نحن عايشين في الهامش بقلم د.أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 10:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-28-2018, 07:23 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2506

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نحن عايشين في الهامش بقلم د.أمل الكردفاني

    06:23 PM November, 28 2018

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر






    أي منصب رفيع في السودان يتم منحه -بغض النظر عن المؤهلات او المتطلبات القانونية- لابناء الاسلامويين من مناطق محصورة ، يحتكرون كل شيء ، الدارفوريون انتفضوا وحملوا السلاح فنالوا بعض الفتات.
    في السودان يتم تطبيق القانون على من لا يملك قبيلة ذات شوكة او علاقة دم بالقيادات الاسلامية او بأسرة البشير ، أما هؤلاء فلا يخضعون للقوانين التي نخضع لها نحن. قال مونتسيكيو قولته العظيمة تلك:(القانون يجب أن يكون كالموت لا يستثني أحدا).
    إنها كلمة عظيمة ، والتي بنت عليها الثورة الفرنسية أهم مبدأ دستوري وهو مبدأ المشروعية (خضوع الجميع حكاما ومحكومين لحكم القانون) وما تفرع عنه من مبادئ كمبدأ (المساواة أمام القانون) لخصها الحديث الشريف قبل الف واربعمائة عام في قوله:(لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها).
    قبل عشر سنوات تقريبا تم الاعلان عن وظائف بالقضاء العسكري ، فتقدم حوالى ثلاثة آلاف محام من كل الأعمار. استمرت الامتحانات الشفوية والتحريرية واختبارات القوة البدنية لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر. كنت لا أزال بقوتي وعافيتي الجسدية وتمكنت من الحصول على مراتب متفوقة في جميع الامتحانات والقوة البدنية ، حيث كنت أمارس الرياضة يوميا بشكل منتظم.
    بالفعل من بلغوا التصفيات كانوا قلة وهكذا نشأت بيننا علاقات صداقة لا زال بعضها مستمرا حتى اليوم. وخاصة بعد الاختبارات الصحية المضحكة ، فمثلا يتم وضع مجموعة المتقدمين في صف وكشف عورتهم ثم يطلب من الشخص ان يسعل وهو ملتفت الى جهة اليسار. بعض الاخوة من مناطق معينة غضبوا من هذا الامتحان وكانوا مستائين جدا ؛ أتذكر أن أحدهم خرج وهو يغمغم:
    - دة كلام أصلو ما انساني .
    تم تصفيتنا الى اقل من خمسين وكنت أول الدفعة بلا منازع. وهكذا انتظرنا تسكيننا في رتبنا العسكرية وتحويلنا الى التدريب للعسكرة.
    مضت قرابة اسبوعين او ثلاثة وتم تعليق النتائج. وكانت المفاجأة اللطيفة. قرأنا اسماء لم نسمع بها من قبل... لا نعرف من هم ولا من أين أتوا ولا أين تم امتحانهم. وانتهت شهور طويلة من التعب وخرجنا كما يقول شاعرنا المجنون (عاطف خيري ) *"أمرق على مهلك مروق الحنة من ضفر العروس"*.
    وفي الوقت الذي يتم منح كل من هب ودب رتبا عسكرية وخدما وحشما وقصورا لأقارب الاسلامويين أو من حملة السلاح او من المستخدمين ككلاب لهب تحمي مصالح النافذين ، مرقنا نحن ولكن ليس من ضفر العروس بل من مكان آخر أعف عن ذكره في مرحاض شبه الدولة السودانية. كل الرتب العسكرية صارت تمنح بشكل أسري ، فستجد فريق يمنح زوجته رتبة لواء ، وتجد اسلامي لواء او فريق يتم تسكيين ابنائه جميعا كضباط بالجيش (عمنا أبو شنب نموذجا) ، ووزير الدولة بالصحة الحالية الآن ، وهكذا فالجيش اصبح ملكية خاصة لأسر بعينها. والقضية لا تتعلق بكفاءات فالسودان مليء بالكفاءات التي لا تجد قوت يومها من سائقي الركشات والباعة المتجولين وحتى ستات الشاي. لكن الفرص لا تمنح لكل من هب ودب بالطبع.
    والجيش ليس وحده المؤسسة التي تحولت الى بيوتات اسرية ، فالمنح الدراسية يتم اخفاؤها عن الطلاب ومنحها سرا لأبناء الاسلامويين.
    قبل اكثر من عقد من الزمان تقدمت للمستشار الثقافي بسفارة السودان بمصر بطلب لمنحي فرصة منحة دراسية بمعهد البحوث والدراسات العربية ، في الواقع كنت أجهل ان هناك منحا دراسية ، حتى اخبرنا بعض المسؤولين المصريين بالجامعة العربية ان هناك فرصا دراسية بالاكاديمية البحرية بالاسكندرية ومعهد البحوث بالقاهرة لأكثر من تسعة عشر مقعدا ، سألونا لماذا لم تتقدم حكومة السودان بملء هذه الشواغر.
    طبعا تم رفض طلبي وعلمت فيما بعض أن بعض كوادر الحركة الاسلاموية بالسفارة وغيرها تم منحهم هذه الفرص المجانية.
    قادني صديق عزيز الى منزل أحد الاسلامويين الكبار -كنت صغير السن في ذلك الوقت- ولا اعرف الكثير عما يدور بالدولة ، لافاجأ بأن الكوز الكبير يوزع الوزارات عبر هاتفه المحمول:
    (اسمع.. ادي فلان وزارة كذا..وفلان وزارة كذا..وفلان دة ما تديهو حاجة..الخ).
    اندهشت لذلك دهشة كبرى لأن مفاهيمي الطفولية كانت تقنعني بأن التعيينات في مؤسسات الدولة يتم بعد دراسات واستشارات وبحث عن الكفاءات والخبرات. لقد ادركت ذلك اليوم أن السودان ليس دولة بل وليس حتى شبه دولة. فذات عقلية الهادي المهدي وعبد الرحمن المهدي والشريف الهندي والسيد علي وغيرهم من تجار الدجل الذين ارتزقوا باستعباد الحمقى والجهلاء امتدت الى جميع المكون الثقافي للمجتمع. ففكرة الدولة (كمؤسسات وقانون) ليست متوفرة ، لا عند الاسلامويين ولا غير الاسلامويين. وأن الملك كما قال هوبز هو القانون.
    القانون والمبادئ العدلية كالمساواة أمامه والفصل بين السلطات واستقلال القضاء وحيدته ، والمشروعية والشرعية...الخ من كل هذا الهراء يظل مرتلا في كتب فقدت قداستها يتم استخدام اوراقها لمسح الغائط والتمخط ثم القائها في قارعة الطريق كجثة قطة دهستها السيارات في الطريق السريع دون ان ينتبه لموتها المحزن أحد.
    في السودان يمكنك ان تظل لعدة اشهر تهرول لاستخراج جواز سفر وانت من ولدت وولد اجدادك فيه ، وفي ذات الوقت تجد الاغراب يحملون الجواز والجنسية والرقم الوطني ويتم تعيينهم في اجهزة الدولة الأمنية كالشرطة والأمن والجيش. وفي السودان يمكن ان ينظر لك الموظف شزرا ويسكب امامك عشرات من الضوابط القانونية واللائحية ثم يصعر خده ويخبرك بأنك غير مستوف لهذه الضوابط ، ومع ذلك يمكنك أن تأتيه اليوم الثاني بدون اي اورواق فيتلقاك ببشاشة وحبور فتجلس وقدمك فوق القدم الأخرى حتى ينتهي الموظف من انهاء مصلحتك وقد رضي عنا بعد أن رضينا عنه. وفي السودان -شبه الدولة- يتم اصدار قرارات صارمة ولكن ليس من أجل تحقيق المصلحة العامة وانما من أجل الاضرار بشخص او تحقيق مكاسب لنافذ كما حدث (قبل سنوات) فيما يتعلق بفتح استيراد السيارات المستعملة ثم الغاء القرار قبل ان يكمل اربعا وعشرين ساعة منعا لاستفادة آخرين منه . إذا صدر قرار بحظر استيراد سلع غذائية فاعلم أن الغرض هو قفل السوق على بضاعة أحد النافذين وحده .وإذا تم اباحة استيراد سلع غذائية كانت محظورة فاعلم أن الإلغاء جاء لتحقيق مكاسب وارباح لنافذ أو نافذين. المستثمرون الاجانب -على قلتهم- فهموا كيف يفكر العقل الاسلاموي من الذين لا يؤمنون لا بدولة ولا وطن ولا مصلحة قومية ولا حتى بقيم اخلاقية ولا يتمتعون بأي ضمير مستنير... وزير عدل سابق اجرى معه لقاء اذاعي أخذ يصرخ مرغيا ومزبدا لأن أحد المستثمرين تم فرض جمارك على بضاعته؟ وصرخ بأن هذا يهدد الاستثمار.
    (يا عيني على الوطنية وحب الوطن)....والمادة 58 من قانون الاجراءات الجنائية ظلت تفتح آفاقا واسعة لتحقيق لبعات كبيرة في وزارة يذهب فيها الوزير منتصف الليل لاخراج أحد النافذين من الحبس ، (مع ملاحظة ان الزنزانة نفسها كانت ممتلأة بآخرين من الموقوفين من المشردين وحرامية الغسيل وسارقي الخبز من الغلابة والفقراء ومع ذلك لم تشملهم هذه الرعاية الوزارية الأبوية الكريمة).
    يمكنني ان استمر في قص حكاية هذه الرقعة شبه الدولة.. فحكاياتها الهزلية الساخرة من كل معاني التطور القيمي للانسانية لا تنتهي... إن هذه الدولة تعفنت منذ ثورة مدعي النبوة الأول واستمر مدعو النبوات الى يومنا هذا ينجسون الحلم البسيط بالعدالة والمساواة والحياة الكريمة وبناء دولة محترمة هي دولة القانون والمؤسسات.























                  

11-29-2018, 02:07 AM

الريح


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نحن عايشين في الهامش بقلم د.أمل الكردفاني (Re: أمل الكردفاني)

    يا زول الله مرقك من مهنة العسكرية هسع كان يكون تدى تعظيم للفريق حمدان دقلو حميدتى.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de