كتب أدروب مقالا طويل على سودانيز اون لاين مطالبا بمنصب في الحكم الانتقالي لأهل الشرق. أقول للسيد أدروب.. المناصب بعد الثورة ليست نفسها المناصب بعد الثورة. فقبل الثورة كان بالامكان أن توفر المناصب مداخيل لأصحابها. أما بعد الثورة واذا قبلت القوى السياسية وضع نظام مالي ومحاسبي وقانوني وإداري قوي فغالبا كل هذه القوى سوف تربأ بنفسها عن المناصب التي قد تزيد صاحبها فقرا بدلا عن اغنائه وإقنائه.
لكن مشكلة الشرق والتي كتبت عنها مرارا وخاصة ملايين الدولارات التي منحت لصندوق تعمير الشرق فغابت في البطون ؛ مشكلة الشرق أخطر من كل ذلك. الشرق وخاصة أجزائه المطلة على البحر الأحمر تمثل ايرادا دولاريا ملياريا غير مقطوع ولا ممنوع. هذه المليارات تذهب للجيوب في المركز أو لولايات أخرى في حين لا ينال أهل الشرق سوى رسوم العبور البري للبضائع من الشرق إلى الداخل وحتى هذه الرسوم تتجه نحو المركز لتنفق على قبائل بعينها وجهات وولايات أخرى. والي ولاية كسلا السابق مثلا أخذ أموال كسلا كلها وبنى مراكزه ومستشفياته الصحية في ولاية أخرى هي مسقط رأسه ليضمن نصرة قبيلته وأهله له. تاركا أهالي كسلا ينزحون نحو الخرطوم منفقين الملايين من جيوبهم الخاصة لتلقي العلاج. أقول للاخ أدروبي
طالبوا فقط بحكم ذاتي واستئثار بمليارات الدولارات التي تكسبها الموانئ البحرية وتنفق على الآخرين دون أن يبذلوا أي مجهود وهم لا يقدمون اي جزء من ناتجهم الاقتصادي للشرق. الموانئ لأهل الشرق فقط. ولهم الحق في منح نسبة لا تتجاوز 5 في المائة من ايراداتها للمركز على سبيل التضامن الشعبي. هذا أهم من رئاسة الوزراء.. بس ازبطوا النظام المالي والشفافية المحاسبية. وضعوا نظام system قوي قانونيا وإداريا..وخلو الجيعانين ديك يسرحوا في المناصب الوهمية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة