تم تكوين لجنة بشأن قضايا المفصولين وقد كان في تقديري ان مثل هذه اللجان سابق لأوانها ونحن لا نحسن ترتيب أولوياتنا ليس لان هذا الجهد ومثله اعادة النظر في الكتابة التاريخية للسودان تعتبر من القضايا الانصرافية .ولكن هناك قضايا ذات الصلة اكثر أهمية اذا كان المقصود الذين تم فصلهم بزريعة التمكين في العهد الاول لإنقاذ . نعم الكل يعلم تماما ان الذين تم فصلهم بدعوي عدم الولاء لقد تم إعادتهم للخدمة اغلبهم بعد المفاصلة في الوظائف التي تمت إخلائها عندما تم طرد الإسلامين الذين ناصروا الترابي وأغلبهم من غرب السودان او الهامش ان لم يكن كلهم . فان التمكين بعد المفاصلة كانت علي أساس عنصري بحت ،كما اعترف فيما بعد ومنهم غازي صلاح الدين وغيره (ان اغلب مشاكل الانقاذ كانت ناتجة من الذهاب بعيدا في العنصرية) . ولم يعد هناك شخصا من ابناء النيل فقد وظيفته طوال عهد الانقاذ الا الذين هاجروا او الذين وجدوا وسيلة للحياة افضل منها. وحتي الذين هاجروا منهم من عادوا لتمكين دولة الجلابة امثال محمد محمد خير الذي كل خبرته كانت في الجزارة مع ذلك وجد فرصته سانحة في الدبلوماسية كاملة الدسم، عندما تم اخلاء كل وظائف ابناء الغرب بدعوي عدم الثقة والولاء معا .ولا احسب هناك من ابناء النيل من يحتاج العودة الي العمل الان او يلزمه الشكوي .اذا كان احد الشيوعيون علي رأس بنك السودان عندما تكشف الغطاء بعد انهيار الجزئ للنظام . وكذا وزارة البترول يحلو تسميتها عند الكثير - المروي الجديدة وهي المدينة التي كل الاسلامين فيها تعد بأصابع اليد الواحدة مع ذلك كان المصير المالي للسودان الاسلامية في ذمتهم . نعم هناك ضحايا حقيقيون ولكنها ليست أفرادا ولا جماعات بل أقاليم بحالها تم فصلها تعسفيا واذا كانت كذلك فان المعالجة لا تتم عبر لجنة تكونت في النظر شان الأفراد بل مشروع قومي لاعادة النظر في كل جرائم العنصرية ومعالجة الآثار التي ترتبت علي الحروب عبرها تم استهداف فئات عرقية محددة وبل بعض الفئات الاجتماعية طالتهم الحرمان من الامن وبل حق الحياة وحتي اذا صرفنا النظر في المأساة التي ترتبت علي مناطق الحرب فان كل اهل الغرب في اي مكان في السودان بما في ذلك سكان العاصمة طالتهم الحرمان من الوظائف العامة وهو امر مساوي للفصل التعسفي هم الذين لا تشملهم نتائج الحوار ولا اعمل اللجان .. فمن العبث الحديث اليوم هناك بعض الناس تم فصلهم من الخدمة اذا كانت الدولة في حاجة الي ترتيب كل قضاياها من جديد لمعالجة الخلل إلبنيوي . وخاصة مؤسسات الدولة التي تشغلها بكامل من اقليم واحد وهو السبب الأساسي للحروب القديمة والجديدة. فان الحديث عن المفصولين تعسفيا تعطي الانطباع كأنه عمل هزلي وحتي لو نظرنا الي شأن المفصولين فان اغلب الذين تم فصلهم كانوا في المواقع القيادية وقتئذ أعمارهم تجاوزت العقد الثالث او الرابع فان كثير منهم قد ماتوا او بلغوا سن العجز . اما الشباب منهم لا اعتقد ينتظرون حتي اليوم من يعيدهم حيث كانوا. وكل الذي يتطلب الوقوف في هؤلاء الضحايا عملية الترتيب للتعويض المناسب نعم ذلك حق مستحق ، ولكن احق منه من تم تدمير المؤسسة التي يعمل فيها وفقد وظيفته وتم حرق داره وانتزع منه أمواله عاش عقدين او الثلاث بلا مآوي وعاش ومازال علي المؤنات الأجنبية لا اعتقد الدولة في حاجة الي عمل اللجان قبل ان يعيده الي الحياة الطبيعية او ان تبذل جهدا في غيرهم. وهو الامر الذي يزرع اليأس والشكوك في جدية ابناء القحت في النظر الي مصائب البلاد بالقدر الذي تستحق. ولذلك ان مسالة الوظائف في الخدمة المدنية والمؤسسات الأمنية في الدولة خلل كبير لا يمكن علاجها الا عبر الحوار الجاري الان في جوبا كجزء من عملية السلام . علي ان تعالج دفعة واحدة في كل السودان عبر إقرار النظام الفيدريالي بوظائفه وياتي الترتيب في الوظائف الفيدريالية بالشكل الذي يتم اتفاق حولها. مع ان الجلابة حربهم علي السلطة الفيدريالية لم تتوقف لان كل الاستهبال سوف يكون في اقليم واحد وعندما تكون كل العيون في وظائف المركز . ومثال لهذا الخلل ان اللجان الأمنية لولايات دارفور اليوم يشغلها 64 شخص51 شخص من ابناء النيل 9 فقط من ابناء دارفور .والنبي كفاية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست