ان الاتفاق الذي جري بين الحكومة وحركات الكفاح المسلحة في جوبا احدث حالة من الارباك في كل الاتجاهات وحكمته بالغة مافي واحدراضي بقسمته نعم ان هذا الاتفاق لا يختلف كثيرا من الاتفاقيات التي مضت ولكن الشئ الوحيد المختلف ان الحكومة الان في موقف ليس امامها سويالسير للامام مهما كانت الطريق وعرة لان السلام بات رغبة محلية ودولية ورغبةمعلنةللشباب .وموقف الحكومة ايضا يختلف من تلك الحكومات التي تصنع القرارات في صالونات المنازل وتبرم الاتفاق من دون تحفظ و تنفيذ ما تريد تنفيذها من بنود التي تمت الاتفاق حولها .وتتجاهل مايؤثر عليقبضتها علي السلطة . ولذلك ليس المهم لديهم ما يكتب ولا احد من الجلابة يعطي اهتماما علي ما يدور في قاعات التفاوض في عهد البشير وقبله .ولا احدمستعد حتي اضطلاع علي ما تكتب في الاتفاق لان الكل يعلم ليس في الامر نصيب في الجدية وهم متيقنين ان الحكومة في جملتها مناهل الشمال لم تفرط في حقوق الشمالين.. ولكن الجديد اليوم امكانية تنفيذ ما يتم الاتفاق حوله ويكون خصما علي ما الت اليها بوضع اليد لاسباب يعرفها الجميع .. الواضح هناك مازالت هوة كبيرة من المحال ردمها الا باجراء اخر غير التفاوض،لان التفاوض الذي لم ينجح في 47 اتفاق من المحالالرهان علي البقرة ان تلد سخلا. فان بعض من ابناء النيل خرجوا من وقارهم اذا كان هناك وقار في الاصل عندما ايقنوا ان طبيعة الاتفاق اليوم لم يكن مثل سابقتها، ليسفي الادب المكتوب بل علي تواضعه سوف يجد الطريق للتنفيذ رغم انف الجلابة .وذلك في نظرهم مدخلا للخطر علي قبضتهم للسلطة ولربمايفقدهم الامتيازات التأريخية المبنية علي الفهم العرقي في ضيعتهم الخاصة اسمها السودان .وقد قلنا في وقته عندما تشعر بانك احرص واحب علي السودان من غيرك من السودانين فاعلم انك كذاب اشر،وذلك افضل معيارا لتحديد من الذي ظلم السودان الذي يدعي كل منفيها بانه مظلوم كأنها محكومة بمخلوقات لا تري بالعين المجردة. لقد وصل لبعضهم الي تحريض مجلس الوزراء والسيادة بعدم التصديق علي الاتفاق والبعض بدأ يحرض الجيش علي الانقلاب واعادةالاوضاع كما كانت في الماضي والبعض يحرض لجان المقاومة للاطاحة بالحكومة بعد الاتفاق . والبعض يلوح بفصل دارفور والبعض يلوحبتمرد اهل الشمال بعدم زراعة القمح الا بمقدار ما يكفيهم ومنهم من يقول بطرد اهل التعدين من الاقليم اما مدعوة سهير اعلنت حالةالطورائ ونصبت سرداقا للبكاء وتلقي العزاء علي مزاعم المرحومة سودان . وكل ذلك بسبب المواد التي تزيل احتكار وزارة الخارجية وقيادة الوحدات الامنية والانفراد في ادارة المؤسسات المالية مع انهم فشلوا فيجملتها .لا احد فيهم يستطيع ان يقول نرفض مشاركة الاخرين في هذه المؤسسات لان ذلك الكلام الذي لا يمكن ان يقال، ولذلك يتذرعونبعدم العدالة في اعفاء ابناء دارفور من الرسوم دون الشعوب الاخري .وهم يعلمون ان دارفور خارج الاستفادة من اموال البترول وبقية مواردالدولة لمدة عقدين من الزمان تماما ومن قبلها كانت الفتات فقط .والاخوة ابناء النيل كلهم من دون استثناءً استفادوا من غياب الهامش منسوق العمل واية اسرة هناك علي اقل موظف كبير او سارق كبير في حكومة المؤتمر الوطني في مختلف مؤسسات الدولة او في الاسواقالمحتكرة وهكذا استفادوا جميعا من موارد الدولة منفردين واضافوا علي ذلك تحميلنا سداد ديون القنابل واليات التي استخدموا في قتلنا. ونحب ان نذكر الشمالين كلام وزير السدود في حكومة البشير عندما قال( لو كان بترول السودان بقدر بترول السعودية لو قسمنا عليالسودانين بالتساوي لم يكن نصيب الشمال اكثر من الذي وجدوه ) بالرغم من قوله علنا في التلفزيون لا احد من اهل الشمال اعترض عليذلك حتي من المعارضين الذين خارج السودان . لقد سكتوا سنين الابادة وعاشوا نعيمها عندما كان اهل الغرب باطفالهم يشاركون الثعابين في الحفر وطفل دون العاشر يقبر اباهلوحده واحذيتكم تخترق قدسية الموتي وتلفزيون النيل الازرق تبث صورا لحفلات لا تعبر الا عن اغني شعوب الدنيا متزامنة صرخاتضحايا الانتنوف. متي كان هناك وجدانا مشتركا حتي نبكي عليه في سرادق سهير العنصرية المغرورة ؟ وهي تتحدث عن اتفاق القبائل كأن الشايقية الجعلية ليست قبائلا بل الملائكة خلقهم الله لحكم السودان. فالاخوة يعلمون ان الاتفاق لا يختلف من السابق بكثير فنسبة العشرين في المائة وردت في ابوجا والدوحة لا احد احتج وقتئذ علي ان هذهالنسبة كبيرة لانهم كانوا يعلمون لم تجد طريقها للتنفيذ .ولذلك الاحتجاج اليوم غير مبني علي بنود مجحفة بحق اهل الشمال بدليل انهم لميتوقفوا ، في هذه النسب في السابق. وحتي الان لا احد منهم استطاع ان يذكر بندا واحدا يجحف بحق اهل الشمال بل التناول مجملالاتفاق بانه كارثة لاهل الشمال وهم بذلك يرفضون حتي مشاركة الاخرين علي قلتها في حدها الادني . الشماليون يعلمون انهم حكموا ست عقودا ونيف منفردين واستباحوا موارد البلاد لانفسهم وافسدوا فيها الفساد قلنا عفي الله عما سلفولكن ان يحسدوا الناس حتي العيش في العشوش في المشهد المطابق للعصور الوسطي ومع ذلك راضين بقسمتهم ولكن الجلابة لا يرضونلهم ذلكً النعيم ويحرقون قراهم وينتزعون ماشيتهم ويقتلون اكثر من نصف مليون ويتموا ابنائهم و يرون اعفاء الرسوم علي من بقي منهم حيا وعلي من يتموهم اجحافا في حق العدالة لاهل الشمال . والعجب الاكبر ان اهل دارفور الذين يمثلون نحو اربعين في المائة من سكان السودان فالعدالة الجلابية تري 20% من الوظائف كثيرة عليهم ويتحدثون عن المنافسة حتي ولو كان ذلك ضروريا متي كانت العدالة المنافسة في تاريخالسودان الوظائف في دولة الجلابة وهل الشطارة كانت في جامعة الخرطوم ولا في وزارة الخارجية وبنك السودان وقيادة الاجهزة الامنية؟. واجزم بان ليس هناك اثقل من ان تكون في دولة واحدة مع امثال سهير ومحمد فضل وعثمان ميرغني وابراهيم علي ابراهيم والحبل عليالجرار والحمدالله ان حب البعض ليس شرطا للمواطنة بل حب الوطن . وعليهم ان يفهموا ويعلموا ان التحريض ضد العدالة لم يفيد السودان في شئ وقبله عليهم ان يعلموا ان اهل الغرب والشرق والجنوبواهل الكنابي ليس لديهم ما يخسرونه كثيرا ،لقد بلغ الغضب مرحلة لا تعنينا ما تسمونه السودان اذا كانت من دون العدالة مع واجب التنبيهان اهل الشرق والغرب والجنوب هم الذين يحددون من الذي يبقي في السودان إذا استعصي التعايش ومن الذي عليه ان يذهب .لم يكنهناك فرصة اخري للشمالين ان يقرروا مصير السودان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست