ينطبق علينا المثل القائل يتركون الفيل ويطعنون في ظله. ان اهل السودان يعيشون في ظل بؤس الذي أنتجه اطول حروب العصر ، ونتائح الأحقاد الناتجة من قتل الملايين وحكومات غير مستقرة وكل الجهات الأربعة تجأر بالشكوي من التهميش ولا احد يعلم من الذي ظلم كل اهل السودان؟
وفي ظل هذا التغبيش وتضليل الحقائق وبالقطع من المحال ضياع الحقيقة او الحق الذي وراؤه طالب .لقد تم تسمية المشكلات السودانية بالتهميش ،هو مصطلح كان القصد منه الهروب من تسمية الأشياء باسمائها. حتي جاء الوقت الذي تتوالي الاعترافات من كانوا ومازالوا بيدهم زمام الامر. البشير ما قاله عن الغرباوية كان أسوأ درجات الاحتقار عرفت في تاريخ البشريةوعنزما يأتي من الحاكم بالضرورة ذلك ينطلق من المفاهيم التي تنطلق منها حكمه هومعني قتله للناس بالهوية الي درجة الابادة. الصادق المهدي عندما قال في وقت سابق ان حل المشكلة السودانية يصلح ان ينطبق نموذج كوديسا وهو النموذج الذي عالج مشكلة التفرقة العنصرية في جوهانسبرج ،وهذا الفهم كان وراء قتل اكثر من الف وخمسمائة شخص من الأطفال وكبار السن والنساء حرقا ومضي كأن شيئا لم يكن والمؤسف تم ذلك في ظل حكومة ديموقراطية . جعفر نميري بالرغم من انه لم يعترف صراحة بالتميز العرقي الا انه كان يمنع دخول بعض المواطنين عاصمة بلادهم .وكان ذلك تتم بالهوية وقد كان ذلك الممارسة الفعلية للتميز العرقي هو ما لم تفعله حتي البيض في جنوب أفريقيا مع السود والي جانب ذلك غطت وسكتت حكومته في موت آلاف من السودانين بالموت جوعا بسبب المجاعة التي استمرت ثلاث أعوام في غرب البلاد وكان من المؤكد لو كانت الكارثة في الشمال لما سكت عليها. جزولي دفع الله كان أسوأ من مارس العنصرية وبل وضع قواعد الأساس العلني للعنصرية عندما حرض ابناء النيل علنا في خطاب مذاع ومتلفز وهو رئيس حكومة انتقالية شعوب ابناء النيل بان من أشار اليهم بالأشرار يريدون قتلكم وإنتهاك اعراضكم ووقته تم القتل من وسط الجيش بالهوية دون محاكمات يكفي ان تكون نوباوي بالضرورة من أنصار فليب غبوش وتستحق الموت والدفن في مقابر جماعية مجهولةوهو الشر والشر منه ولا شر غيره . البرهان اعترف في لقائه بالجماهير في امبدة بان هناك استعلاء عرقي وهذا كان اكثر الناس وضوحا لان ذلك ليس مرتبط بالحكومات بل تميز اجتماعي حمدوك واخيرا قاله بكل الوضوح والشفافية وبل امام العالم اجمع بان هناك تميز عرقي وثقافي واجتماعي . ونحن نشكره علي ذلك لاننا لم نستطيع ان نقنع المجتمع الدولي طوال فترة وجودنا في الخارج ثلاث عقود بان هناك تميز عرقي . وشعوب العالم عندما يشاهدون لا يرون الفرق بين القاتل والمقتول والحاكم والمحكوم والمبيد والمباد. يكفي هذه الشهادة امام الجمعية العامة للأمم المتحدة وهذا وحده يكفي انجازا . ويبقي امام اهل السودان مواجه هذا الموقف وجوبا لا خيارا والتفاوض مع السلطة حول اي موضوع اخر سيكون مجرد تضليل. فقط نموذج كوديسا التخلي عن السلطة والاعتزاز وبداية جديدة معا بالديموقراطية الجادة فيما عدا ذلك لا توجد الحل المناسب لان اتفاق مع المعارضين الان سيكون بداية جديدة للمعارضة بقيادات جديدة وهكذا وتتراجع السودان الي ان تتحلل الي مكوناتها الأولية عبدلاب والفونج والمسبعات ودارفور والنوبة والشرق والدمنقلا وتجتمع المتشابهات ويبقي المختلف علي حاله واحسب ذلك هو عبدلابش.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست