الشاهد ان هناك قضايا كثير تسير في اتجاهات متعاكسة في وقت واحد وما هذه الثورة الا نقطة البداية لانهيار الحقيقي للسودان او وضعالنهاية لمشروع الدولة الفاشلة ولا يحتمل طريقا ثالثا ولكن المؤسف ان بعض اهل الحكم ينظرون الي القضايا السودانية بذات المناظر القديمالذي كلف السودان تكاليفا باهظة في ارضها وبنائها وسمعتها والعلاقات بين بنيها. عندما يتحدث اهل الهامش عن ضرورة السلام ليس لانهم تعبوا من مواصلة النضال من اجل نيل الحقوق بالقوة بل لان استمرار الصراعبعد الثورة سيكون اكثر كلفة عما كانت عليه لان العدو في هذه الحالة لم تكون الحكومة واهل الحكم لا يعلمون هذه الحقيقة . فان تلكأ فيالعملية السلمية نتائجه المواجهة مع الجيل الجديد الذين ولدوا في المعسكرات وتربوا علي ايدي الاجانب ليسوا هم اؤلئك الذين يشربون ماءالوضوء بل اعتقادهم في الدين الاسلامي نفسه موضع الشك لدي الكثير. ولا يعرفون العدو غير ذلك الجلابي إبتداء من اقرب الاقربين وتضاف اليه الخراب علي مبدأ السلام للجميع وكذلك الموت والبؤس . فالبشير يعلم ما فعله لانسان الغرب عندما قال لقد فرطنا في سماحة انسان دارفور وهذه حقيقة. ونحن نستجدي السلام لاننا نعلم ان المرحلة الجديدة من الصرعات لا احد يستفيد منها مع ان اهل الهامش ليس لديهم ما يخسرون اكثر . ولذلك ننصح اخوتنا الجلابة ان يستصحبوا معهم هذه الحقائق وشخصي من مدرسة للجلابة السياسية اعلم كيف يفكرون ان تلك الانماط منالتفكير لا تفيد السودان في مستقبله كما اضرت السودان في ماضيها وان الادوات التي تستخدمها الجلابة في الماضي لاستمرارهم فيالسلطة لم تعد مفيدة اليوم واجزم لا يستطيع البرهان ارسال قوة من الجيش لحرب التمرد وليس للدعم السريع الاستعداد للانتحار وكل انواعالكتائب في الظل والعلن سوف يكررون تجربة الدعم السريع عندما يكونوا بين الحق والباطل بشكل واضح. ان المفاوضات التي امامنا تتعثر وان الجبهه الثورية حتي لو وقعت الاتفاق لم توفر الاجابة حول كيفية صناعة السلام لان هذه الشرائحأغلبها اقرب الي الاحزاب السياسية هذه حقيقة مهما قلنا غير ذلك. ولكن الجدل الذي يدور الان داخل الحرية والتغيير حول امكانية تأخير تنفيذ الاتفاق حتي و لو تم التوقيع عليها الي ان يتم الحوار معباقي الفصائل الممتنعة والقحاتةً علي اليقين ان بعض الفصائل رافضة السلام ما لم تر الحل السياسي الشامل امرا ملموس ومعالجةالقضايا التاريخية الشائكة .وبالتالي ان وقوف امام هذه المطالب هو معني كسب الزمن في تنفيذ الاتفاق الي نهاية الفترة الانتقالية وهيفترة كافية لطمس كل معالم الجرائم الحقيقية وليست الاراضي وستر عورات البعض ومعالجة خلافاتهم وترتيب اوضاعهم والتخطيط لاعادةالماضي عبر إنتخابات يتم التحايل عليها بدعاوي مختلفة وعدم جاهزية الاطراف الاخري وحتي ذلك الوقت تكون حكومتهم محروسة بإرادةالمجتمع الدولي وتجريم التمرد عليها وغيرها من انماط التفكير .الاخوة الحكام هكذا يفكرون ولكنهم لا يعلمون كيف يفكرالاخرون . ولكن المهم في الامر ان المشكلة السودانية في عيون اهل الهامش لا يرون الفرق بين المهدي وابنائه والدقير واخوانه والبشير والبرهان وزيدوخاله وعبيد وعمه ولا من يدعي اليمين واليسار والوسط نعم لربما هناك ما يختلفون حوله ولكن ليس الموقف من الهامش فالحل المناسب انيتم فصل بين هذه القضايا وان يكونوا في جهه واحدة وادارة حوار مسؤول وتحمل نتائج الفشل والجرائم وعبر العدالة الانتقالية يتم وضعالسودان في المسار الصحيح . فان الترتيبات الجارية الان لمحاولة توسيع الفراغ واستثماره قد يقود الي مرحلة لا يجدون من يتحاورون معهم فالقضية معروفة وعلاجهامعلومة الناقص هو العقل الذي يدرك ان من المحال استمرار دولة المؤتمر الخريجين . وهذه الحكومة لا تخاطر بمستقبلها فقط بل بمستقبل ما تبقت من السودان. فعليها ان تتحمل مسؤليتها إتجاه مواطنيها بدون انتظار نتائج الحوار . فان نتائج الحوار هي الإنصاف اذا كان كذلك فسلطة الدولة لا يفترض ان ترغم علي الانصاف. فان اهدار فرصة ثورة الشباب كان اكبرجهل سياسي ولا اعتقد من العقل في شئ ان يتحمل مجموعة عرقية طوعا جرائم البشير ويجتهد في تحمل تبعاتها وهم يعلمون من المحالاعادة مثل تلك السانحة التي كانت لا تحتاج اكثر من بضعة ساعات ليوم واحد لترتيب الوضع الجديد بدلا من اعادة جدولة الحرب وتغيرلجان الحوار . وانتظار الاجابة من الجنوب هم انفسهم عجزوا عن الحل لانفسهم واختاروا الانفصال ما الذي يجعلهم ان يتوقعوا الحلولالمختلفة لقضية بصورة طبق الاصل .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة