيل محكمة ملاكي ملكية خاصة. فما الحاجة اذا لها ؛ إنني أنصح القحاطة أفضل من نصح صاحبهم وأقول لهم: اصدروا قانونا الغوا به المحكمة الدستورية كلها. أو كما قال سبدرات زمان عندما أخبروه بأن نسبة الراسبين في امتحان المعادلة في ارتفاع قال بلا خجل: _ خلاص الغو كل كليات القانون. فبدلا عن أن يطلب دراسة علمية لتقييم ومعرفة أسباب المشكلة او يطالب بتطوير كليات القانون ..لا.. بل قال فورا بإلغاء الكليات نفسها... ووالذي نفسي بيده إن هذه هي العقلية السودانية النموذجية فعلا... عقلية مرتبكة ومهزوزة ولا ترى أبعد من أرنبة أنفها...إن وجهتها يمينا غلت غلوا كبيرا وإن وجهتها يسارا عتت عتوا كبيرا ؛ فلا هي نفعت نفسها إيمانا ولا كفرا. قدمنا طعوننا قبل فض الاعتصام وماطلت المحكمة الدستورية وستظل تماطل لأننا نعرف أن كل امرئ بات اليوم ملكيا أكثر من الملك...وثوريا أكثر من الشهداء ونعلم أن ما تسمى بالقوانين القحطية لا تساوي حبر طابعتها الليزر اتش بي. وأن مبادئ القانون تؤكل في كل نظام يتسيد ؛ وأن كل نظام يخلق محاكمه _كما يدعو حمدنا الله لفعل ذلك أيضا- ونعرف أن نصر الدين كوز اسلامي من أنصار الترابي ؛ وأن ابراهيم الشيخ من الذين انتفعوا من علاقاته مع الكيزان ومع ذلك لم يطبق عليه قانون من أين لك هذا ولا مراجعة العطاءات التي كان يكسبها من شركات الكيزان ؛ وكذا الحال لمدني عباس وغيرهم.. فالقانون يستخدم لتصفية حسابات شخصية فلا هو عام يتساوى أمامه الناس فهم سواء حكاما ومحكومين ولا هو مجرد عن سنه من كل غرض ومرض. ما يدعوا اليه القحاطة وصاحبهم (بتاع المعروضات) ؛ هو نفس ما فعله الكيزان.. ووالله الذي نفسي بيده..لو ظلت عقلية هذا الشعب على ذات خبالها هذا فلا يرجى منه رجاء.. وعيثوا في الأرض مفسدين وخوضوا كما كان غيركم من الخائضين ؛ كلما أدبر لكم ليل استدبر لكم ليل مثله...أكثر حلاكة وأشد مرارة وأوهن قيلا وأحط أعمالا.
12-23-2019, 05:54 AM
جلالدونا
جلالدونا
تاريخ التسجيل: 04-26-2014
مجموع المشاركات: 9390
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة