لا احد يشك ان الشئ الوحيد الرخيص في السودان حياة الانسان فان القتل يتم فقط لتبرير فعل او احراج شخص او ادانة الجهه المعادية او صناعة الفتنة وفي اغلب الاحيان الضحية لا علاقة لها وكل جرائم القتل تجد طريقها للفاعل المجهول وتصبح في ذمة التاريخ والقاتل يبحث عن مناسبة اخري وضحية جديدة وهذه المرة براءة الأطفال ظنوا انهم في مأمن بعد نجاح الثورة المزعومة. في احيان كثيرة ان القتل للأسباب السياسية نجد القاتل قد لا يجتهد كثيرا لاعمال العقل فان القنص من اعلي المباني يكفي الخطة والمهمة. فالذي حدث في الأبيض تم بفكر منتهي الغباء هناك جهات كثيرة مستفيدة من عملية القتل في الأبيض ولكن الهدف واحد . الاولي المجلس العسكري باعتبار الجهه الحاكمة والمظاهرة ضدها ولكن هذا مستبعد لان مظاهرة الطلبة في الأبيض لا تشكل تهديدا له ومهما كبرت لا تسقط الحكومة في الخرطوم ولذلك ليس من المحتمل ان يتورط المجلس في مشكلة جديدة في سفك الدماء غير الضرورية لتضاف علي الاتهامات السابقة بفض الاعتصام امام القيادة .هذا في الوقت الذي يبذل جهدا كبير في تحسين صورته لتنافس تنظيم الحرية والتغيير بدعوي لديه الشعبية اكثر منها . ثانيا الكيزان نعم للكيزان مصلحة في زعزعة الأمن والاستقرار ولكن في اغلب الاحيان كتنظيم يحتاج بعض الوقت لتخطط وتدرس النتائج وتبحث عن العناصر التي تنفذ لان كتنظيم موجود فعلا ولكن في ارتباك ولذلك خروج المظاهرة ومباشرة والتعرض للضرب من الكيزان امر مستبعد تجمع المهنين هي من الجهات السياسية المستفيدة من نتائج هذا الضرب وفض المظاهرة لانها كما أعلنت انها ليست الجهة التي نظمت المظاهرة ويعني ذلك ان جهه اخري بدأت تعمل علي تنظيم المظاهرات وبالتالي بروز قيادة جديدة للثورة من مناطق التي تمرد بعض الشباب امثال أولاد الضي وغيرهم كانوا جزء من التجمع بحجة احتكار وانفراد ابناء النيل في القيادة .وكما يبدو هذه ليست المحاولة لبروز قيادة جديدة للثورة بل الانشقاق .ولذلك لا تستطيع الادعاء انها الجهة الوحيدة المفوضة من الشارع بحجة التزام الشارع بجداولها من ناحية .ومن ناحية اخري ان الاتفاق القائم مع المجلس قد يكون في خطر اذا استمرت التظاهرات بقيادات جديدة وخاصة مكاسبها عبر التفاوض لم يرض الشارع حتي في حدها الادني. فان قول الخروج للتظاهر لم يتم عبرنا ،تضيف الشكوك إضافية علي نفسها لان المظاهرات التي تخرج ليست بإذن من التجمع الذي دوره تحديد الزمن فقط والناس تطمع في ان تكبر المظاهرة لوخرجت في وقت واحد فان هذه المواقف ظنت القحت او المهنين ان الخروج كان بإذنهم وهذا خطا كبير وتعامل مع الوهم لان المظاهرات كانت مستمر حتي قبل تكوين التجمع وبعض أعضاء القحت في طاولة الحوار والبعض كانت تسخر منها ولذلك محاولة الاحتكار التظاهر وايقافها باعتبار ان الحوار اوشكت علي النتائج التي ترجوها هذا يضعها في محطة واحدة مع اية جهه ترفض التظاهر وبالتالي تكون في دائرة الاتهام سواء مباشرة او غير مباشر وخاصة ان هناك خيط رفيع بين المؤتمر الوطني وأعضاء التجمع المهنين حيث كانوا في قارب واحد قبل ١٩ ديسمبر بيوم واحد ولا يستبعد منهم أعضاء في الجهاز الأمن حتي الان اذا كان ابن أخت صلاح قوش منهم فان العقل السوداني لا يستوعب هذه الأدوار كحقيقية. أعداء الدعم السريع كما وضحت من اول الرصاصة أصابع الاتهام توجهت الي الدعم السريع بالرغم من القتل بواسطة القناصة من اسطح المباني وذلك يحتمل الجيش والأمن ايضا ولكن حتي هذه اللحظة أصابع الاتهام توجه نحو الدعم السريع لا غير من تردد فان القبيح من الفعل في اي مكان يشبه الدعم السريع في شريعتهم وهكذا تخطط وتمهد لارتكاب الجرائم باسمه. ولهذه المجموعة أهداف اخري اكثر من إساءة سمعة الدعم السريع ومن بين هذه المجموعة قيادات في الجيش من ابناء النيل يعملون علي الترتيبات لمواجه الدعم السريع بضغط من شعوبهم بدعوي انهم الخطر الحقيقي علي سلطتهم ..ولديهم ذخيرة كبيرة من الخبرة في صناعة الفتن ومعرفة عميقة لمداخل الفتن في غرب البلاد كسبوها من حروب العرقية التي اشعلوها في دارفور ويريدون تكرار تلك التجارب في كردفان حتي لا تقف خلف الدعم السريع عندما علموا وقوف دارفور خلف الدعم وهذا ليس سوي تمهيد لوضع الشرخ بين الدعم السريع ومكونه الأساسي في غرب البلاد . ولو نظرنا الي الموضوع من مجمله المهنين والمؤتمر الوطني واعداء الدعم السريع هناك قاسم مشترك تجمعهم رفض بروز قيادات جديدة من غرب البلاد والانسجام بين الدعم السريع ومناطق الغرب البلاد هو الهدف الذي يجمع الجميع ولكن المرجح ان العملية تمت بالتنسيق اكثر من جهه وكلها محاولات جديدة ومن ابناء البحر أيا كانت تسميتهم لتكرار فتنة دارفور ليختفوا خلفها واجب الحذر منها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست