تلقيت اتصالا عاجلا من بعض مواطني شمال كردفان ، وهم يستنجدون بكل الكتاب والصحفيين والناشطين لطرح الجائحة التي احاطت بانسان شمال كردفان ومواشيهم جراء انعدام الجازولين. فبحسب ما سردوه ان الآبار معطلة تماما بسبب انعدام الوقود مما انتج عطشا حادا للبهائم والبشر ، مما افضى الى نفوق المواشي ، واضطر احد مربي المواشي بمنطقة المزروب اضطر لشراء تانكر ماء ب 12 الف جنيه وهو نفسه التانكر الذي لم يكن يكلف اكثر من اربعمائة جنيه. وذلك حفاظا على ما تبقى من مواشيه التي لم تنفق بعد جراء العطش. فهذه رسالة اتمنى ان تصل الى والي شمال كردفان السيد أحمد هارون لانقاذ ما يمكن انقاذه رغم انني لا اتوقع ان يكون بيده شيء كما كان حال غندور وباقي وزراء الدولة. ودارت على وسائل التواصل الاجتماعي صور منقولة عبر هواتف تعمل بالطاقة الشمسية مباشرة من مناطق التعدين الخلوية ، حيث يتعرض الالاف لخطر الموت عطشا بسبب عدم وجود اي وسائل لنقلهم او نقل الماء اليهم الى مناطق التعدين. وهم يرفعون مناشدة لاصحاب القلوب الرحيمة ومن لديهم امكانيات لتسخير امكانياتهم لنقلهم من الخلاء. لكن حتى الآن لم يجدوا اي استجابة لانقاذهم وربما سنشهد موتا جماعيا لهم عما قريب لا قدر الله. هذا ولا يخفى ان هناك العديد من المشاريع الزراعية قد تسبب انعدام الوقود الى احتراقها وخسر المزارعون كل ما انفقوا مع فشل الموسم الزراعي. لكن الغريب في كل هذا بل والمدهش هو الصمت المطبق الذي يغلف فضاء الحكومة ، والتي حتى الآن لم تعلن عن اي بصيص ضوء لانحلال الازمة في الافق. وربما مع اشتداد الازمة سوف نواجه بعمليات نزوح جماعية ضخمة الى المدن وخاصة العاصمة بحثا عن النجاة من الموت عطشا ، وما قد يترتب على ذلك من ضغط حاد على المدن التي لن تتحمل مواردها الضعيفة تلك الاعداد الهائلة من النازحين ، وهذا كله لا يصب في مصلحة الاستقرار الامني. فالحذر الحذر. نعود ونرفع صوتنا الى والي شمال كردفان بايجاد حل سريع وعاجل لانقاذ ما يمكن انقاذه من البشر والمواشي اما عبر توفير مياه او توفير وقود لتشغيل الآبار. فمن غير المنطقي ان يكون هناك انهار تجري من تحتنا ويموت الناس فوقها عطشا. ان هذا لخزي عظيم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة