ان كل الظروف والاحوال اليوم اشبه بعشية ثلاثين يونيو قبل ثلاث عقود، عندما تم طرح الانقلاب للبيع وبات الكل يعلم علم اليقين بان هناك انقلابا بات علي الابواب .وكان الرئيس الوزراء وقتئذ سيد العارفين ان لم يكن هو من الذين انقلبوا علي نفسه . وقد باتت القيادة العامة غابة من المؤامرات كل المجموعات الايدلوجية صنعت لها اجنحة داخل القيادة العامة وبدأت تتسابق نحو الانقلاب ،وقد فاز الاسلاميون فوزا عظيما وهم الذين كانوا جزء من السلطة ساعتئذ. وما اشبهه اليوم بالبارحة. وقد باتت كل الدلائل تشير الي وقوع انقلاب وشيك ،ابتداءا من الزيارة النادرة التي قام بها البرهان لاول مرة الي تشاد ومقابلته للرئيس التشادي في ضاحية امجرس التي تبعد نحو الف كيلو من العاصمة التشادية انجمينا .وهو المكان الذي يحيذ الرئيس التشادي ان يقابل فيه الضيوف ذات الطبيعة الخاصة. ولكون المنطقة مسقط راسه وجميع السكان من اهله يسهل السيطرة علي الاسرار .ولربما نجم عن ذلك اللقاء لاول مرة يصل الوفد التشادي الي جوبا مقر التفاوض وقد يكون للوفد اهداف اخري الي جانب كونهم شهودا علي خواتيم الحوار الذي لم يهتموا له من قبل بسبب موقفهم من القحت . وان تحديد موعد توقيع الاتفاق لربما جاء ليكون انجازا للحكام الجدد يساعدهم في تسويق الثورة التصحيحية باعتباره احدي مطالب الثورة .وهذه لاول مرة اطرافا كثيرة تسجل الحضور مع ان هذه ليست اول مرة تحدد فيه موعدا للتوقيع .. ولربما ان الفرصة طيبة لتطيب الخاطر الرئيس التشادي وادركوا اهميته في المنطقة الاقليمية ودرجة تاثيره في المحيط الافريقي، بعد تعرضه للتجاهل في احتفال القحاتة وخروجه غاضبا من الاحتفال . فالرجل الذي استقبلت بلاده نحو نصف عدد سكانه من اللاجئين ولمدة تقرب الي عقدين من الزمان كان في التقدير يستحق معاملة افضل من تلك التي قام به الاصميون في يوم الزينة ،وحتي بعد ذلك لم يتشرف بزيارة رئيس السيادة والوزراء ولكن للرجل بيده الخيوط الافريقية يعلم متي يضطروا لزيارته . وسبق ان جمع بين مناوي وحميدتي والتقط معهما الصور امام قصره . لقد تغير المشهد السياسي السوداني دراماتيكيا رأسا علي العقب ونتج عن ذلك واقعا سياسيا علي العجل هي الشراكة بين اطراف لا احد يستطيع توصيف الطرف الاخر عدوا كان او صديقا ، ومابرح جميع اطراف القحت تدفع ثمن قرار الشراكة الذي تم بدافع الخوف من مشهد عارض قصد الرجل ارسال رسالة نصية عاجلة في بريد القحاتة وصلت اسرع من المتوقع. وفي الحقيقة نجهل كل الذي دار بين دبي والبرهان ولكن المؤكد لا يبذلان جهدا لخدمة القحاتة . فان الانقلاب المتوقع سيكون في شكل الثورة التصحيحية علي نموذج السيسي المصري ولكن يحتاج الي التسويق بدبلوماسية نشطة وفي تقدير الانقلابين يمكن للرئيس التشادي ان يلعب دورا مهما في ذلك .هو ما قالته ناشطة تراجي في وقته ان صبية القحاتة يجهلون دور هذا الرجل وتأثيره علي الاحداث في السودان .وقد بات واضحا قرار الحرب والسلام في السودان بيده الشئ الذي يجهله اصم ورفاقه اذا كان هم انفسهم يرغبون الي السلام فعلا. ومن الشواهد ايضا الاجتماعات الحاشدة بالضباط وضباط الصف والجنود و وتذكيرهم بالمؤامرات التي تتعرض لها الجيش ودعوتهم بضرورة اليقظة واكد في الوقت نفسه ان الشركاء في الحكم قد فشلوا ويريدون تحميل اللوم علي المؤسسة العسكرية. والاهم في الاتهام ما قاله بان الحكومة فشلت للاسباب التي ذكرها وبالتالي الخيار المتبقي الوحيد ما قاله ضمنا هو الاستيلاء علي السلطة واعادة الثورة المسروقة. هذا و شهدت العاصمة الزيارة الغريبة للحكومة المصرية بحالها للسودان في الاسبوع السابق ليقدموا كل خبرتهم علي التجربة السيساوية . هذا مع قراءة زيارة المهدي للخليج و المفهوم لغرض ترتيب الارضية للواقع السياسي المتوقع الجديد والدعم العاجل في وقته لتهدأة الشارع وعندما عاد انتقد كل شئ الا الجيش وهو الذي رفع يده من الحكومة التي تخطت قرار حزبه وسفهت موقفه بالرغم تدراك القحاتة دور هذا الرجل في الخليج حاولوا ارضاؤه بتلويح امكانية قبول تصوره السياسي بشئ من الخجل ولكن حدث ذلك في الساعة الخامسة وعشرين. وهو الخطر الذي دفع شفيع خضر في دفع حمدوك للخروج الي العلن ويتحدث بتلك الصراحة ليؤكد بانه في طريق الثورة .وبل انه هو الثورة .وتنافس مع البرهان علي الشارع الذي لا يخون .وشكا مر الشكية عن عجزه امام سطوة الجيش ويطلب ضمنا من الثوار العمل لاكمال الثورة هو معني الاستعداد لمواجهه العسكر والتنبيه بان مشروع السيسي علي الابواب . ومن جانب اخر ان الحاضنة السياسية التي تمزقت وتفرقت علي ايدي السبأ والمعروف ان الحزب الشيوعي اول من يقفز من المراكب الغارقة علي الدوام بحاسة قرني للاستشعار وقد خرج ببيان الوداع المعهود وحجز مقعدا له بجانب الثوار للاحتمالات القادمة التي باتت قاب قوسين او ادني . ومن القحاتة من لجأ بالشكوي لابي احمد من الذين ينوون تمزيق الوثيقة التي كتبها بدموعه وهو الاخر في طريقه الي الخرطوم ان لم يكن قد وصل فعلا .ولكن لا يعرف ماذا يمكنه الفعل في وثيقة لم يتم قتلها فقط بل تمت قبرها. اما وزير خارجية امريكا هو الاخر في طريقه الي الخرطوم لوضع اللمسات الاخيرة والمساهمة في الاخراج المناسب ،به يمكنهم من التسويق طالما ثمنه الاعتراف باسرائيل وفتح السفارة لها بالخرطوم خدمة لشعبية ترامب التي فعلت الكرونا ما يمكن فعلها. و بعد كل الذي قاله البرهان عن الحكومة وطلب الاجتماع مع حمدوك في مكتبه لربما الغرض من ذلك اختصار الطريق اذا كان في الامكان الاحتفاظ به في موقعه الي الحين وتحريره من الحرية والتغير التي تحاصره بطلب الاستقالة التي تقدم به عدد من اعضاء المجلس المركزي لحمدوك باعتباره حقق نتائج عكسية للثورة . في الوقت الذي يعمل بعضهم التمارين العملية لوظيفة الرئيس الوزراء بديلا له . والشئ الوحيد مازال في خانة المجهول كيف يفكر حمدوك الجوهرة الثمينة رمز الثورة لانه هو الذي يحدد ما يحدث تصحيحا او انقلابا وبعده ما ينوي فعله هل يستعصم بالشارع او باهله البقارة الذين يبحثون عن شئ لا يريدون تسميته او يحزم امره مع العسكر ليكمل مدته تحت حاضنة اخري او يستسلم ويعبر النيل الي اثيوبيا حيث مطرحه باضافة سطور جديدة في سيرته الذاتية وان لم يستطيع ادعاء تحقيق النجاح علي الاقل انه زار كاودا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست