ويلازمنا العجب ان هناك جماعة يسوقون انفسهم بدعوي الكفاءات في مشروع الجيل التالي و يرسمون لوحة وردية لمستقبل السودان انطلاقا من قدراتهم الأكاديمية وعلاقاتهم الدولية و الشعور النابع من الرغبة الصادقة في اخراج السودان من بؤس الحال الي جنة الله في ارضه. وهم لا يعلمون ان السودان لا ينقصه يوما الكفاءات ولا الموارد يكفي العلم بوجود امهر الأطباء والمهندسين والخبراء في كل المجالات استعانت بهم المنطقة الإقليمية والدول العربية وحققت بهم الرفاهية لشعوبها . فالتكنولوجيا لها طرق معروفة للانتقال منها تلك التي تهبها الدول المنتجة الي الدول التي تدور في فلكها مثل الدبي والهند بل تنقلها ذات الدول بنفسها متي ما توفرت المقابل المادي والرضي. اما الحالة الثانية ذلك المستوي من التكنولىجيا المطلوق في الهواء الطلق والحشاش يملأ شبكته بناء علي الترتيب الذي يقوم به الدولة في مناهجها التعليمية والسياسات الدولية الحكيمة ولكن ليس هناك تكنولوجيا يمكن نقلها داخل حقائب المغتربين. ولكن الذي نحتاج اليه نحن اهل السودان اكثر من تكنولوجيا وحتي الرفاهية هو الإحساس المشترك بالألم والفرح بين الشعوب السودانية ، هو الشئ المفقود . ولذلك يترك بعضنا مشكلات اليوم التي تندي لها الجبين الإنسانية قاطبة بسبب ان الضرر المباشر بعيد عنه. ،مع ذلك من اهل السودان يتحدث عن التنمية والهم الكبير الي المستقبل بدلا من ان يساهموا في مواجهة قضايا اليوم مع الاخرين كل حسب موقعه وقدراته التي يتحدثون عنها .ومثلهم هذه الكوكبة من العباقرة والعلماء لم يخطر في بالهم انهم ينتظرون زمنا طويلا ليروا الأرض التي تكون صالحة لتطبيق افكارهم .بدلا من المساهمة في ابقاء دولة السودان في الوجود اولا، حتي تكون هناك أرضا تحتاج لمتطلبات الرفاهية . فان الذين سكتوا علي تقسيم البلاد وابادة الأمة بحالها بدعاوى العنصرية ونقاء العرق فان حاجة الضحايا في وقته الي وقفة احتجاجية دقيقة واحدة في شوارع كلوفورنيا او نيويورك او لندن ، للتنديد بالقتل ورفض استعمال الأسلحة المحرمة وابادة الأمة واستخدام سلاح الاغتصاب الي درجة اغتصاب نساء القرية بحالها ،افضل لهم بكثير من التوزيع الأحلام الوردية عبر الأجيال . فان تلك المظاهرات الهادرة التي خرجت بسبب انعدام الخبز ومنها كانت امام الكونغرس الامريكي وضعت فاصلا بينهم و بين ضحايا النظام لا يمكن ردمه الا بمثل ذلك الحل الذي اختاره اهل الجنوب لأنفسهم علي مرارته .واذا كان هناك شيئا يلزم الناس ان يبقوا جزءا من السودان ليس ذلك الوعد بالرفاهية ولا بسبب حب البعض بل حب السودان . عندما تستمع من يتحدثون عن نكس جن لم تتوفر لديك شعورا بانهم يتحدثون عن السودان الذي لم يتفق أهله حتي العيش معا وحدود الدول التي يمكن ان تنشأ وبل الاختلاف الذي طال حتي علم السودان .نعم اذا كان هناك من يتحدث عن تكنولوجيا سيظل المنطق الوحيد هو تكنولوجيا التسليح فيما عدا ذلك ليس هناك دورا العلماء قبل الاجتهاد لوقف القتل وصيانة الوحدة وجعل الدولة بعيدة من التفرقة العنصرية والبقية تاتي في حينها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة