◦ والجميع علي يقين ان هذه الثورة لم تطيح فقط بنظام المؤتمر الوطني فحسب وبل بتنظيم القحت وتوابعها من الحركات المسلحة والشيوعيين الذين اختاروا ان يقفوا بنصفهم في الرصيف تحسبا للرياح المتوقعة.نعم ان الخطورة في الامر ليست فقط في العلاقات الدولية المتأزمة حتي ليوم الغد ،لان نظام الانقاذ احترف العمالة بل كانت سبب وجوده لثلاث عقود لم يوفر خدمات التجسس للمحيط الإقليمي والوسط الاسلامي فحسب ،بل حتي في داخله بحيث جعل للمجتمع الدولي ينظر الي السودان من كل الزواياها ، ◦ فكل دول العالم لها وجود حقيقي ليس فقط في الساحة السياسية بل حتي في ادق تفاصيل البناء الاجتماعي في السوداني ، ويتابعون ما يحدث ساعة بساعة وليس يوما بيوم ويعلمون من دقائق التفاصيل اكثر مننا وان دبلوماسييهم ليسوا مثل بعض الدبلوماسين السودانين ينتظرون متي تغيب الشمس ليبدأوا عملهم . بل هناك جهات عدة تتنافس في تقديم ادق التفاصيل للحياة السياسية السودانية من كل ابعادها . ◦ فالسودانيون وحدهم من بين شعوب الدنيا يتفاخرون بالعمالة حتي بات في السودان لا شئ يمكن اخافؤها ويؤسس عليها البناء الحزبي في السودان ويحصلون علي الترخيص من دساتير البلاد . ◦ وعلي المستوي الداخلي بات وينظر الي القحتيون بانهم تأمروا علي الثورة وشاركوا العسكرين في الجرائم ضد الثورة. ان سلوكهم في التعامل مع فض الاعتصام لم يكن مجرد أمراً اخلاقيا بل من الصعب جدا الإفلات حتي من المسؤليةً الجنائية ان طال الزمن او قصر لان القاعدة القانونية العامة والمعروفة حتي للعامة (امثالي). العلم بالجربمة قبل الوقوع والسكوت عليها مساوي للفعل . ◦ ومن الناحية الاخري ان تشابك القحتيون بالأذرع مع النظام السابق ومع العسكرين جعل مساحة تحركهم محدود جدا انعكس ذلك في نشاط الرئيس الوزراء الذي أمامه قضايا تسير في الاتجاهات المضادة منها أهداف الثورة وبل ضرورة السودان الجديد التي يتمسك بها الثوار وأغلبية اهل الهامش اما القحت والعسكريون ينظرون الي ان أهداف الثورة لم يستثن احد ولذلك اختاروا المواقع الدفائية واستدعوا معهم اجندات ما قبل الانقاذ من حيث توقفوا عام ١٩٨٩ وهم لا يعلمون من المحال العودة بالسودان الي الخلف ثلاثة عقود وان تطلبت تقسيمها ثانيا وثالثا ،لان الشعوب السودانية عانت في هذه المدة وبل تعرضت للإذلال وقررت القطيعة مع التاريخ والمؤسسة العسكرية ،لوضع بذرة جديدة للسودان خالية من كل أمراض الماضي من بينهم القحتيون يمينا وشمالا ليعيشوا مثل بقية الأمم بعيد عن الحروب مآلاتها والعيش في ظل صراعات الماضي وجلباب الأجداد الممزقة. ◦ فان مهمة رئيس الوزراء من المحال ان تكون ناجحة وقد شاهدنا وجود ممثلين لدول دول العالم في ميادين الاعتصام وسط الثورة لم يكن بغرض النزهة بل للتقييم الشامل منها الشعارات الحقيقية للثورة والبنية الاثنية للثورة والثوار ودرجة التماسك و الفئات العمرية للثوار وغيرها من المعايير من ارض الواقع .فان التلكا الذي يحدث الان من المجتمع الدولي لحكومة الثورة بالرغم من وصفها بانها من أعظم الثورات .لان قيادة هذه الثورة وسلوكها لم تتطابق المعايير الموضوعة عندهم .ويواجهون بها الريئس الوزاء وهو عاجز في التعامل مع هذه المواقف بالقيود التي تفرضها عليه القحتيون .ولذلك لم يبق امام حمدوك الا التحرير من قيود القحت او ترك الامر القحتيون ليواجهوا استئناف الثورة او ان تقتلعهم ثورة الهامش من جذورهم بعد ان عفانا الله من القيادات الفاشلة التي رفعت السنابل الاستسلام وعجزت حتي الانتظار نتائج الحوار الذي ارتضوه بانفسهم بعد المهرجانات التوحد وقد سبق عليهم الكتاب ليلحقوا كل منها منفردة الي سفينة الفاشلين علي العجل قبل الغرق ببرهه واحدة، ولذلك ان القيادة المختطفة لثورة الشباب لا بد ان تعود الي أهلها ولم ينفع معها التهمة الجاهزة بان كل تحرك ضد القحت بالضرورة بانه نشاط لاهل النظام البائد وخاصة ليس لدي الانقاذين حلم افضل من هذه النهاية. ولذلك ليس هناك سببا واحدا يجعلهم يتحركون لإسقاط القحتيين . وهكذا ان خيارات الثورة تمكن في تحرير حكمدوك ووقف تكوين لجان التحقيق لجريمة ميدان التي اعتراف مرتكبيها وشركائهم في الجرم ،والشهود صبرا . اما جرائم الابادة مازلت في الانتظار وعلي حمدوك معني في التعامل معها بوحده وذلك من المحال في ظل هذا الحصار. فأمام القحت ثالث خيارات اما التضحية من اجل الوطن وإطلاق الحبل علي حمدوك او التضحية بتنظيماتهم للأبد او التضحية ببقاء السودان .hone
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست