ان العمل السياسي لابد ان يكون مقرون علي الاقل ببعض الواقعية لا ينبغي ان نكرر كل التجارب الفاشلة . ان الحالة التي امامنا في بناء مجلس الحرية والتغيير امر يدعو للقلق لاننا نستمر في تزوير ارادة الامة والواقع في البلاد معا .ونحن لا نتحدث عن ماذا يريد هذا المجلس فعله لان ذلك معلوم بالضرورة . وبل في بناءً المجلس في عظمه اذا كان كله تزوير من اوله لاخره .وهي اجسام هلامية لا وجود لها ،وكلنا نعلم ذلك مع ذلك نتعامل معها كواقع رغم انفنا . والسؤال اكثر الاهمية لماذا يتعامل الرئيس الوزراء مع اجسام وهمية هو نفسه يعلم بانها لم تضيف لسلطته الا خبالا . ان هذا التزوير يفرض علينا قلقا علي الطريقة المحتملة في تكوين المجلس التشريعي اذا كان مكتوب له اصلا ان يري النور في يوم من الايام .وبل القلق الاكبر ان يكون هذا هو المعيار المحتمل لتكوين حكومة منتخبة. وهذه بداية التزوير و تمارين عملية لتزوير الدوائر الانتخابية، واختيار عناصر التي تمثل الشعوب في البرلمان المنتخب ،عبر تنظيماتهم الهلامية التي يتم تزينهم باضعف العناصر من شعوب الهامش ولا يعقل لشخص كريم من الهامش ان يقبل الجلوس وسط هذه التنظيمات الخرافية ويمنحهم الشرعية باسم الهامش ويعتقد بانه يحسن صنعا . والشاهد لا يمكن ان يكون ثلاثة اعضاء من حزب البعث في هذا المجلس ويكون هناك ممثل واحد لللاجئين والنازحين الذين يبلغ تعدادهم اكثر من خمس مليون بينما اعضاء البعث مجتمعين لا يتجاوز بضعة الاف في احسن الاحوال ان لم يكن في حدود الالف الواحد او اقل قليلا .وما حاجتنا لحزب الناصري الذي لا وجود له حتي في مصر ولا احد يستطيع الجزم بان عددهم تتجاوز خمس اشخاص في السودان ،وهم وراء فلسفة رجل رجل احتل اراضي السودانية وتم طرده وتآمر مع هؤلاءالعملاء ودمر اقليما كاملا بالغرق وماذا يريدون فعله اكثر من ذلك الان حتي يكونوا في مجلس الحكم؟. من هنا بدأ التزوير ونحن لا نريد الذهاب في عمق التزوير ولكن انظر كيف يكون احدي عشرة كيانا سياسيا من جسم الحزب الاتحادين ،والمفارقة حتي الحزب الاصل نفسه غير موجود .وفوق ذلك وجود ممثلين لاحزاب انسحبت من الساحة السياسية قبل اكثر من ست عقود . ما الذي يمنع تنظيمات الشباب الثوري في الوجود بدلا من هذه اجسام التي صنعت علي عجل في الظلام . وهناك اجسام لمجتمع مدني لا احد يعرف كيف تمت تكوينها ومن الذي اختار الممثلين لها مثل لجنة المفصولين ومع اننا من جملة المفصولين لا نعرف متي تكون الجسم، ناهيك من يعتقد بانه يمثلنا ، وقس علي ذلك كل الخطل .والعجب كل هذه الاجسام التي تشكل مجلس الحرية البالغ عددها ثلاثة اربعون شخصا يمثلون في احسن الفروض ربع سكان السودان وهذا الربع اكثر من نصفها من اهل المؤتمر الوطني ونصف الباقي عملاء للمخابرات المصرية ودول الخليج بالشراكة . لا يمكن ان تتعامل الحكومة مع اجسام تمت تكونها ليلا في احدي صالونات المنازل ليقرروا مصير الشعب. اذا كان من الجائز موضوعا ان تمثل الاحزاب المنشقة مثل حزب البعث ما الذي يمنع حركة العدل والمساواة ان تمثل بكل الكيانات التي انشقت منها وكل منظمات مجتمع المدني في دارفور وغرب السودان والتي عصي عن التعداد .. والتحدي سيظل قائما اذا كانت هذه الاجسام تستطيع ان تعرض اجتماعا لجمعيتها العمومية ومكتبها التنفيذي في التلفزيون لبيان طريقة تكوينها.بالحتم لا يستطيعون لان اعضاء هذه الاجسام لا تتحاوز اعضاء المكتب التنفيذي وفوق ذلك كلهم من اولاد ام واحدة واقعا وملمحا وموطنا. لقد انتقدنا الحركات عندما اعترفت بهذه الاجسام الهلامية بداية تكوين مجلس الحرية والتغير ،وحسنا فعلت حركة العدل والمساواة بمراجعة موقفها لان هذه الاجسام السياسية في الواقع لا وجود لها اذا كان عرمان يري الباب مفتوحا للاحزاب والكيانات السياسية ومنظمات المجتمع المدني يستعد ان يستقبل اكثر من الف تنظيم بمواصفات تنظيمات التي حصلت علي المقاعد في هذا المجلس المزور . هل يستطيع حمدوك ان يقنع الامة بان هذا المجلس يمثل الشعب السوداني اذا كانت قاعدة الاتحادين تمثل بواحد وعشرين مقعدا بمختلف المسميات واللاجئين والنازحين الذين يتجاوز عددهم اكثر من الاتحادين مجتمعين او حتي الضعف ويمثل المجلس بعضو واحد . نعم اللوم يقع علي ممثلي تنظيمات الشرق و النوبة والغرب الذين رضوا ان يكونوا اعضاء وهم يعلمون لا يستطيعون حتي الاشتراك في صياغة القرار ناهيك من القدرة علي التأثير اذا كان خمسة اعضاء مقابل نحو اربعين عضوا يشتركون في التوجه والرؤية السياسية واحدة ،انهم فقط يلعبون دور التيس المستعار في احسن الاحوال .وهؤلاء وهم اسوا واكثر ضررا من الخصوم السياسيين ، لان هذا الموقف يعتبر الاعتراف والمساعدة في اعادة بناء سلطة الاقلية الفاشلة بدلالة الواقع المعاش . والسؤال الملح اذا كان جائزا تمثيل كل الاجسام المنشقة من الاحزاب ما الذي يمنع تمثيل كل الحركات الدارفورية المنشقة من التحرير والعدل مثل المنشقين من حزب البعث. والاتحادي ؟ ولماذا لم يطلب مندوب مؤتمر البجا اضافة كل تنظيمات الشرق ولماذا لم يطلب مندوب اللاجئين مندوبا من كل معسكر ؟. ولذلك يفترض علينا الجميع العلم ان هذه الحكومة جاءت عبر كفاح استمر عقودا من المآسي وانهار من الدماء ولذلك واجب ان لا يكون تطلعات الناس علي حسب مقاسهم او مقدار الجهد الذي بذله. لان كل تلك التضحيات لابد ان يكون مقابلها التغيير الحقيقي وصولا الي دولة العدالة. ذلك اقل ما نكافئ به الشهداء وان نسبة العشرين في المائة التي تمت الاتفاق حولها لا يفترض الفهم غير المقدار المستحق بالنسبة العددية في كل شئ بما في ذلك هذا المجلس.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة