هذا المقال كتبته وقت الثورة وملحق بمقال أسفله في موضوع اليوم ولا تعطي الصورة الكاملة الا معا
عندما اشاهد المظاهرة الحاشدة في الجزيرة اشعر بحيرة كبيرة بالرغم من سعادتي تزايد لهيب الثورة في اي مكان ولكن ثورة الجزيرة فيها غرابة لانها يمكن تكون ضد كل شئ ولكن من المحال ان تكون طلبا للعدالة . اذا كان اقليم جزيرة من المناطق التي مارست التميز العرقي بشكل علني ورسمي ضد المواطنين من الهامش ،واقصد من غرب السودان وصلت الي درجة إصدار التشريعات تمنع في بعض مناطق الجزيرة حيازة الأراضي السكنية والزراعية بأية الطريقة بما في ذلك الشراء بحر مالهم ، وما تريده مواطنين الجزيرة من سكان الكنابي ان يظلوا عمالا و يعيشون في المساكن الموسمية سيئة العمارة و عديمة الخدمات للأبد ومن أراد تعليم أبناؤه من المواطنين الدرجة الثانية علي الصغار قطع مسافات بعيدة الي مدارس اهل البلد ولا تكتمل الرحلة الا مع جزء من الليل وفي الطريق تتعرض الطالبات للاغتصاب وتمضي الامر كأنه لم يكن شيئا يذكر. ان هذا الواقع كان يمكن فهمه في فترة الإنجليز لانهم تم تحميلهم مسؤلية طرد بريطانيا وجرحوا كبريائها ولكن لا يمكن فهمه بعد ست عقود من الاستقلال ان يتم ابعاد المواطن من مسكنه بعد ثمانين سنة بدعوة انها ملك لاحد اهل البلد .وان تتم هذه الكارثة بموافقة القضاء بدعوي ان الأراضي ملك لاحد الأشخاص .نعم تم ذلك في عهد البشير ولكن مسلسل الظلم لم ينقطع .
فالمساكن الموسمية والتي تعرف باسم الكنابي محطات استقر فيها عمال مشروع الجزيرة تم إحضارهم من غرب السودان عندما كانوا يرسلون سيارات الشحن معروفة باسم سبعة طن لجلب عمال اللقيط مع بداية مشروع الجزيرة الي يومنا هذا لم يحدث مراجعة لأوضاعهم كمواطنين متساوين مع الآخرين وبل عندما يتحسن حالهم باغتراب ابنائهم تطاردهم الحسادة ومحاولات إرجاعهم الي البؤس عن طريق التآمر والطعن في سودنتهم من الأساس وضرب استقرارهم. مع ان هناك جماعات قبيلة بكاملها تمت سودنتهم بعد اكثر من نصف القرن من ضحايا سكان الجزيرة مثل الرشايدة وبعض النقادة الذين تم منحهم الجنسية السودانية بداية الستينات ولم يكونوا مجرد المواطنين من الدرجة الأولي بل اولي ممتاز يسكنون قلب امدرمان لا احد يطعن في جنستهم ويمنعهم من الحيازة وبل الجنسية السودانية هي التي تقاس عليهم وكل وظائف الدولة لا احد له النصيب آلا ما تفيض منهم. لا احد يعلم علي ماذا تتظاهر سكان الجزيرة وهل يعون جيدا هتافهم الحرية والعدالة ولماذا يطلبون الحرية والعدالة التي لم يوفروها لجيرانهم وخدامهم؟وهل هذه العدالة التي يطلبونها لأنفسهم فقط ام للجميع؟ هنا يبدو الخلل في المواطنة في صورته المتجلية ولذلك يظل اقليم الجزيرة هو المقياس الوحيد اذا تمت معالجة هذا الخلل ام لا . نعم ان الجسم المريض المتبقي في السودان هو اقليم الجزيرة فان التميز العرقي هو الاسوأ في السودان علي الإطلاق ، اذا استثنينا عمليات طرد مواطني غرب السودان من الخرطوم بدعوي تنظيف العاصمة . فالمطلوب من اهل الجزيرة أولا مراجعة أمراضها المستوطنة والتي منحت السودان الدليل القاطع للتميز العنصري . وبالطبع ان تلك الأوضاع الماساوية التي تجاوزت ثلاث ارباع القرن بالقطع لم يكن مسؤل منها عمر البشير وان كان الأخير سبب البؤس علي الجميع وكارثة علي الاقليم والمؤسف ان سكان الجزيرة يرون ان الوضع الكانوباوية طبيعية في اقليم، وان أهلها يفترض ان يقبلوا هذا الوضع ،لكونهم اجانب وان طالت إقامتهم . مع ان طول عهد الظلم لا يمكن ان يتحول للعدالة . ولذلك ما ينبغي التنبه ان للعدالة طعم واحد والحرية يفترض ان تكون للجميع وان ابناء الكنابي رفضوا هذا الواقع وبدأوا الكفاح في خضم الحركات المسلحة بإعداد كبيرة وكانت واحدة من القضايا الشائكة في التفاوض هي اوضاع ابناء دارفور في دار صباح والمقصود بهم سكان الجزيرة والحزام الأسود في العاصمة القومية . نواصل
جريمة معيلق من يتحمل تبعاتها محمد ادم فاشر
عندما شاهدت في التلفاز اهل الجزيرة في مدني يهتفون حرية وسلام وعدالة في الثورة ضد البشير كتبت المقال اعلاه وأعطيت الدنيا العجب حقًا ابن الحرامي لا يري عيبًا في مهنة والده واليوم نشاهد اكبر جريمة ترتكب في المعيلق تدمير قرية عمرها اكثر من سبعين سنة بالحرق كاملة وإتلاف الممتلكات ولم تدخل سلطات الاقليم لانقاذ الوضع المأزوم بشأن التعدي ولم يكلف الوالي نفسه حتي بالحضور محل الكارثة لمواساة الضحايا. وان حوادثا مماثلة قد وقعت ومرت كأنها لم تكن شئيا يذكر مما شجعت بعض أهالي الجزيرة تكرار الاعتداءات بعضها مميته او تكون مصحوبة بأذي الجسيم وأقول من هذا المنبر ان الانسان مطلوب منه ان يدافع عن حقه بكل السبل المشروعة ولا حدود في التصرف لدفع الاعتداء وفي ذلك كل شئ مباح في الأديان والقوانين الوضعية وان السكوت وحده يشجع التكرار هذه الجرائم فالوطن للجميع لا احد لديه الحق في تحديد علاقة شخص اخر بالوطن وعلي المفاوضين في جوبا عليهم إلحاق أعضاء من مؤتمر الكنابي لعرض قضيتهم لان علاج قضايا السودان بالمسارات لم تعالج اجرام عربان الجزيرة ولذلك يفترض تخصيص مسارا لهم ولا ينبغي ان ينفض السامر قبل معالجة مشكلة الجزيرة لانها تمكن اقبح صور العنصرية في طبيعتها التي تحتقر اهل الغرب ولا يمكن لاحد ان يطرح قضيته اكثر من اهله وعليهم تحضير كشف تعويضاتهم وتصورهم للمساواة وتجربم كافة أنواع العنصرية وهذه المرة يتم الزام المعتدين بدفعها وان تطلبت مصادرة ممتلكاتهم ونحن كلنا علي استعداء بتلبية نداء الجزيرة لان القضية العنصرية امر تتجزأ فالدفاع عن الحق لا يتطلب الغابات ولا الجبال .وعلي الحكومة ان تعلم ان النار من مستصغر الشرر لا يمكن تطفئ الشعلة وتشعل النار لان في صحراء سلاح علي قفا مايشيل وهناك مشروع قائم الان مفاده ان ثورة بولاد انتهت بالهزيمة وان ثورة عبدالواحد وخليل سوف تنتهي بالتفاوض والان جاري تحضير للثورة جديدة واحسب ان اهل الجزيرة قد يكونوا وقودها
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة