مصطلح قصد به معالجة الجزء الخاص بالجانب العسكري للحركات المسلحة ضد الجيش السوداني في اية مرحلة من مراحل الصراع السياسي السوداني ،وهي فلسفة مؤسسة لمعالجة اوضاع المقاتلين. وفي العادة طريقة نهاية الحرب في الغالب الاعم تحدد نوع هذه الحقوق سواء معاملة المنتصر او المهزوم، وفي كلتا الحالتين لا توجد صعوبة في المعالجة . اما حالة التسوية السياسية تصبح الامر معقدا للغاية . وخاصة في حالة وضع الجيش السوداني بعد الحروب . لان بناء الجيش السوداني تم علي اساس سياسي باعتباره واحد من المؤسسات قائمة منذ نشأة الدولة السودانية تكون بطريقة خاصة لتؤدي وظيفة خاصة وهي حفاظ الوضع الذي من اجله تكون وهي حماية و ترتيب الوضع السياسي في البلاد لصالح فئة عرقية محددة كانت منتصرة في الحرب بدعم اجنبي وصممت علي مقاسها وخططت للديمومة عبر خبرة تراكمية امتدت لقرن ونيف.ولذلك مدخل الترتيبات الامنية لا يصلح الا من المنظور السياسي ولان البناء العسكري تم بمميزات تبعد كل البعد من عرف الجيوش في البلدان الاخري وصفة القومية في فلسفة بنائه. اولها قيادة متوارثة من مجموعة عرقية محددة تؤمن بتلك الاهداف عبر قوانين تفرقة عنصرية. علنية ومن ضمن تلك القوانين منها التميز الذي قائم علي اساس اللون والعرق ،عبر معاينة ما تعرف بمعاينة (القائد العام ) وهي صلاحيات متروكة لشخص يحدد المؤهل باللون والشكل وهذا يتم بشكل قانوني وعلني وبرغبة علنية من الجهاز السياسي بعدم اعتراضها ومن نتائجها الشكل الظاهري لقيادة الجيش فان عدم الاعتراض والادانة العلنية سببه الوحيد العجز في التأثير .. ثانيها قيادة عرقية خالصة لا احد يعرف الترتيبات الداخلية وانماط التعاون والصلة بينها ونشاط المخابرات والجهاز السياسي غير التشابك الاثني الذي يتم استخدامه في اعادة الامور الي عشية الوضع بعد كرري متي ما خرجت الامور من مسارها بقوة الدفع للاغلبية. ثالثها هذه القيادة الاثنية سواء في الخدمة او خارجها تكون قيادة سياسية وسيطة تخطط لاستمرار سلطة العربان الصديقة وتحصل علي المكافأة في شكل الامتيازات في الخدمة منها تصميم نظام الترقيات التي تنتج الرتب العسكرية الكبيرة الخرافية وفوائد كبيرة ما بعد الخدمة وفي المقابل تحصد اخوتهم من المدنين الجهاز السياسي وما حدث بعد سلطة البشير خير مثال لذلك . ولذلك يتم اعداد الضابط باعتباره مواطن مرتين هو الانسان المبرأ من كل سلوك لا يليق بالانسان السوي بمعني انه لا يخطئ .و يتم تأهيله بسلطات وصلاحيات وهيبة مماثلة للضابط الانجليزي عندما كانوا يستعمرون السودان واورثوا كل تلك الادبيات وخاصة الهيبة ليس فقط امام الجنود بل حتي المواطنين ايضا ، كما انها ليست ضرورة عسكرية فقط بل بقصد التمكن من السيطرة علي الجنود خارج المنظومة الاثنية ،واستخدامهم حتي ضد تطلعات اهليهم ،كما كان يفعله المستعمر . ولذلك يقال في جيوش المستعمر لو خالف جندي امرا للضابط في جاميكا لاعلنت حالة الطورئ في الهند والصين وهي صناعة الارهاب للجنود بقوانين تقود الاعدام بدعوة مخالفة الاوامر . ويتم تأهيل الجندي والتدريب علي نمط المستعمر للحصول اقصي درجات الطاعة الي مرحلة التي يصبح الضابط السوداني في نظر الجندي حتي مجرد رغبته تعبر اوامر . و يؤدي القسم في خدمته بطاعة الاوامر التي تصدر عليه برا وبحر وجوا وان كلفت ذلك حياته ولم ترد في صيغة القسم عبارة الوطن او الدستور او اية ضرورة وطنية اخري بل يؤدي القسم برغبة الضابط فقط حتي الوقت الذي غادرت فيه الجيش . المفهوم في الجيوش ان التدريب علي النظام والطاعة تكفي فقط لتنفيذ الاوامر المنطقية وليست للرغبة المطلقة للضابط ،وهذا يحدث فقط لجيوش المستعمرات وليس للجيش الوطني ، فالجندي حياته مقابل الخدمة للوطن وليست للرغبات والمساعدة في مغامراته. ولذلك ان اسباب الحروب في الدولة سببها هذا الخلل في الجيش وكل شئ اخر ناتج عنه. ولذلك ان اتفاق جوبا او اية اتفاق اخر اذا لم يعالج هذا الخلل الجوهري في الجيش من وجه النظر السياسي وفلسفي واتفاق علي وظيفة جديدة للجيش لان كل الترتيبات الادارية والفنية للجيش السوداني مبنية علي خدمة التنظيم العرقي هو معني بناء قواعد جوية في الشمال وترتيبات عسكرية اخري مع ان الشمال المنطقة الوحيدة لا تصلح للقواعد الجوية بسبب الخطر القادم من مصر . ولكن الترتيب الاداري موجه للخدمة جماعة اثنية ولذلك المطلوب المطلوب تغيير فلسفة تأهيل الضابط وليس اضافة العدد . واهم من ذلك بناء و هندسة جديدة في العلاقة بين الضابط والجندي لان الخطر يأتي من الجندي الذي يهب ارادته تحت تصرف الضابط العنصريين علينا اعادة تدريبه ليقوم بواجبه بفكره انطلاقا من الوطنية. والشئ الطبيعي ان السلطة بعد الاستقلال كان من الطبيعي ان تضع ادبا عسكريا جديدا تناسب المرحلة ما بعد الاستقلال ونقل الجندية من القالب الاستعماري الي ادب وطني وتحديد وظيفتها الجديدة ،انطلاقا من موروثاتنا الثقافية والدينية لان البناء العسكري السليم فقط الضامن لوحدة الوطن وشعبه وإستقرار النظم التي يتراضي عليها الشعب. ولذلك تغيير هذا البناء التراكمي لادب العسكري قائم علي المفاهيم المنطلقة من صرعات القرن الماضي هو المبعث للثورات. وبالتالي ان محاوله اضافة بعض الرتب ايا كانت عددها ونوعها بدعوي الترتيبات الامنية كما تم الاتفاق عليها في جوبا عملا فطيرا وبل تعيد الشرعية للفلسفة القديمة لانها تعطل المقاومة التلقائية الداخلية للجيش من أبناء المناطق الاخري لغرض الاصلاح بناءً علي الواقع الذي يعيشونه .ونقل المهمة الي ضباط ثورين لا يملكون الا الحماس الثوري و يقضون مدة خدمتهم من دون ان يكون لهم القدرة حتي معرفة ما هو المطلوب منهم فعله في قيادة الجيش السوداني سوي اداء الواجب العسكري في احسن الاحوال . . نعم ربما قد لا يلامون في ذلك لان الترتيبات العسكرية المطلوبة من قياداتهم السياسية والعسكرية لم تضع لهم خريطة الطريق في وظيفة الجيش التي يريدون الوصول اليها سوي عدد الضباط ونوعية الرتب . لان من المحال ان تحدث فرصة انسب من هذه لبناء جديد لجيش وطني بادب سوداني خالص فبدلا من الوزارات كان من المفترض ان يكون هذا هو الهدف الاسمي .وذلك لا يتم الا بإجماع العبقرية السودانية لان الموجود حاليا في السودان كلها مليشيات عسكرية قبلية بفارق التنظيم والعدد والامكانيات وتاريخ البنائي. وفي تقديري ان نجاح ثورة الهامش في نجاح بناء جيش واحد محترف بمعايير قومية وبناء جهاز قضائي ويترك الباقي للسباق الديموقراطي ولكن المؤسف لم تحظي اهتمام جوبا الا حيزا ضيقا عندما تركوا هذه المهمة لبعض الثوار لا يعرفون في العسكرية سوي الموقع خلف المدفعة مع تقديرنا بقدرات البعض ولكن علينا ان ندرك ان العسكرية اكثر من ذلك.والمطلوب في ترتيب الجيش اكثر تعقيدا من بعض الاجتهادات.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة