|
Re: حل مشكلة انهيار العملة والاقتصاد خلال ثلا (Re: علاء خيراوى)
|
لماذا؟ هل هذه مشكلة جينية؟ هل هي مشكلة منبثقة عن ضعف في الوطنية؟ هل هي ناتجة عن استحقار الشعب لنفسه؟ هل هي ناتجة عن التحاسد والتباغض المتفشي؟ هل هي استكثار أن تكون الدولة أكثر جمالا وأكثر جذبا للبقاء فيها...بدلا عن أن تكون طاردة بهذا الشكل؟.
الإضطراب السلوكي و الحضاري الحاصل للإنسان السوداني يمكن إرجاعه بحسب ما أراه شخصيا إلى مسببين هما،،،
الهوية هي السبب الأول و أساس الإضطرابات الحضارية و السلوكية و السياسية الناجمة لاحقا في المجتمع السوداني ككل،،، فقد تبنى الممسكون بمفاصل الأمور في الدولة السودانية منذ البداية إتجاها عروبيا في اللحظة الحاسمة، و عندما نقول العروبية فنحن نعني بطبيعة الحال ما يتبع ذلك من ملحقات مثل الأنانية و النرجسية و التلذذ بعذاب الآخر حد المتعة و التشفي و الإستمتاع بمعناته لمجرد أنه آخر و مختلف، و هي، أي الهوية الخاطئة، تحرق الوطنية عن بكرة أبيها و تجعلها تتبخر في الهواء تماما و تتلاشى، ثم التعالي المجوف الذي يمكن أن يصل بصاحبه إلى حد يعاف فيه أن يرفع قشرة موزة من أمام باب منزله ناهيك عن ردم حفرة كبيرة أو تجميل أي شئ آخر خارج حيزه الشخصي الضيق ( Comfort Zone )، أو أي شئ آخر يحتمل أن يستنفع منه الآخرون!. و أعراض أخرى كثيرة جدا لا تتسع السانحة لذكرها هنا.
الشوفينية الدينية و نقصد هنا طبعا الديانة الإسلامية و التي هي تمثل ديانة غالبية أهل السودان مع وجود أقل للديانات الأخرى و المعتقدات السائدة في بعض المناطق بطبيعة الحال،،، و بسبب التربية الوالدية و الأسرية التي تربى عليها معظم أهل السودان، بل و كل المجتمعات المتدينة بدين الإسلام، و القائمة على التسلط و الذجر وسط مجتمع أبوي يحشر أنفه في كل شئ و لا يتيح الفرصة للنقاش و التفاكر و الأخذ و العطاء و الحوار و العصف الذهني، نشأ لدينا قوم يحيطهم القلق و التوتر من كل جانب و ينتابهم الخوف بل الرعب من كل جديد قادم و يحاولون ربطه بنصوص و فتاوى أوردها أناس عاديون ممن يسمون بعلماء الإسلام، فبات أفراد المجتمع يأخذون النصوص و الأشياء التي يعتبرونها مقدسة هكذا بلا نقد و لا تفكير، فيلغون دور العقل تماما و بالتالي تختفي كل مبادرة للإبتكار أو للتفكير خارج إيطار الصنوق الإجتماعي و القيمي المرصود لذات المجتمع و لا يجوز تخطيه أبدا،،، هذا مع وجود الدجل و الخرافة و الجهل و التنميط في تناقض واضح يثير العجب.
أخيرا مجتمعاتنا مريضة بداء التخلف و محتاجة حقيقة إلى علاج حقيقي و عاجل و فعال،،، علاج يخاطب الأسباب الحقيقية و يعيد الأمور إلى نصابها المعلوم و بشكل عاجل.
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|