الديموقراطية منهج شامل للحكم والأخلاق والسلوكيات الجماعية والفردية وثقافة تعمل على تمييز من يتبناها كـ ( فلسفة ) للحياة تمييزاً سافراً واضح المعالم ، أما الذين يناقضونها فليس ثمةْ وصف يتناسب مع ( منهجهم ) سوى ( البربرية ) والإعتماد الكُلي في الإنجاز على السطوة والتعالي و( تجاهل ) الآخر.
الديموقراطية لا يمكن مقارنتها وموازنتها على مستوى الجدل الفكري إلا مع اللا ديموقراطية أو التسلُط وفرض الذات بالقوة ، أما مقارنتها مع نظام سياسي على غرار ما يفعل بعض الجهلاء حين يقولون أن زمان الإنقاذ المشئوم كان أفضل من ما نحن فيه الآن لمجرد الصعوبات والضغوطات الحياتية ، رغم تأكيدنا على إستحقاق الشعب أن ينتزع ( جبراً ) طموحاتهُ وآمالهُ حتى من النُظم الديموقراطية ، فهو في رأيي محضُ إفتراء وتطاول على طبيعة الأشياء وسُنة الحياة وما جبل الله عليه الكون.
فالأصل في الخليقة ( الحُرية المُطلقة ) بلا وازع ولا كابِت سوى ما يضير بإمتداد حرية الآخرين أو ما ترتضيه الجماعة من ( إذعان ) تُنظِّمهُ القوانين واللوائح والأعراف ، أما ما يحدث الآن وما يسميه البعض فشل للحكومة الإنتقالية فهو مجرَّد ( جزئية ثانوية ) لا تذكر في مقام المنهج الديموقراطي إذ أن إمكانية التخلُّص من الفشل عبر إعفاء الحكومات وتغييرها عبر الدساتير الديموقراطية ، هي في حد ذاتها واحدة من سُبُل ( النجاح ) في تحقيق الآمال والطموحات الشعبية.
لا تتراجعوا ولا تقنطو قيد أنملة ، فقد بذلنا لخطوتنا الأولى في الإتجاه الصحيح أثماناً غالية وتضحيات ، فالإيمان بالفكرة والتشبُّث حتى ( الموت ) بالحرية والسلام والعدالة والتمتُّع بدولة المؤسسات هو بلا شك ( الطريق الأصوب والأقصر ) للحصول على الخبز والوقود والصحة والدواء والتعليم والإستقرار الإقتصادي .. لا تهِزَّنكم العاصفة التي بلا شك يليها الهدوء والسكينة والإطمئنان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة