ان في المجتمعات السودانية العلاقات والمسؤوليات لافراد الاسرة الواحدة متداخلة يصعب فصلها ان ما يملكه الاخ والأخت تعتبر ملكا لجميع أفراد الاسرة وان تمت ادارتها بواسطة من يحوزها ومثلها الوظيفة الكبيرة ولذلك تنحر الاسرة الذبائح وتقام كرنفالات الفرح من الاسرة والجيران وتشاركهم المعارف والأقرباء من كل الدرجات. ومثله مثل المغترب الذي يقوم عليه مسؤلية الاسرة اذا كان ظروفه ميسرة. فان الاخ للوزير هو في حد ذاته وظيفة لانه بالضرورة ان يكون رجل أعمال ناجح . لانه في إمكانه ان يعمل وسيطا ناجحا في كل المعاملات التجارية. واحيانا واسطة مدفوعة الأجر في بعض الوظائف و تقديم الخدمات الحكومية المتعسرة او تقليل النفقات لتلك الخدمات التي تحتاج لتكاليف باهظة .وأحيانا منح المشروعية للمسائل التي تندرج تحت الحظر قانونا. وبعض هذه الخدمات يمكن ان تتم بواسطة اخو الوزير فقط لكونه اخا للوزير و لا يحتاج تدخل الوزير بنفسه، خاصة التسهيلات التجارية وبعض هذه الخدمات يتطلب الوصول لأخيه الوزير وهو الاخر يلزمه بعض الاتصالات التلفونية او انتظار الفرصة التي تجمعه بوزير اخر . . وهنالك حالات قد تكون نادرة تصل الي مكتب الرئيس بواسطة الوزير ويقوم مدير مكتب الرئيس إصدار القرار بشأنه مثل شغل الوظائف الكبيرة ومدراء الإدارات وصيد العطاءات الكبيرة او فك الحظر في التصدير وتجاوز بعض مطبات القانونية. وبعض الوساطات تصل للرئيس شخصيا ليبت فيها اذا كان المراد عظيما مثل التوسط في إلغاء بعض الأحكام القضائية القاسية اوشغل بعض الوظائف الحساسة والدستورية منها. وبعض الوساطات يمكن ان تتم لمجرد صلة معروفة مع الوزير بتطابق الاسم او تعريف الشخصية في حالات العلاقة تتم بالوزير من جانب الأم بقول الوزير خالي اخو امي لزم ويكون مستعدا لإثبات ذلك بالاتصال مع الوزير فورا ويسمع صوت الوزير لكل الحضور عبر ميكرفون التلفون . المهم العلاقة بالوزير تمنح ديناميكية الحركة لكل الاسرة وتكون العلاقة مكسبا للمال بفتح آفاق التجارية ومساعدات الجمركية. اما في حكومة الانقاذ قد لا يحتاج اخو الوزير بذل كل ذلك الجهد فقط ، اذا كان ناجحا عليه ان يؤسس شركة ويدير أموال اخوه الوزير ولإبعاد الشبه ان يعلن اخوه الموقف المعارض للحكومة ولو بشكل ناعم او ان يغترب بعض الوقت ويستثمر الأموال في الخارج وبعده يعود باقرار الذمة المالية مصدر أمواله من الخارج امثال الدقيريين وينتظرون دورهم في الحكومة القادمة. ومسؤلية الوزير في اتجاه الاسرة توفير الرعاية الصحية ويشمل العلاج في الخارج لاي شخص من أفراد الاسرة بمن فيهم اسرة اخوه المعارض او أخته المعارضة ومسؤلية دارسة ابناء الاسرة في الخارج والداخل وفي الغالب كل ذلك تتم بواسطة من يستثمر أموال الوزير. وهذه المسؤليات تلزم الوزير البحث مصادر إضافية للدخل ،اضافة علي مخصصاته الكبيرة وهذه الثقافة احدي اهم اسباب للفساد في الدوائر الحكومية. وأكثر الناس الذين يلعبون الأدوار التمويهية هم أفراد اسرة الوزير من جانب الأم بسبب الصلة المجهولة وهي المكان المناسب لإخفاء كل جرائم الفساد . من منكم يصدق ان احمد الربيع سيد احمد ابن أخت صلاح قوش الذي وقع بالنيابة عن الحرية والتغيير قائدا للثورة ليس له صلة بالنظام السابق ليتصدر المعارضة الان ، في العرف السوداني الذي نعرفه اقلاه ان يكون لواء في الأمن ولربما لا يحتاج حتي الرتبة ليئتمر عنده كل الرتب في الجهاز. كيف لنا ان نصدق ابراهيم الشيخ الذي صار غنيا في عهد الانقاذي الذي افقر كل الأغنياء في البلاد دونهم والشيخ محظوظا ان يكون متعهدا لتقديم الخدمات العطائيةلجهاز الأمن وبالضرورة تتضمن أدوات التعذيب هو معني ان يدفع المؤتمر ٠السوداني الناس دفعا للتوقيع بدون التحفظ ، وسبق ان كتبت مقالا في العام الماضي وسجلت ملحوظاتي في نشاط هذا الحزب وتعامل الحكومة معه وقلت في وقته انه مؤتمر الوطني موديل 2019 واعتقد اليوم هناك من يشاركني هذه القناعة. العودة الي علاقة الوزير بإخوته هناك مقولة دائما نسمعه في الخرطوم من ابناء البحر يقولون ان ابناء الغرب عندما يكونوا مسؤلين في الحكومة لا يخدمون اهلهم والمقصود بالخدمة هي النموذج المسطر في اعلاه ، وذلك يعني صراحة وضمنا إقرار بالفساد لان الوظيفة تعني خدمة كل الشعب بالطرق المشروعة فان استغلال الوظيفة وتقديم الخدمات بهذا الشكل هو الفساد نفسه لانه تهدر كل الفرص المتساوية للمنافسة واهدار المال العام وعدم الالتزام بالضوابط القانونية ومخالفة لنظام التحصيل الجمركي وتمرير الممنوعات عبر المواني واهدار للمال العام فان الذين يفتخرون بانهم يخدمون اهلهم من الوظيفة .هم لا يعلمون انهم يفتخرون بدورهم العلني للفساد. وفات علينا ذكره ان اخوة والأخوات الوزير تلك كانت فرصة لفك البورة وفرصة كبيرة للعريس وظيفة مرموقة أقلاها ضابط امن او ان ينضم للجيش الكبير من السماسرة باسم الوزير اوغسيل أموال الوزير واستخدام اسمه في حيازات جديدة للأرضي وإخفاء الأملاك الظاهرة منها وان كانت في مثل هذه الحالة يتم الاحتفاظ بعقد البيع حتي لا يترك زوجته (ويكب الزوغة.) ويزوغ بالأملاك وهو معني ظهور أثرياء جدد في لمحة البصر وتصبح الصباح تجد نفسك محاط باربعة عمارات شاهقة لا يمكن ان تصدق ان اصحاب هذه العمارات هم الذين بنوها. ولذلك هنا واجب التنبه ان العلاقات الأسرية في السودان واحدة من اهم اسباب الفساد فان إقرار الذمة المالية للوزير عديمة الفائدة لان الاسرة كلها تساهم في اخفاء الثروة الناتجة من الفساد ، ولذلك المطلوب الذمة المالية لكل اسرة الوزير . بالتأكيد ليس عمليا وبل لا يجوز ان تطلب من شخص عمل إقرار مالي لان اخوه وزير ولكن يمكن الحصول علي ملحوظات عامة عن طريق جهاز المباحث تدون الظروف الأسرية وتتابع وترصد اذا كان هناك قفزة مالية بشكل ملفت للنظر يمكن ان يخضع لمقياس. من اين لك هذا؟ ان العودة للوظيفة الخالية من التداخلات الأسرية بشكل او اخر بعد الانقاذ تحتاج لدراسة من كل جوانبها ومجهود خارق لاعادة اخضاع الوظيفة في محلها الطبيعي وغرضها الأساسي التوظيف لخدمة المجتمع بشكل الذي يتم الترتيب لها من النظام الإداري .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست