تتميز الشعوب السودانية من بين كل شعوب الدنيا التعامل بعدم الواقعية وصناعة اوهام ويتعاملون معها كواقع ، حتي باتت بعض الاوهام حقيقة تعكس الواقع الذي نعيشه .مع اننا نقود اطول الحروب في تاريخ البشرية ونقتل الملايين لاتفه الاسباب او كما قال . ونحن الذين نستخدم اقذر انواع الاسلحة ضد البعض منها سلاح الاغتصاب والكيماويات ضد المواطنين حتي بدون التمييز الي ان وصل الكل في حاجة السلاح للدفاع عن نفسه من جاره . حتي وباتت جريمة القتل من الامور العادية لا يلفت انتباه اي شخص الا اسرة الضحية . وبل غابت عن المشاعر حرمة الدماء وسلطة الدولة تعمل عكس وظيفتها وتشجع علي القتل وتعمل علي مبدأ فرق تسد و الاستنصار بالاجنبي لهزيمة اخيه في البلاد ، مع ذلك كل يفتتح حديثه نحن اكثر الشعوب تسامحا او الشعب السوداني المتسامح وصف الشعب بكل أوصاف الكمال كما لو اننا لا نعرف ما معني التسامح. وعدم الواقعية يمتد الي انكار الانسان لونه ويبني عليه حقائق افتراضية ويستخدم القوة لحماية الكذب الباين ويسيرون الجيوش وصفقات الطيران وتحالفات مع شعوب عبر البحار . نعم هي المشكلة السودانية الوحيدة لا يمكن ان تجد لها الحل ، ولا جدوي حتي التفكير في الحل . ليس فقط لانه يري نفسه ابيضا هذا امر ليس فيه ضرر للاخر فليختاروا كل الالوان التي يريدونها ولكن ان يريدون من الاخرين ان تعاملوا معهم كانسان ابيض ويسمح لهم ان يسوقوا هذا الوهم لدي شعوب الدنيا باسم السودان وبتكاليف باهظة لسمعة كل اهل السودان، واهدار موارد البلاد لاثبات امر المحال اثباته . ومثله الذي نعيشه اليوم باسم ثورة ديسمبر كان من الممكن ان نتفادي تكرار تجربة البشير . بسبب مجزرة الضابط في بدايه حكمه الذي اضطر ان يحتمي بالسلطة للهروب من المحاسبة ،وبل ذهب اكثر من ذلك في التخلص من اجزاء من البلاد . صحيح ثلاث عقود او حتي بضعة مئات من عمر الدولة ليس بشئ كبير لو تركها كما وجدها ، يمكن تسميته بالدكتاتور فقط مثل بقية الاشرار . ولكن الجندي الذي اقسم بحياته لحماية الوطن والشعب ولكنه ضحي بكل الشعب السوداني وقسم البلاد خوفا من حياته اليس هذا اعلي درجات الجبن ؟ ، مع ذلك يحصل علي لقب اسد افريقيا ، ويجتهد البعض لحمايته هو معني ان يظل حتي الان علي قيد الحياة ، حتي العام الثالث بعد الثورة ،ونعتقد بان هناك ثورة مازالت صلاحياتها باقية . من منا لا يعلم ان الجنرالات في الحكم ارتكبوا من الموبيقات لا تقل عما قام به البشير بنفسه وبلسانه ،لا شئ يبقيهم علي قد الحياة لو تخلو عن السلطة .وهم يعلمون مصيرهم من القصور الي القبور مباشرة . ما الذي يجعلنا ان نعتقد بانهم يسلمون السلطة ويقررون الانتحار طوعا ؟ والكل يعلم جيدا ان ابعاد هؤلاء الجنرالات من القصور لا يتم الا بالموت سواء بفعل القوة او بالموت الطبيعي ولذلك حلم الديموقراطية ونهاية السلمية للفترة الانتقالية اشبه بمنطق علي عثمان الذي قال ، علي السود في السودان عليهم ان يكونوا مثل النوبة في مصر لا وجود لهم في الاعلام ولا في الخارجية ،ومع ذلك لم يصنعون الضجة لانهم اقلية . علي الجميع ان يفوقوا من التخدير اننا لم نتعامل مع الواقع السياسي الذي امامنا بل نعيش علي مشهد غير واقعي مثل بقية اوهامنا . اذا اردنا تحقيق حلم الشباب ،المطلوب فقط منح الامان والحصانة الكاملة لهولاء الجنرالات ليفسحوا الطريق . او استخدام القوة لفتح الطريق امام الديموقراطية .وكلنا نعلم ان حكومة حمدوك الطريق امامها مغلقة، وعدم الواقعية ان نطلب منها تجاوز العسكر ،نحن انفسنا كثورة فشلنا تجاوزهم، ولذلك توجيه اللوم لحكومة حمدوك هو محاولة تبرير للثورة التي توقفت طوعا في نصف الطريق عندما شاهدت قادتها ، حميدتي ومناوي في حضرة الرئيس التشادي الراحل في انجمينا ، ولم يقرروا ابقاء الجنرالات فقط بل اشتركوا في فض الاعتصام لانهاء الثورة .ووافقوا علي دور جديد للجنرالات . وكان قادة الثورة اعتقدوا بانهم مازالوا في حاجة الي حماية هؤلاء الجنرالات من شر اهل دارفور حتي يتسني لهم ترتيب الامور برؤية المؤتمر الخريجين. لقد قلنا ومازلنا نقول ولم يترك دكتور امل الكردفاني نصيحة وحقيقة الا وقالها بصوت عالي وهو لم يكن من زمرة العبيد المحررين ولا من اوغاد دارفور ولا من كفار النوبة كما يعتقدون ولكنه ناصح لان الوطن علي قلبه وليس علي بطنه. الصورة الاخيرة لمجمل القول لا نهاية للفترة الانتقالية وان وجدت ديموقراطية بعد عقود تكون علي نموذج السيساوي او التوالي .ولا يمكن قيام الثورة من دون الاتفاق علي مشروع دولة المواطنة وانهاء سلطة الاقلية و النظام الطبقي .و ليس هناك ما يمنع الجنرالات من سفك مزيدا من الدماء ليس عملا بنظرية لا ذنب بعد الكفر فقط وبل حرمة الدماء مستباحة في الاساس بموافقة الشعوب السودانية عندما قتلوا الملايين من أبناء الوطن وباعوا اطفالنا في اليمن ونحن نبكي علي طفل في غزة مع اسفنا لذلك . اما الحقيقة الاخيرة( متبرع لله وللرسول ) ان كل اطراف الحكومة الحالية لا احد منها يسعي للوصول الي النظام الديموقراطي حسب الاتفاق في الجدول الزمني ،ليس هناك جدوي من القاء اللوم علي العسكر فقط في تعطيل الانتقال الي النظام الديموقراطي لاننا نخدع انفسنا لو قلنا حزب البعث يريد الوصل للانتخابات ليخرجوا صفر اليدين .ولا حزب الناصري يضحوا بعناصرهم من اجل الديموقراطية وكلنا نعلم انهم لم يكلفوا انفسهم حتي يرشحوا شخصا واحدا ،واكثر من خمسين حزب تنافس قاعدة الاتحادي الديموقراطي وهي ذات قاعدة حزب المؤتمر الوطني واحزاب اخري لم نسمع بها من قبل . وحتي حزب الامة المطرود من قاعدتها في وجود امامهم . دعك من العسكرين والاغرب ان الحركات المسلحة نفسها ليس هناك سببا واحدا يجعلها تتحمس للديموقراطية .ولذلك انتظار الديموقراطية علي يد حكام اليوم ام الاوهام . فالطريق الي الديموقراطية لا يحتاج الي التردد وحسابات الربح والخسارة قبل العملية الانتخابية كما فعلها قادة الثورة يريدون الاستنصار بالجنرالات ولا يريدون تحمل نتائج اعمالهم .ولذلك الشئ الذي يقف امام الانتقال الديمقراطي كل النخب الحاكمة بجناحيها المدني وليس فقط قادة العسكر .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة