أزمة الثقة بين المعارضة والشعب بقلم د.أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 07:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-18-2018, 05:20 AM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2506

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أزمة الثقة بين المعارضة والشعب بقلم د.أمل الكردفاني

    04:20 AM January, 17 2018

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر


    ربما تزعم الاحزاب أنه تم اضعافها بواسطة النظام ، وهذا يحدث بالفعل في اغلب الانظمة الدكتاتورية عبر وسائل مختلفة ومن أهمها شراء الذمم ، فالنظام يسعى الى استغلال لهفة زعماء الاحزاب للسلطة والثروة وهكذا يبدأ في حرقها حزبا وراء الآخر ، يمكننا اننمرجع بالتاريخ قليلا الى الوراء لنشاهد اغلب الاحزاب وقد شاركت النظام في السلطة ، ومشكلة قيادات الاحزاب انهم يتخذون من السياسة مهنة ، وهي مهنة يمارسونها كلعبة ، ولكن الشعب لا يراها كذلك ، المواطن لا يرى ان حقوقه المسلوبة يمكن ان تخضع للعبة لا نهائية بل يريد ان تكون حقوقه هذه غاية حقيقية لهذه الأحزاب.. ، لا يمكن لحزب ان يشارك ولا يشارك النظام ، فاما انك مع النظام او ضده ، فالشعب ليس لديه تلك العدسة الرمادية ، الشعب يرى لونين فقط اما ابيض او اسود. ممارسة الاحزاب بزعاماتها للعبة الشد والجذب ومع وضد في نفس الوقت زعزعت ثقة الشعب فيها ، ولذلك فانا لا ارى ان سبب ضعف الاحزاب هو ما فعله النظام بها بل بما فعلته هي بنفسها ، الأحزاب افتقدت الى قيادات مسؤولة تضع مصلحة المواطن فوق مصلحتها ، والاحزاب افتقدت لاي خطاب جاذب للشعب رغم الفرص الكثيرة التي اتيحت لها ، فوق هذا وذاك ظل خطاب الاحزاب والى الآن خطابا نخبويا وصفويا جدا بحيث لم يتمكن من الهبوط الى مستوى الوعي العام ، ورغم وجود احزاب تعتبر نفسها ممثلة للوعي العام وللبروليتاريا الا ان خطابها كان شديد البرجوازية بحيث لا يختلف عن خطاب ماري انطوانيت ، يمكنك ان تلاحظ ذلك في مقالات الرموز السياسية الاستعلائي ، وسبب ذلك هو ماضي هذه الاحزاب السيئ والسلبي جدا عندما كانت في السلطة او عندما سعت الى المشاركة في السلطة.. بنظرة قصيرة على اي مقال لرمز من رموز هذه الاحزاب سنجد مقالا مطولا مدبجا بأشعار المتنبئ ، وباسماء الكتب الانجليزية وبمقولات الفلاسفة الغربيين ، وبتاريخ الحضارات القديمة وربما باستعراض نرجسي جدا لتاريخنا .. انه خطاب غير مستساغ لدى الوعي الشعبي ، ان الوعي الشعبي يحتاج لتحليل بسيط ومنطقي ومقنع لوضعه لأن الوعي الشعبي غالبا ما يكون في حالة مشوشة ومضطربة جدا بفضل الضخ الاعلامي للسلطة.. حتى اليوم فشلت المعارضة في انشاء قناة فضائية مؤهلة لتوعية الشعب ، وهذا امر مفهوم بدون حاجة لتحليل عميق ، فالعمل الاستعراضي show والحسد والتنافس وحب الاستحواز يمنع من اي تحالف جماعي منتج ومؤثر في الوعي الجماهيري ، رغم ان انشاء قناة فضائية اليوم اسهل من انشاء حساب بريد الكتروني ، قليل من المال قليل من المتطوعين قليل من الذكاء يمكنها ان تحدث فرقا هائلا ، لكن هذا لم يحدث وربما لن يحدث. الاحزاب المعارضة تخبطت تخبطا شديدا مع زعامات لا تمتلك موقفا ثابتا كنيلسون مانديلا او المهاتما غاندي او جيفارا او خلافه ، طيلة الاثنتين وستين عاما ظل الشعب يبحث عن زعامات ذات موقف وللأسف لم يجدها ، فلا الاسلامي اسلامي ولا الديموقراطي ديموقراطي ولا العلماني علماني ولا التحرري والتقدمي كذلك... اغلب الزعامات سقطت في عين المواطن ، وفقد فيها الثقة التي تسعفه للخروج والدفاع عنهم كأبطال يستحقون عناء التضحية. ورغم ان كلامي هذا قيل كثيرا الا ان هذه الزعامات لا تريد ان ترى الا ما تريد رؤيته ، ولا ان تسمع الا معسول القول كأنثى غنجة.. ، الى اليوم لم يترفع زعيم حزبي عن كبريائه ويقدم اعتذارا للشعب عن كل ما اجترحه في حق الشعب ، فهو دائما كان وسيظل على صواب ، حتى لو اجمع فقهاء المذاهب الخمسة على غير هذا. الوعي الجماهيري ليس بالسهولة التي يمكن ان يدجن بها ، فرغم انخفاض سقفه عموما لكن الانسان غالبا ما يدرك الحقائق من خلال آلامه أكثر مما يدركها من خلال الكتب والمقالات ، وآلام الجماهير هي التي شكلت وعيهم بحقيقة الانظمة المتسلطة وحقيقة الأحزاب المعارضة وقد فقدت الثقة في الاثنين معا. اننا في مجتمع شديد البدائية رغم مظاهر الحداثة ، فالبدائية راسخة ومتعمقة داخل التراث الجماعي ، هذا المجتمع البدائي لن يحمل ابدا وعيا متطورا الا بعد عقود طويلة من التغييرات الثقافية ، وهذه نقطة يجب فهمها من قبل الأحزاب السياسية المعارضة ولذلك فلا يهم المواطن ان يقرأ لدي سوسير بأكثر مما يهمه ملأ بطنه الجائعة ... ان المواطن يعي الفارق الكمي والنوعي بين الخير العام والشر العام من خلال تجاربه الفردية المتباينة والمؤلمة ، وبالتالي فخطاب فضفاض عن الديموقراطية لن يمنحه الثقة للخروج والتمرد والثورة ، وخطاب عن تحقيق المساواة سيسقط فورا اذا تلى له خطيب المسجد قول القرآن:(وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ)71 -النحل ..
    وحديث عن الحرية سينهار اذا خطب تاجر الدين الجماهير بقول الآية:(أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ) 32-الزخرف.
    إن الوعي الجماهيري وعي عاطفي بسيط ، وكان على الاحزاب ان تخاطب هذا الوعي بذات سقفه وبذات الخطاب الديماغوغي للاسلام السياسي ، وهذا ما لم يحدث أبدا ، ورغم هذا الوعي الجماهيري المتدني فهناك مسألتان مهمتان : وهي ان الوعي الجماهيري يتلقى النتائج التحليلية ذات التسلسل المنطقي بثقة أكبر من النتائج المقطوعة من سياقها المنطقي (الا في حالة الخطاب الديني طبعا) ، ومن ناحية أخرى فإن المواطن يهتم بما يحقق صالحه الخاص أكثر مما يحقق الصالح العام والمثال البسيط على ذلك انه لو حدثت ازمة خبز فإن كل مواطن سيسعى الى الفوز بأكبر نصيب من الخبز ولو على حساب الآخرين وهذا ليس محصورا في طبقة ثقافية معينة لأن غريزة البقاء لا تميز بين طبقة وأخرى ، وهذا ما اشارت اليه رواية العمى لجوزيه ساراماغو ذائعة الصيت.
    ورغم هذا لم تسع هذه الأحزاب لا لوضع برنامج مبني على تحليل حقيقي ومنطقي ولا لوضع برنامج يلامس الانانية الفردية وهذا الاخير هو ما استطاعت الانظمة الدكتاتورية تحقيقه عبر جذب المواطنين بالانتماء الى احزابها الوهمية والتي هي في الحقيقة أحزاب تدعوا المواطن للحصول على أكبر قدر من المنفعة الفردية ولو حقق ذلك خسائر للصالح العام.
    يمكننا ان نتساءل لماذا يفوز الحزب الحاكم بالانتخابات النقابية رغم انه ليس حزبا يدعو الى الخير العام ، في الواقع ان عدم دعوة الحزب الحاكم للخير العام هي الميزة التي تجعله أكثر استقطابا للقوى العمالية والمهنية ، فالمحامي الشاب مثلا لن يسعى الى قوى معارضة لا تقدم له أي منفعة في مقابل منافع جمة يحصل عليها جراء الانضمام للحزب الحاكم ومن ثم فهو لن يصوت في انتخابات نقابة المحامين الا للنظام لأن وجود وتحقق مصالحه ارتبط بوجود النظام نفسه... لماذا لا نأخذ مثال ازمة الخبز ونعممه على جميع الوقائع كبرت او صغرت ، فالنزعة الفردية تغلب دائما على النزعة الجماعية خاصة في مجتمع كالمجتمع السوداني الذي يندر ان يجتمع فيه الجميع على حق او باطل بقدر ما يغلب عليه التشاكس والصراع والحسد وحب التفوق..
    لم تستطع الاحزاب المعارضة والتي استأثرت بمزايا مالية لزعمائها ان تبسط يدها حتى لعضويتها ناهيك عن ان تستقطب بانفاقها القليل من المواطنين الغرباء عنها كمؤلفة قلوبهم، صحيح انني لا اهمل الطبيعة الطائفية لدى هذه الاحزاب لكن هناك احزاب لم تتمكن حتى من تطوير افكارها المستوردة من الخارج وتؤقلمها على الخصائص الاجتماعية والسياسية والثقافية والتاريخية للدولة السودانية فظلت احزاب ايدولوجية عقائدية وسقطت في الدوغمائية.. ان اقصى ما تفعله هذه الاحزاب هو السكوت والتهرب بل والفرار من مجرد الحديث عن عيوبها لا أمام الملأ فحسب بل ولا حتى أمام نفسها ..
    ربما يقف الغالبية من الشعب موقف المتفرج اليوم لانعدام الثقة في هذه الاحزاب ، ويؤدي ذلك الى ضياع الرغبات الصادقة في احداث فرق في حياة الانسان السوداني ، الشباب يعتقل ويعذب وهو يناضل متجاوزا مرارات هذه الاحزاب حالما ببناء دولة تحترم فيها انسانيته وتحترم فيها حقوقه ومبادئه ... فهل سينتصر؟
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de