اولا علينا ان ندرك ان اللغة العربية ليست مرفوضة في السودان وبل الكل ساعي في ان يتعلمها ولكن مشكلة اللغة العربية تم استخدامها في الصراع السياسي باعتبارها احدي اهم الأدوات التي استخدمتها دولة الجلابة واستثمار فرية الحفاظ علي الدولة العربية في السودان مقابل الدعم السياسي والمادي المتواصل من المنظومة العربية باعتبارهم يعملون علي الامن العربي في البوابة الجنوبية .الي درجة التي تصل تقديم الصناديق العربية هبات واحيانا القروض المسجلة باسم جمهورية السودان ولكنها مشروطة باستثمارها او توجيهها الي المناطق العربية في السودان وبالضرورة ليست من بينها دارفور وكردفان او الشرق ناهيك من الجنوب مع ان كل اهل السودان معنيين باسترداد هذه الأموال مثلها و مثل ديون الطائرات الحربية و القنابل التي ألقيت علي رؤوسهم . فوجود اللغة العربية في السودان ليس بجهد الحكومات بل بجهد الاباطرة السود في الحزام السوداني عندما سمحوا بالوجود العربي لتعليم الدين الاسلامي .وبل دور الحكومات وضعت اللغة العربية في السودان موضع الخطر الحقيقي . وأمامنا تجربة الزغاوة في تشاد عملوا علي تطوير اللغة العربية الي ان جعلوها مساوية للغة الفرنسية في تشاد باعتبارها لغة الرسمية الاولي في البلاد في مقام واحد للفرنسية. بينما الزغاوة في السودان لو منحوا الخيار لرفضوا للتدريس باللغة العربية مفضلين الإنجليزية والفرنسية والسبب ان اللغة العربية هي ثقافة تجد طريقها في الترويج ادا تركت في تطورها الطبيعي لان الثقافات تروج تروجا ولا يمكن ان تتطور بالأرغام. ولذلك ربط اللغة العربية بالسلطة الحاكمة عبر من يرون انفسهم عربا وبالضرورة هم الذين المعنين بالحفاظ عليها وإرغام الباقين عبر جهاز الدولة هو خطأ قاتل لان الذي يرغم ادا فقد القدرة علي ذلك ليس هناك من يحرص علي وجود اللغة العربية من اساسه . ومن ناحية اخري هناك اعتقاد ان الحرص الشديد علي اللغة العربية في السودان هي ضمان التوجه العربي ،لان ليس هناك ما يجعل السودان دولة عربية دونها . ولذلك اقدمت النخب النيلية علي تعريب التعليم في السودان لان اللغة الإنجليزية التي كانت تدرس بها في السودان خلقت واقعا مزعجا للعرب وخاصة مصر ،لسبين اوله ان السودانين كانوا علي راس كل المنظمات الدولية والإقليمية في المنطقة العربية وكانوا يتميزون دبلوماسيا علي العرب وبل هم الذين كانوا يعبرون عن الشجون العربية .وقد كانت الدول العربية موضع الحسد وبل تشعر بشئ من الخجل عندما يتصدر السودانيون علي الاهتمامات العربية كل ذلك بسبب اللغة والقدرة علي التواصل مع المجتمعات الغربية . ولذلك دفعت السودان الي التعريب من باب الحسد. وهكذا كان الهدف الأساسي من التعريب بموافقة كل النخب هو قطع التواصل مع المنظومة الافريقية او الدولية في الإطار الشعبي حتي يتم بتر السودان من محيطه الأفريقي وفتح نافذة واحدة علي العرب ولم يكتمل التعريب الا بجعل كل الشعوب السودانية يتحدثون العربية فقط. والهدف النهائ من التعريب ليس تقديم خدمة مميزة للعرب والعروبة في السودان ،والا ما تركوا عرب الغرب يموتون بالمجاعة عام ١٩٨٣ وبل حتي الذين وصلوا مشارف امدرمان ،لم يعملوا علي إسعافهم .ولكن الغرض حصر النخب مقدرات السودانين حول اللغة العربية لينفردوا هم وحدهم في التواصل مع المنظومة الدولية لترويج مشروع دولتهم العنصرية بدعوي الكفاءات لان في امكانهم تأهيل ابنائهم خارج السودان عبر البعثات الدبلوماسية والتعليمية وفي المدارس الخاصة كامبوني في السودان وبعدها تكون الفرصة مناسبة للمنافسة في كل الوظائف القيادية والدبلوماسية والأممية وهم الذين يفرضون التعليم العربي في السودان ويعلمون ابنائهم غيرها ،كالطباخ الذي يعف عن التذوق ما طبخه، ولذلك اذا كانت هناك ضرورة ان تستمر المنهج العربي في السودان. لا يفترض ان تدرس في المدارس خاصة المنهج السوداني فقط علي ان تحدد اية جالية منهجها وتكون خاصة بها من دون السودانين . ثانيا علي الذين تأهلوا خارج السودان علي نفقة الدولة في البعثات الدبلوماسية والتعليمية لأسرهم لا يفترض ان يتم تميزهم بسبب قدرتهم علي اللغة في المنافسات. لان في هذه الحالة سيستمر التميز طالما الدولة تحتكر هذه البعثات لفئات عرقية محددة. واحسب ان من المناسب ان تطرح مسالة لغة التعليم في السودان للاستفتاء او ان تترك لكل اقليم تحدد بخيارات شعبه بعد إقرار اللغة الإنجليزية والعربية لغتان رسميتان للدولة .وليس هناك ما يدفعنا في ذلك من الحرج لان كثير من الدول لها اكثر من لغة رسمية واحدة مثل كندا وللهند ثلاثة عشر لغة رسمية في الدولة وعدد من الدول الافريقية والاسوية. واحسب ان من المناسب ان يبدأ التلميذ في السودان تعليمه الابتدائي باللغة الإنجليزية ويترك للطالب الخيار بعد ذلك اذا كان يرغب في المواصلة بالعربي او الإنجليزي في المراحل اللاحقة .وقبل دلك علينا إلخروج من التعليم علي مناهج بخت رضا لان الحالة السودانية من البؤس لم نصلها الا بسببها. والمعروف ان المصريون هم السبب عبر عملائهم في السودان احدثوا الانحراف في مسار التعليم في السودان ليطابق مناهجهم . مع ان هم انفسهم طوروا مناهجهم ونحن مازلنا نرمز حرف النون بالنخل لأمم السودان لم يشاهدوا النخل في حياتهم دليل علي اننا لم نبرح عقلية الذين يزرعون النخل. وكان المشهد المؤلم الذي شهادته ان عدد كبير من المصرين والمصريات يقومون بدور الترجمة من الإنجليزية الي العربية بين يوناميد واهل دارفور في مفاوضات الدوحة وهكذا بعد اقل من نصف قرن وصل المصريون الي هدفهم .وبعد اقل من نصف قرن اخر نصل الي اعلان دولة وادي النيل بعد التخلص من الشعب الأفريقي .وهم لا يعلمون اان الشعوب الافريقية اكثر استعدادا لهذه الدولة لانهم يرون ان المصريون افضل من الجلابة علي الاقل انهم لم يكونوا فاشلين وظالمين واقل عنصرية وهذه المرة عليهم ان يجربوا السود لربما يختصروا الطريق الي هذه الدولة. واحسب ان لو ترك الخيار في لغة التعليم بين الإنجليزية والعربية لا احد يختار العربية مثله عندما ترك الإنجليز الخيار للمجرم الحكم بالقانون الإنجليزي والشريعة الاسلامية الي خرجوا لا احد اختار الحكم بالشريعة الاسلامية . ولماذا نحن لا نحاول هذه التجربة طالما هناك أصوات كثيرة التي تنادي بالشريعة .واحسب ان نصف الأمة تكون خالية من الاطراف ان لم يكونوا مدفونين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة