كانت واحدة من الاسباب الحقيقة في تخلف السودان هذا المنهج الذي بني علي فلسفة المستعمر والتي وضعت بعناية فائقة لتخدم أغراض المستعمر. فكل الذي يحتاجه المستعمر من تعليم مواطني المستعمرة دلك القدر والنوعية التي يتم بموجبه إعداد المواطن ليفهم متطلبات المستعمر وينفذ ما هو المطلوب منه. هو ان يكون جيد جدا في حفظ العمليات الحسابية وخاصة اغلب الذين يتم تأهليهم في الحسابات والكتبة حتي يؤدوا واجبهم دون اخطا وبسرعة ذلك معني ان يؤهل التلميذ منذ وقت مبكر جداول الضرب والقسمة الشئ الذي يقوم به الحاسب الآلي متاح لاي شخص في اي وقت ومع ذلك يأخذ معظم وقت التلميذ في الفترة التي يتم تمرين عقل التلميذ علي التفكير بدل الحفظ ولربما كل الفترة التي يقضيها التلميذ في المراحل الدنيا يجد نفسه مطالبا بالحفظ في أشياء بعضها يعلم انه لا تتكرر في حياته ولا معني له سوي ضياع الوقت كإلزام الطالب عجمي بحفظ المعلقات يأخذ ثلثي زمن المواد الاخري مجتمعة. فالتعليم بخت الرضا لم يصمم علي تواصل وتتطور ليواكب التطور الذي يحدث في المجتمع البشري لان الحاصل علي تعليم بخت الرضا لا يقدم علي الاجتهاد في اي من صوره لان الاجتهاد في حاجة الي التفكير والثقة في النفس فالتلميذ يتخوف من كل شئ ويتنظر إذن علي كل شئ . فالمعلم او المعلمة مثلا لم تجتهد من عنده/ها لتعلم التلميذات و التلاميذ الاهتمام بالنظافة في الشارع العام واقصي ما يطلب من التلميذ نظافة المدرسة ونفسه هذا اذا حدث فعلا. .والقاضي لا يمكن ان يجتهد قبول صحة الأخطار للمطلوب حضوره في المحكمة بالإيميل او حتي اوالرسالة النصية عبر التلفون او فيس بوك .وجال الشرطة لا يجتهدون في التوعية بمخاطر الجريمة. ولم يفهموا العلاقة بينهم وبين المجرم هو القبض وتقديمه للعدالة لا ان يمنح لنفسه الحق في العقاب احيانا لدرجة القتل في مكاتبهم والحراسات. فمنهج بخت رضا لا يترك فرصة للاجتهاد.و لا يحتوي نصا واحدا في التربية الوطنية والتضحية من اجله لان المستعمر ليس من مصلحته تضمين التربية الوطنية في تعليم المستعمرات .فالذي حدث فقط تمت ترجمة منهج المستعمر الذي يطلب من التلاميذ الوقوف إلزاماً و وجاءت الترجمة ايضا علي انه احتراما للمعلم . فالمعلم مثله مثل اي شخص يؤدي واجبه في الدولة فليس اكثر من الجندي الذي يضحي بنفسه من اجل البلد ولا من الشرطي يفرض الامن في المجتمع بحياته فان الدولة هي التي تخلق له البيئة المناسبة لاي موظف لاداء واجبه. وكان وقوف التلاميذ للمعلم والجنود للظابط هدفه للمستعمر هو تقديس الشخصيات القيادية . والحال مثله السماح للضرب الغرض منه صناعة انسان متعلم مهزوز عديمة الثقة في نفسه ويقبل الوضع الطبقي الذي يحدد له .وهكذا علي الذين ورثوا المستعمر ورثوا فلسفة المستعمر بحذافيرها جهلا .ولكن في تقديري بعض الجوانب كانت عن قصد وخاصة في الجيش عندما يطلب من الجندي ان يلغي عقله نهائيا مثل الحالة التي شاهدته بعيني ان هناك جنديا مكلف كل يوم يبدأ يومه برش الزهور المزروعة امام رئاسة الفرقة والرجل يستمر في مهمته حتي ولو هطلت امطار غزيرة وأغرقت الأحواض وفاضت المياة كل الساحة مع ذلك الجندي يبدأ يومه برش فوق المياه لانها تعليمات مستديمة .والشئ المؤكد لا يوجد جنديا في الدنيا يفعل ذلك لان حتي من طلب منه فعل ذلك لو امتنع الجندي ذلك اليوم تنفيذ ذلك الامر لم يعاتبه، ولكن الذي حدث تم إلغاء عقله نهائيا ليفكر عنه شخص اخر هو معني ان يقود احد الصبية من الشمال كتيبة كاملة من ابناء دارفور ليحارب بهم أهليهم ويساهموا في حرق قراهم وقتل اهليهم لان ذلك تعليمات عسكرية لان ذلك واجبه. وتجارب الشعوب التي شاهدناها تختلف كليا من نظام ومناهج التعليم في السودان اولها قائمة علي المعلم والمعلمة يتم تأهيلهم بشكل كافي ليقوم بوظيفته وان احترام المعلم في المجتمع لا يأتي بفرضه علي المجتمع والتلاميذ بل قيمة الوظيفة هي التي تفرض الاحترام .فان خريجي الجامعات هم الذين يشغلون وظيفة المعلم في كل المراحل ولم يمنح تصريح حتي لمدرسة رياض الاطفال ما لم يكن جامعيا . المعلمين في المدارس الثانوية والموظفين في المدرسة يحملون درجات علمية فوق بكالريوس واستمرار المعلم والمعلمة في الوظيفة مرهون بتحقيق النجاح في المواد التي يدرسها والا يتم فصله اذا حدث نسبة محددة من الرسوب ولا يوجد عندهم انسان فاشل او غير امين يستمر في عمله ايا كان موقعه. والمنهج مقسم الي المقاصد التي يريدون الوصول اليها لمدي القريب والبعيد ونوع التعليم الذي يحتاج اليه المجتمع وقدرة المنهج لمسايرة التطورات التي تحدث في المجتمع ولا يمكن لدكتور في كلية معمار في السودان ان يدرس اربعين سنة تلك النظريات التي درسها وتخرج بها ولذلك عنصر التغيير الذاتي للمدرس كانت ضرورة لنهاية خدمة معلم. وكذلك معلم الرياضيات في اية مرحلة عجز عن ملاحقة او مسايرة الجديد في المادة وليس العمر او الموت . البلد في حاجة الي مسايرة التكنولوجيا ولا يصلح ان تنتج خمسة الف محاسب سنويا ومثله من القانونيين .وبدل الصرف علي التلميذ الواحد مائة دولار في الشهر افضل الصرف ثلاثين دولا علي ثلاث تلاميذ لمحاربة الامية ،وكضرورة لانصاف المجتمع. و التربية الوطنية اكبر حيز في التعليم. تنمية ذكاء التلميذ والاجتهاد والابداع.والاعتماد علي النفس والنظافة واحترام القانون ،والصدق، والنظام، العام احترام العمل ،وقدسيته. ومعرفة مخاطر التفرقة العنصرية ،وعواقبها كل هذه المواد تدخل في صلب الاكاديميات ويتعلم التلميذ من خلاله الاهداف المرصودة اما مادة التربية الوطنيةليس هناك كتاب كبير ليتعلم منه الطالب بل من خلال اعلام الدولة وقدرة المعلمة والمعلم والاعلام الحكومي بدلا من تقديم برنامج الحروب الاهلية وبرنامج الاحزاب .والاعمال الفنية مثل الافلام والفيديوهات تعرض في المدارس تمجد التضحيات من اجل الوطن والخير. .والصراع المرير بين الحق والباطل ومحاربة الجريمة والتضحية من اجل انقاذ البلاد من مصيبة يمكن ان تحل بها . والمعلم والمعلمة يتوقفون في كل المحطات التي تتعلق بقضايا الوطن مثل الجرائم والحروب اهلية والقبلية والحروب الخارجية لتوضيح اضرارها والاسباب التافه الصراعات ويتم ذلك في الفصول لحظة بلحظة ولذلك تدخل اجتهادات المعلم والمعلمة ضمن المنهج، مثلا اذا قررت ادارة المرور وضع اشارة مرور بالقرب مقطع الشارع من مدرسة للتلاميذ الصغار يبدأ المعلمون في تعليم الاطفال الغرض من الاشارة مخاطر عدم التوقف للعابر والسائق معا واذا حدث حادثة اخراج التلاميذ لمشاهدة الحدث واسبابه واضراره. وقبل ذلك كيف يعبرون الشارع واذا تم تحويل الي صينية المرور يتم تعليمهم كيف يعبرون الشارع اما النظافة والصدق وغيرها من السلوك ياخذونهم من المعلمين مباشرة ومن اعلام الدولة وسلوك المجتمع وادب العام في المجتمع والتعليم ليس كله اشياء مكتوبة في فصول مبوبة من الكتب تحت هذه العناوين . وتأخذ المناهج الناجحة حيزا في المواجه والخطابة والوقوف بجانب الحق ورفض الباطل ايا كان مصدره. واسباب تأخر المجتمعات واخري متطورة وتشجيع العمل الطوعي ومن كان له تاريخ في العمل الطوعي يتم تفضليه عندما يتقدم للمنافسة في الوظيفة العامة علي زملائه الذين يحملون ذات الدرجة.فوسائل الاعلام في الدولة تساهم بقدر كبير في تعليم النشئ وتلك هي وظيفتها وليست كلها للطنبور . ولكن اكثر الاشياء بجب الحرص عليها ظاهرا وباطنا هو التعبير عن التنوع في كل وسائل التعليم والاعلام العام الموجه لشعوبهم مثلا صورة غلاف كتاب قراي التي تبدو فيها بنت بشعر غزير وبجانبها ولد بذات ملامح البنت لا يعبر عن التنوع لان ليس هناك ما يمنع ان يكون بجانب البنت ولد اسود شعره قرقدي لان في ذلك لها دلالات كثيرة في تربية النشئ واذا فشل قراي في غلاف الكتاب بالضرورة عمل فطير داخله .عندما تكون هناك فرصة للتعبير عن التباين بين الشعوب السودانية ولكن عقلية دكتور قراي عقلية شايقي قيح عندما يذهب الي السودان وان تركه للعمل يشكر عليه . ولكن ينبغي ان لا يترك للادارة القديمة بعقلية لا تستوعب الفهم القومي في وضع المناهج .اذا كان هذا دكتور من امريكا لم يتعلم معني التباين. وهم ايضا الذين يطلقون علي انفسهم علماء التربية وخبراء المناهج ليس فقط وضعوا كل المناهج الفاشلة بل زورا عمدا صورة القائد الديني محمد عبدالله تومرت المغربي الذي حكم المغرب بانه الامام المهدي قائد الثورة السودانية لم يجتهدوا في الحصول علي صورته بدل وضع صورة مزيفة في المنهج العام ودرسناه عقودا ولا احد منهم يريدون التخيل حتي كيف ينظر الينا المغاربة وضع صورة زعيمهم التاريخي بانه مهدينا وكيف لنا ان نثق ومعرفة حدود التزوير في المواد التي لا رقيب لها . ولذلك المطلوب مراجعة العقلية المتواضعة التي تكتب بها المناهج وان تجارب الامم في المناهج الناجحة لا يصعب الوصول اليها وفقط في حاجة الي التعديلات الطفيفة لتناسب المجتمعات السودانية وان نبعد عنها الفهم العنصري القاصر الذي يجعلنا ان نرمز حرف النون بالنخل للجنوبي الذي لم يشاهد النخل في حياته بدلا من النجم الذي يشاهده كل الناس في كل ليلة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست