لم تصبح او تمسي هذه الشمس الا وترد إلينا نبأ الموت بفعل الفاعل او ذلك الذي المتهم فيه القدر في كل الأحوال بيد ان هذه المآسي مصدرها واحدة وان اختلفت الاسباب والطعم. هؤلاء الشباب الذين انهار عليهم المنجم وهم يحملون طموحات اسرهم التي تعيش في العراء منذ عقدين من الزمان عندما تم إغلاق أمامهم كل أبواب الزرق مما اضطروا العمل او السفر الي بيئة تنعدم فيها ادني دراجات السلامة. هولاء الشهداء المغفور لهم بإذن الله وغيرهم من الذي غرقوا في اعماق البحار كانوا يبحثون عن الأمل المفقود في اوطانهم وهم الذين حرموا وأسرهم من كل الخيرات في البلاد كان نصيبهم العدم الذي دفعهم الي الموت بالطرق المختلفة كان اخرها البحث عن الأرزاق من تحت الأرض في الصحاري الوهاد وهكذا فنت زهرة شبابهم في عمر الزهور وقلوبنا جميعا تتقطع الما وتنحبس الدموع خلف الحزن ذلك هو الحزن الأليم . ولا اعني فقط فقد العزيز ومن ورائه كل طموحات الاسرة بل حتي لحظات الاخيرة للوداع وحرمان الرؤية حتي ذلك القبر بلا شواهد للدعاء والسؤال لهم عن المغفرة والرحمة . وقد خصها المقادير ان يصل كل اهل دارفور أقصي درجات الحزن لا ينفع معها الدموع والا كفاهم الله نعمة المطر بديلا عن هذه الدموع من الغزارة . الي ان بلغنا اخر النحيب من البكاء بالكاد لم تبق من الدموع ما يمكن زرفه حتي مثل هذه اللحظات التي لا ينفع معه حتي الحزن ، الا السؤال من مولي عز وجل يمكننا من الصبر من المصائب المتواصلة التي لا تنقطع . و تلك الدول ومن بينها السودان لا تمنح غير الموت والبؤس والشقاء .ليس ذلك الذي يقوده المقادير بل الدولة تحولت الي مقبرة طموحات الشباب جعل الجميع يفرون من احب بقعة المفترضة لكل نفس بدون استثناء . الي غايات كلها محفوفة بالمخاطر وفرص الهلاك في اغلب الاحيان تقترب الي الحتمية ومع ذلك يخاطرون بحياتهم وهم يعلمون ذلكً علما أشبهه باليقين . نعم لم يكن وراء هذه المغامرات الا القوي الشديد عندما يتخرج الشاب ويقضي سنينا من عمره ويعيش هذا البؤس وسط أهله الي الدرجة التي يعجز الشاب في توفير قيمة جرعة الدواء لامه او ابوه المريض عيناه ترقرق وتنظر الي المستقبل الذي طالما انتظره طويلا، عندها يتخذ الشاب قرار الانتحار ، ويسلك اي الطريق ولو ذات أتجاه واحد مثل الحالة التي أمامنا وفي كل الأحوال كل هذه الطرق تؤدي الي القبر بلا شواهد اذا اراد العزة . اما غيرهم من الأحياء من كل الإعمار فالدولة هي التي تتخذ لهم قرار قتلهم بدلا عن الانتحار. فاهل دارفور او قل الغرب فان قرار ابادتهم لم يبدأ من حكومة التي أذلت كبرياء آلامة وبل منذ تأسست دولة السودان وكل هذه المدة كلنا في غفلة من امرنا بدءاً من زراعة الأوبئة والجهل اذا اجتمعا فان التفاعل الفيزيائي له حضر الشقاء والموت وغابت الحياة والسعادة . وهذا الي جانب استثمار المجاعات وفتح الاقليم فرصة واحدة امام طموحات الشباب هي الجندية ليتم استهلاكهم في اطول حروب العصر وفي النهاية قالوا انتم الذين قتلوا اهل الجنوب سبحان الله وكرروا القول للدعم السريع انتم الذين حرقتم دارفور وحتي بعد هذا هناك من يقاتل نيابة عنهم وبل كانت اخرها سياسة الارض المحروقة واستيطان الحزن.وطالت حتي الناس الذين بلغ بهم درجة التهميش لا يعرفون الي اي من دول العالم ينتمون وأسعد اياهم ابعدها من الحكومة. وقد رضوا ان يعيشوا في أكواخ من العشوش في المشهد تماما للعصور الوسطي ومع ذلك لا يرضي عنهم الجلابة هذا النعيم الا ويحرقونها بقنابل ديونه مسجلة علينا ان ندفع ثمنها بطيب الخاطر حكمتك يارب . وحتي لو توقف آلة القتل المباشر فان كل آليات القتل غير المباشر سوف تستمر مالم يتم التنبه له . نعم ان ما نسميه قدرا ونبلع اللسان من أجله تلك جريمة من صنع الانسان يمشي علي الرجلين واسمه معروف بالجلابة فان دولة السودان لو تركت بلا حكومة لما وصلت المرحلة التي يختار الشباب الموت بدل الحياة .هي الدولة التي كانت مقدر لها ان تكون من القوي العظمي مثل كندا وأستراليا .فبنيان الدولة التي تركها الإنجليز وقوة الدفع لها حتي عام ١٩٦٨ لا يحتاج المواطن السوداني فيزا لدخول امريكا او اية دولة أوربية مع ذلك لم يقرر حتي شابا واحده الهجرة الي تلك البلدان الا للعلم .ولربما بعضهم لم ينتظر حتي الزمن الضروري لاستلام الشهادة لتقوم السفارة نيابة عنه. الان اصبح حتي دخول مصر حلما بعيد المنال عندما كانت هناك صفوفا تسصطف لتنتظر رحلة الخرطوم في استقبال ذلك الانسان الذي يصرف صرف من لا يخشي الفقر . ،ناهيك عن امريكا الان الا المولود ومعه الحظ بوزنه. ولم يبق لنا الا ان نقول ما يرضي الله ،انا لله وانا اليه راجعون ،وكل نفس ذائقة الموت . ونسال الله ان يهبنا الصبر الجميل علي هذه الكارثة الجلل ونتمني ان لا يتكرر ،بالرغم من استمرار وجود الاسباب .وكم تمنيت ان يتم جمع بعض المساهمات لتخفيف الألم علي ذويهم منعا للاطالة نواصل في الحلقة القادمة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة