فان اكثر ما يشعر الانسان بالم عندما تقابل شخصا توقف في الخرطوم او عاش فيها ، لديه ملحوظات كثيرة، منها الاتساخ . اذا كانت مدينة كورتينا البرازيلية و منيابوليس مدينة الصومالين الامريكية انظف مدينتان في العالم علي التوالي . فان الجهود المبذولة ،لم تكن اكثر من بقية مدن العالم ،ولربما اقل مما تبذلها الخرطوم التي اوسخ مدن العالم . والسبب يعود الي التوظيف للقدرات المتاحة والابداع وتوظيف روح الوطنية . فالشاهد ان السودانيون لم ينقلوا تجارب الامم الناجحة ، اولها اصدار التشريعات للمدن لتستفيد من خدمات النظافة ، تقوم به المحكومين بالجنح فبدل الجلد او السجن شهر مثلا فمن الافضل ان يقضي فترته في نظافة المدينة . وربط اي تصريح للاعمال التجارية في المدن العمل علي تطوير المنطقة المحيطة لها . تحددها السلطات لتعمل علي إنارتها ونظافتها وصيانتها . و الشركات الخدمية بالضرورة ان تكون ملزمة ان توفر خدمة بيوت الادب للزبائن ، مثل المطاعم والعيادات والوكالات. لان الانسان الذي قصد مكتب الخدمة من اقصي المدينة ، لا يمكن ان يطلب منه ان يعود الي داره للتبول ،وخاصة منهم كبار السن لا يستطيعون السيطرة لفترة طويلة، ويضطر التخلص منه في الشارع في اقرب ركن. ولذلك اللوم لا يقع علي عاتق مواطن مريض لم يجد مكان يقضي حاجته. وبل الاعمال التجارية التي لم توفر الخدمة للمواطن مقابل الارباح التي تجني وراء المواطن . بل تساهم في اتساخ الشارع العام . ومثله العمارة التي فيها مائتي مكتب تجاري مثلا قد لا تسطيع السلطة تلزم كل مكتب توفير هذه الخدمة ، ولكن تلزم مالك العمارة الالتزام بالنظافة لمسافة نصف كيلو تقريبا حول العمارة الكبيرة .و وبعده كل مكتب في الشارع العام ملزم بنظافة المنطقة امام المحل وخلفه ، لان هذه الاوساخ من عمل زبائنها. ولذلك لابد من عمل صناديق القمامة تساعد الزبائن من التخلص من الاشياء التي ترمي وبعدها يأتي دور الصحة العامة في المدينة، فان الترتيبات لنظافة المدينة لم تبدأ من الشركات المكلفة لجمع و نقل القمامة .بل النظافة عملية طويلة متكاملة لابد من ان تمر بكل مراحلها . والا سوف تكون المهمة فاشلة بالرغم من الجهود التي تبدل كما هو الحال في الخرطوم وهذه المراحل تبدأ بالتربية الوطنية وتربية النشئ في المدارس والاعلام العام لتكون النظافة جزء من بناء الانسان في ضرورة النظافة واسلوبها باعتبارها ضرورة وطنية وواجب و ملزم للجميع الي ان تصل مرحلة نظافة الشارع وظيفة عادية مثل اية وظيفة اخري تستحق الاحترام . فان احتقار اعمال النظافة هو المعيار الحقيقي لتخلف الشعوب, فان الحالة التي في الخرطوم ولم تكن المدن السودانية الاخري افضل منها كثيرا سوي البعد عن عيون الاخرين . صحيح يمكن تعطيل العمل و استنفار كل سكان المدينة لنظافة المدينة وتكرارها ،من وقت لاخر . ولكن ذلك لا تساعد في مداومة النظافة ، مالم يصل لقناعة اي شخص من واجبه ان يساهم في النظافة بشكل تلقائي ويحرص علي نظافة مدينته بعدم رمي الاوساخ في المكان العام . بعدها يمكن ان توجه اللوم لسلطات المدينة اذا لم توفر المعينات والحكومة اذا لم تعمل علي تربية النشئ . فان نظافة المدينة مسؤلية الجميع حتي الذين خارج السودان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة