سيكولوجية فرد الأمن القاتل بقلم د.أمل الكردفاني

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 03:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-28-2018, 02:02 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2507

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سيكولوجية فرد الأمن القاتل بقلم د.أمل الكردفاني

    01:02 PM December, 28 2018

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر






    ربما نتساءل بشكل منطقي عن منطقية ان يقوم رجل أمن بقتل مدنيين ابرياء من اجل الحفاظ على حكم سيده. ومن المنطقي أيضا أن نتساءل عن منطقية ان يقوم بضرب وتعذيب أشخاص مدنيين لا يملكون سلاحا.
    لكن الامر ليس كذلك كما يبدو للانسان المتزن عقليا. فهناك حلقة يجب اكمالها وهي أن السلطة في حد ذاتها تشبع شعورا كامنا بالنقص عند الانسان. غريزة التحكم والسيطرة control على الطبيعة والانسان غريزة مبدئية ، لكن لا يمكن أن تبلغ مستوى القتل بأي حال من الأحوال.
    موظف الاستقبال في المستشفى أو أي مؤسسة تتملكه غريزة التحكم والسيطرة. الاستاذ في المدرسة ، الأب في المنزل ، الرئيس على المرؤوس..الخ. أما القتل فهو خلل ولا يدخل ضمن غريزة التحكم والسيطرة في نظري.
    دعنا نجري حوارا افتراضيا مع أحد افراد الامن من الدرجة الدنيا ؛ وهؤلاء في الغالب اشخاص بلا ظل في واقعهم المجتمعي. دعونا نسأل رجل الأمن الذي يضرب ويعذب طلابا في مقتبل العمر عن سبب قيامه بذلك؟
    إنني اتخيل انه سيعطنا اجابة بديهية بالنسبة له وهو أنهم مشاغبون فوضويون يقلقون استقرار الوطن.
    هو في الواقع يعتبر نفسه جزءا لا يتجزأ من المنظومة التي يتبعها ومن ثم فهو لديه موثوقية عالية في منظومته ولولا هذه الموثوقية لما كان مؤهلا لاتباع الأوامر من اعلى.
    إن سيكولوجية فرد الأمن هنا تستحق منا دراسة عميقة وقريبة من هذه العينة المهمة لأنها عينة لا يفصل بينها وبين المجرم المستقل سوى خيط واه هو اختلاف المركز النظامي لفرد الأمن والمركز الواقعي للمجرم. لكن كلاهما يملكان ذات الافتقار للوعي اللازم للتقييم الأقرب لما هو صائب وما هو خاطئ.
    سيكولوجية فرد الأمن تنطلق من شبكة معقدة من المدخلات الاجتماعية والثقافية والبيلوجية للشخص.. أي أنها تتجمع لتكون شخصية ذات بعد واحد ، شخصية تفعل ما تؤمر. ولكن في حالة اتباع الأوامر بالقتل فهذه دالة تشير الى مشكلة حقيقية في توازن الوعي بما هو شر وما هو خير. إن فرد الأمن طوعته بيئته وفحواه العصبي ليكون خادما للسلطة التي وفرت له قيمة عبر تفويضه درجة محدودة من سلطة الاكراه والعنف ومنحته شعورا زائفا بالتحرر من القانون الذي يسري على غيره. لذلك سنجد أن فرد الأمن يعمد دائما الى خرق القانون ليس اضطرارا ولكن مباهاة بهذه القدرة المتفوقة على الآخرين. وحينما يتم توجيه فرد الامن للقيام بمهام القتل أو التعذيب فإن هذا يكون بمثابة ترقية أعلى له وتفويضا أوسع ومن ثم مزيدا من التأكيد على ثقة السلطة فيه وهذه هي أخلاقيات العبيد كما وصفها نيتشه. إن فرد الامن في الواقع ليس أكثر من عبد يفرح لفرح سيده ويغضب لغضبه ، بل وربما يكون أكثر فرحا من سيده لفرح سيده وأكثر غضبا من سيده لغضب سيده. إن فرد الأمن يعتبر نفسه ذراعا للرئيس يمكنه الاعتماد عليها وهذا يشعره بقيمة كبيرة لوجوده.
    في حلتنا كان هناك صبي في طور المراهقة ، كان عنيفا وقبيحا ، وجمع فوق هذا افتقارا شاملا لأي موهبة ، كما جعله عنصرا مكروها لدى الصبية الآخرين. لاحظت في ذلك الوقت ان هناك شابين غنيين كانا يتبادلان التواصل معه ؛ ثم تأكد لي بعدها أنهما جنداه ليكون مخبرا. وبعد اسابيع فقط تم منحه دراجة نارية فيسبا صغيرة. وهكذا منحاه شعورا متضخما بقيمة مفتقدة. هذا ما يحدث حينما يتم تعيين افراد الأمن من هذه الدرجة على وجه الخصوص ؛ فالسلطة تضع معاييرا دنيا جدا لفئتين ؛ فئة افراد الأمن وفئة الجواسيس. حيث يجب أن يكون الشخص وضيعا ومحتقرا لذاته ليكون أكثر ولاء للسلطة. لازال هناك اعلان عن وظائف بجهاز الامن من شروطها أن يكون المتقدم للوظيفة ملما باللغة العربية ولديه شهادة ثانوية ثم اضافت فقرة أخرى أنه حتى الراسبين في امتحان الثانوية يمكن قبوله.
    عندما تقرأ لصحفي يتملق السلطة فهو يحمل ذات الجينو المتضعة ، وعندما تستمع لرجل دين يدافع عن السلطة فهو كذلك يعاني من ذات القصور. أما من يقوم بقتل الابرياء حماية لسيده فهو مختل عقليا بلا شك.
    دعنا نضع ما حدث في اليوميين الماضيين تحت المجهر. حيث قام قناصة بقتل مدنيين ابرياء. كيف يمكننا أن نكيف سيكولوجية هذا القناص الذي يقتل من يشار اليه لقتلهم؟
    إن سيكولوجيته لا تنبني فقط على عقدة النقص أو نزعة التسلط إنه فوق هذا لا يملك أي احساس بقيمة الحياة ، فهو كائن ميت من الداخل. عتاة الاجرام اثبتوا هذه الفرضية. فعتاة الاجرام حين يتم سوقهم الى حبل المشنقة لا يبدون أي تأثر بما سيؤول اليه أمرهم بعض دقائق معدودة... إنهم يسيرون بخطى ثابتة ليس شجاعة وإنما لعاهة شعورية. قبل اعدام ريا وسكينة (القاتلتان المشهورتان في مصر) ، سأل الضابط سكينة عما إذا كان لديها أي شيء ترغب في قوله قبل التنفيذ فصاحت:
    - خلص بسرعة ما تضيعش وقتي.
    سواء كانت هذه واقعة حقيقية أم مجرد طرفة مختلقة لكنها حقيقة راسخة عند عتاة المجرمين. لقد تسامرت مجموعة من جبهة النصرة بسوريا مع صبي صغير ثم قاموا وذبحوه بدون أن يطرف لهم جفن. لقد صدم ذلك المشهد أحد مقدمي برامج التوك شو الأمريكية فوجه نقدا لاذعا لدعم أمريكا لهؤلاء القتلة. إن السلطة غالبا ما تبحث عن هؤلاء وتتبناهم وتعمل على استخدامهم في اللحظات الحرجة كما حدث في سبتمر وما حدث الان في ديسمبر وما ما حدث قبلها في دارفور والنيل الازرق.
    - نحن ما بنسمع كلام زول غير البشير.
    تكررت هذه الجملة كثيرا وغالبا ما تبعتها عمليات قتل.
    فالسلطة تمنح هؤلاء فرصة القتل تحت مظلة تحكمها وسيطرتها على نطاق عمليات القتل. امريكا نفسها استخدمت هذه العقول الاجرامية الخطرة كجنود في حروبها المختلفة. فإدارة العمليات القتالية تنحو الى تقليل الاعتماد على اشخاص اسوياء فالانسان السوى قادر على تقييم الصواب من الخطأ مما يجعله أقل قابلية للانقياد و التوجيه.
    إن الجريمة تتناسب عكسيا مع درجة الوعي ، فكلما زاد الوعي قلت معدلات الجريمة وكلما قل الوعي زادت معدلات الجريمة. والوهي هنا يفهم في متطلبه كمقياس أدنى low standard level of consciousness ،
    إن مدارس علم الإجرام المختلفة كالمدرسة التقليدية الأوللى والثانية والوضعية ومدرسة الدفاع الاجتماعي ...الخ انبثقت عن هذا التساؤل الجوهري عن مدى ارتباط الجريمة بالوعي من خلال إرادة حرة. بالتأكيد يرفض المعتنقون للعدالة المطلقة أي مسرد ينسب الجريمة الى خلل عقلي حتمي وذلك ميلا منهم لعدم نفي المسؤولية الجنائية عن المجرمين بحجة العاهة العقلية ، وإلا فإن هذا يعني افلات جميع المجرمين من العقاب. وهناك من دعم هذا الرأي الرافض بحجة قوية وهي حجة ان الخطورة الاجرامية لهؤلاء المجرمين العتاة تفرض على المجتمع حجزهم بعيدا عنه أو حتى استئصالهم من الوجود. فحتى لو كانت الجريمة نتاج لخلل دماغي فهذا لا ينفي ضرورة العقاب ، ولكننا نتساءل إن كان ما سيوقع على هؤلاء يمكن أن نسميه عقابا خاصة اذا علمنا أن أهم أهداف العقوبة وهو الردع الخاص وهذا لا يتوفر بالنسبة لهذه الطائفة من المجرمين؟ هل يمكننا أن نسمي ما يوقع على هؤلاء تدبيرا احترازيا مجتمعيا بدلا عن تسميته بعقوبة؟.
    ربما.
    إننا نحتاج فعلا لأبحاث منهجية تعود بنا الى الخلف قليلا حيث كان الاهتمام بدراسة المجرم ميرفولوجيا كما فعل لومبروزو وسيكولوجيا وسوسيولوجيا.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de