أرسل البعض من متابعي مقالاتي استفسارا وتشكيكا حول صدور مقالي عن تجمع المهنيين ظانين أنه مدسوس بإسمي. وهذا ما دفعني دفعا إلى توضيح حقائق لم أكن راغبا في توضيحها حتى لا تؤدي للإضرار بالحراك الجماهيري ؛ عملا بقاعدة درء المفسدة الأكبر بمفسدة أصغر وهي السكوت عن الحق وإيمانا مني بأن علينا جميعا كمواطنين حماية الانتفاضة الجماهيرية. وسأورد هذا التوضيح في شكل نقاط متتالية: - أولا أنا كنت متابعا (من العمق) وأعود وأكرر من العمق بداية الانتفاضة الشعبية التي انداحت كل ولايات السودان. -هذا الحراك الشعبي سبقته مجهودات كبيرة جدا من المناضلين وساهمنا بدعم وتعزيز هذا النضال بالكشف عن كل مساوئ هذا النظام وكتبنا حتى كلت أكفنا من التعب وتشهد على ذلك مكتبتي بالصحف الاسفيرية منذ سنوات وليس اليوم ولا البارحة. - منذ انفجار الهبة الجماهيرية كانت هناك مجموعات شبابية وغير شبابية قادت هذه الانتفاضة بالقول والعمل. وقامت بمجهودات ضخمة لتعزيز جانب الاعلام الخارجي والداخلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولا علاقة لهؤلاء من قريب ولا من بعيد بما يسمى بتجمع المهنيين. - بعد أيام من انطلاق الانتفاضة المباركة ظهر تجمع المهنيين وبدأت عملية بروباغندا ضخمة جدا وبشكل مريب جدا لهذا التجمع. - ربط التجمع اسمه بتجمع المهنيين المعروف منذ زمن طويل المعروف القيادات وله حتى مشاركات مع بعض مؤسسات النظام في العمل السياسي كالمؤتمرات وخلافه. ولا أجزم ان للتجمعين علاقة ببعضهما البعض. لكن هذا ليس مربط الفرس. - تزايدت البروباغندا الاعلامية لتجمع المهنيين المزعوم وأعلن انه هو من قاد الانتفاضة الجماهيرية وأنا أقول له انت (كذاااااب) بملء الفم. فالشعب لم يخرج للشارع استجابة لتجمع المهنيين هذا الذي لا علم له أساسا بمن يشكلون التجمع المزعوم. - زعم التجمع المزعوم أن كل الجماهير المنتفضة ضد النظام انما هي جزء منه وهو زعم (بااااطل) وان كان هناك عشرات او بضعة مئات ينتمون لهذا التجمع لا نعرفهم فلا مراء ولا جدال في أن من تعرضوا للقتل والاعتقال والتعذيب لا علاقة لهم بهذا التجمع المزعوم. - قام التجمع المزعوم بادعاء قيادته للجماهير والتحدث باسم الشعب. ولكل انسان الحق في أن يدعي ما يشاء ، لكن عندما يقوم التجمع بالتحالف مع الصادق المهدي الذي يعمل أحد ابنائه في جهاز الأمن والثاني في القصر الجمهوري فعلى هذا التجمع المزعوم أن يتحالف باسمه وليس باسم الشعب. والسؤال: هل من المستبعد أن يكون ابن الصادق المهدي ؛ أحد الامنجية الذين يطلقون الرصاص على جماجم المتظاهرين؟ اذا كان الأمر كذلك فمن قال لهذا التجمع أنني كمواطن أقبل بوضع يدي في يد الصادق المهدي أو أنني أرغب في منحه فرصة اخراج ابنائه من القصر بعد سقوط النظام وادخالهم اليه مرة أخرى على جماجم الشهداء؟ - من أعطى تجمع المهنيين الحق في التصرف باسمي كمواطن ومنح هذا او منع ذاك من لعب أدوار سياسية في المستقبل بعد سقوط النظام الذي بات مؤكدا؟ - لم يكتف التجمع المزعوم بمحاولة سرقة الثورة الجماهيرية بل حتى بدأ يعلن إدارته باسمائنا كمواطنين وبالنيابة عنا فيدخل من يشاء في رحمته والظالمين اعد لهم عذاب عسيرا. فمن أين له بهذه الصلاحيات والسلطات؟ - العمل الاعلامي الذي قمنا به وقام به الالاف خلال سنوات واشهر جاء التجمع ونسب فضله لنفسه وهو (كذااااب) وأقولها بالفم الممتلئ. - بدأت البروباغندا الغامضة لهذا التجمع في عمليات تكفير (بالتخوين والعمالة) لكل من لا ينضوي تحت مظلة هذا التجمع ويرفع شعاره أو يوجه له نقدا. - بدأت هذه البروباغندا الغامضة لهذا التجمع بتصوير هذا الأخير كمالك خاص للانتفاضة الشعبية وليس شريكا فيها. وإن كنت حتى الآن لا أعلم نصيبه الذي ساهم به بالقلم أو بالهتاف والخروج. هذا التوضيح أجبرت عليه ولم اكن أرغب في الحديث عنه على نحو واضح منعا للتأثير على الجماهير التي خرجت بعفوية لا وراء هذا التجمع ولا وراء أي حزب أو جسد وإنما وراء شعورها الصائب بضرورة التغيير واصلاح الدولة. مع ذلك ؛ وبالرغم مما سبق ؛ أوجه رسالتي هذه لمن يقفون خلف هذا التجمع والذي قد يكون شخصا واحدا أو دولة كاملة بالآتي: - فليرشد هذا التجمع خطابه الوصائي قليلا . - فليتعامل هذا التجمع مع الشعب كشريك له في النضال وليس كعمال تحت إمرته. -فليعط هذا التجمع كل ذي حق حقه بالقدر الذي ساهم به في إذكاء روح المقاومة وروح الثورة.ولا يحاول المصادرة على حقوق الآخرين. - فليفهم أعضاء هذا التجمع.. أن الشعب السوداني وإن كان عاطفيا يسهل قياده باستدرار العاطفة فهنالك من العقلانيين الذين يتمتعون بالآتي: - أولا: عدم الخوف من التخوين بالعمالة عبر بروباغندا التجمع المزعوم. - ثانيا: أننا لسنا مراقبين فقط وحتى عندما نراقب فنحن نملك القدرة الكافية والذكاء الكافي للإحساس بأي تشوه في حلقات تسلسل أي بيان أو خطاب يوجه للجماهير سواء كان هذا الخطاب من التجمع أو حتى من النظام. لقد امتلكنا الخبرة الكافية للكشف عن كل خطاب يحمل بين ثناياه وسطوره ما لا تظهره ظواهر الجمل والكلمات والأحرف. - ليس كل الشعب يمكن دغدغة مشاعره كالبهائم فعندما كان هناك دراويش يضعون رؤوسهم في مدفع المكسيم حماية لنبي الله المهدي المنتظر كان هناك أيضا من يقاومون هذا الدجل. وعندما كان الترابي يزوج القتلى بالحور العين كان هناك من يتم تعذيبهم في بيوت الأشباح لأنهم يرفضون هذا الدجل. ولن أسمح ولن يسمح أي مستنير بتكرار ذلك التاريخ. ولن نخشى التخوين بالعمالة أو الكوزنة او خلافه.. وسنقول ما نراه حقا ونطعن ما نراه باطلا ولو كره الكاذبون وكان الله من وراء القصد وإلى الله قصد السبيل.
1
صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست