لا يوجد ما يسعد الانسان وبحق وطنه اكثر من هذه الخطوة وان جهد ثوار دنقلا لم يبق من الوطنية اكثر من ذلك ، حتي ولو سقط احدنا شهيدا في الدفاع عن الحدود .لان هذا التحرك له قيمته الثورية غير محدودة ليس فقط الهدف الذي تم التحرك من اجله، بل رمي حجرا كبيرا في بركة التعقيدات والواقع السياسي . لقد تناولت كثير من قروبات واقلام من اهل الغرب والجنوب والشرق ان هذه الخطوة اعطت انطباعا جديد لرؤية السودانين لاهل الشمال تقييما يمكن ان يشاهد بالعين المجردة. في الواقع ان الحكومات التي حكمت السودان منذ الاستقلال ، من النخب الشمالية هذه حقيقية وهم انفسهم لا يستطيعون الانكار ، ولكن التبرير ان المستعمر كان وراء ذلك ،انهم تعلموا قبل الاخرين للظروف السياسية المعروفة للجميع. وهذه هي الاخري حقيقة ،ولكنهم فشلوا والفشل لا يمكن انكاره ،لان مشروع الدولة كان اساسه خطأ لانه بنيت علي تعقيدات وصراعات الماضي .ولكن النخب السودانية لا يريدون تحمل نتائج الفشل لوحدهم . بل احتموا بمصر في توفير الحماية لهم للاستمرار مقابل كل شئ تطلبه مصر وهم يعلمون ان المصالح المصرية مرتبطة بتخلف السودان وعجزها في الاستفادة من مواردها وزادت المصريون من اطماعهم الي درجة استقطاع أراضي سودانية اضافة الي التي تمت منحها مجانا والنخب تمنحهم مزيدا من الاراضي لزراعتها . ولكن الاخطر ما قام به النخب الحاكمة في السودان هو تفكيك تماسك المجتمع السوداني، الي اقل عما كان عليه في الممالك . وهي الخطة المصرية بعيدة المدي للتوسع علي حساب السودان . بواسطة هذه النخب الذين رفعوا رايةالعمالة علنا ، مقابل ان توفر لهم الحماية والبقاء في السلطة .وقسموا الشعوب السودانية لنقيض البعض وارتكبوا جرائما فظيعة وتعمدوا ان تسجل باسم الشعوب الشمالية ،ليحتموا بهم ، الي درجة تعمد عنصرية الدولة علنا فعلا وقولا في اعلام الدولة وعبر الوسائل الكترونية .واقلام الجهل امثال زهير وبعضها مدفوعة الاجر فقط لتحقيق هذه الغاية بعلمها او بدونها . وبذلك استسلم الشعوب المغلوبة علي امرها امام تلك الة الاعلامية للدولة ،ومكر المجرمين الذين لا يريدون ان يصبحوا في العراء ليواجهوا نتائج اعمالهم . حتي تمكنوا في رسم في الذهن السوداني، ذلك الجلابي المجرم الذي بيع حتي وطنه ومستعد يقتل كل شعبه اقلاها ثلثه ليظل في الحكم فبدلا من الاجتهاد لنفي عنهم التهم الباطلة مثل الدكتور محمد جلال وتوم هجو وعرمان وغيرهم . البعض يعمل علي ادانة نفسه واهله وهم ابرياء ، و تحمل جرائم ابادة الشعوب وتقسيم الوطن طوعا . وبشكل عام كثير من الشعوب اهل الشمال كانهم لا يعنيهم كل الذي يتم باسمهم و لم يعملوا بما فيه الكفاية، لان السكوت لا يبرر التهم .ونتج عن ذلك الاعلام المضاد ،وتطورت الي المواقف السياسية، وهي حالة الاحتقان التي تعيشها السودان اليوم . ولذلك المظاهرة في دنقلا امام الناقلات المصرية كانت اكبر عمل سياسي علي مدي تاريخ السودان تقوم به المنطقة لتبرئ شعوب النوبية من الجرائم السياسية للنخب التي تتحدث باسمهم . مع ان هذه النخب كثير منهم ولدوا في اماكن مختلفة في السودان لا يجمعهم مع الشمالين الا اللون 'امثال الغازي العتبان لا يملك ولا قدما مربعا في الشمال الذي يقول ان الاحباش المسيحين اقرب اليهم من بعض الشعوب السودانية المسلمة ، وهو يتحدث باسم الشمالين. وهولاء العملاء ارتكبوا جريمة حلفا لصالح بناء سد لانتاج الكهرباء ولم يشترطوا حتي انارة لمبة واحدة في مدن النوبية. والخطأ الذي يلزمهم تنبه ان الشمالين حتي وان ارادوا الحفاظ علي الاوضاع السياسية الفاشلة لم يستطيعوا فان ابنائهم اول المعترضين .لان الظلم والفشل لا يمكن تحمله ولم يطال فقط ابناء الهامش .كما هو المشاهد اليوم ان البؤس استوطن كل السودان الا الذين في بطونهم اموال السحت . وهم الجماعة زهير السراج ينظرون دونهم غزاه وحوش علوج ، نعم بالفعل كان يتم دفنهم احياء في ضواحي الخرطوم .وتحسن الوضع الي منعهم من السير حتي في الطرق باطراف المدنية، و يتم ترحيلهم قسرا الي ديار الغرب .وصار قتلهم في بيوتهم في ديار الغرب مباحا ولا حرج . واليوم يرقصون في قلب الخرطوم باسلحة لم تكن مسجلة لدي الحكومة خالصا لهم لا احد يحتاج للاجتهاد للنظر ما يمكن ان يكون عليه حال الوضع السياسي ،لان التغيير طبيعة الاشياء. واذا كانت الديموقراطية خيارا لا يمكن تفاديها ،وقتها لا قيمية لشخص الا الذي يكون امينا علي وطنه قبل كل شئ مثلما يحدث في دنقلا. وهذه النخب لم تطور حتي نفسها وهذا زهير مثالا يعلم ان كل الجيش السوداني والامن والشرطة من الغرابة تكاد تزيد مائتين الف متواجدين باسلحتهم في قلب هذه المدينة منذ تأسيسها فماذا يضير اضافة الفا اخر ، توقفوا عن الحرب طوعا ،ولا اعلم خواءا فكريا وغباء في الفكر السياسي اكثر من هذا فما هو المطلوب منه اذا كان احتلالا بالفعل لماذا لم يحضر من كندا للمقاومة ام انه ينتظر ان يخلق له حميدتي او هلالا اخر ليقوم بالنيابة عنه . وشخصي اكثر الناس انتقادا للشمالين بسبب زهيرين و مواقفهم من جرائم النخب ، ولكن وموقف شباب دنقلا اسعدني كثيرا وخلق في نفسي املا جديدا ان السودان سيظل بخير ويتعافي بالتخلص من النخب العميلة ،وان الوقوف امام نهب موارد البلاد مهمة كل وطني غيور التحية لجان الثورية في دنقلا .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة