ما زال بعض الإعلاميين والناشطين في وسائل التواصل الإجتماعي يراهنون يائسين على (غفلة) و(هشاشة وعي) الشعب السوداني ، رغم ما يكتنف الشارع السوداني الآن على شتى مشاربه وفئاته مع الإقرار بالتفاوت من إرتفاع عالٍ في مستوى الإدراك بالواقع السياسي ، فضلاً عن الإتساق المثالي الذي ينتاب حِراكهُ وتفاعلهُ مع هذا الواقع الذي أصبح مُتغيَّراً على مدار الساعة ولا يستقرُعلى حال ، أولئك (الحالمين) بإستصلاح ما إنكسر وتبدَّد من أدوات كانوا يوَّجهون بها دفة الرأي العام مستفيدين من (آحادية) الخطاب السياسي وتكميم أفواه المعارضين وفرض الرؤى المغايرة التي تتناسق مع مخطَّطاتهم الدنيئة عبر شرائها بالمال وإستحداث المناصب وتيسير المنافع ، أصبحوا اليوم كالغريق الذي يستمسك بقشة متفادياً بها الغرق في بحر الحق والحرية وإنعدام الخوف الذي طمح في بلادنا بإندلاع الثورة المجيدة .
جافت مخطَّطاتهم أدنى حدود لنسب الذكاء في (فبركة) الخدع والأباطيل مما يُثبت أن ردَّات أفعالهم اليومية ليست سوى (فجة الموت) للمحتضر ، ومحاولات يائس يستمسك بخيط عنكبوت لينتشلهُ من بئرٍ عميق ، بعضهم أشاع أن حزب الأمة قام بتفكيك خيمته المنصوبة بإعتصام القيادة ليلة 28 رمضان ، في إشارةٍ إلى علم قيادة حزب الأمة القومي بأمر الإعتصام وتفاصيل ما سيحدث من مجاذر ، وكأن المواطن العادي ليست لديه الفطنه التي تدعوه إلى التساؤل ولماذ لا يترك حزب الأمة خيمته تحترق لتصبح خير دليل على عدم علمه بفض الإعتصام ؟ وهل قيمة الخيمة ومحتوياتها بمن فيها من كوادر تساوي حصول أعداء الحزب على دليل يفيد خيانة الأنصار وقيادتهم لدماء وتضحيات الشعب السوداني ؟.
قبل زمانٍ مضى ربما كنت أحتاج في مثل هذا الموقف أن أقول (والغريب أن بعضهم يصدق ذلك) ، لكني وللعجب أكتب هذه المره (والغريب أن لا أحد يصدق هذا) ، فالسودانين على ما يبدو قد حرَّموا على أنفسهم أن يُساقوا مرةً أخرى بلا (دليل).
من السهل جداً أن ننعت أولئك المُرجفين والضالعين في خلق بلابل حول الثورة ومكوناتها الشعبية والقيادية بأنهم فلول النظام السابق من المنتمين إلى المؤتمر الوطني البائد وجوقة النفعيين المستفيدين من فتات موائده إبان كان على سُدة الحكم ، ولكن يؤسفني أن أقول ليس هؤلاء فقط من يتمنون سقوط الثورة وفناء قوادها ، هناك آخرون لم أستطع رغم إعمالي لكافة أدوات التحليل المنطقي والسياسي والسيكولوجي أن أجد مُبرِّراً مُستساغاً يدفعهم للوقوف ضد إرادة الشعب السوداني ورغبته المُستميتة في الإنعتاق من وهدة الظلم والإستبداد والفساد والإفساد والتهميش والجوع والفقر والمرض ، أخص من هؤلاء حالياً من يسمون أنفسهم أنصار الشريعة وهم يبنون فكرة تجمعهم إستراتيجياً على فرضية أن من يقومون بالثورة ويقودونها أعداء للشريعة والإسلام ، وكذلك أضيف إليهم المدعوة تراجي مصطفى والتي فشل الجميع في تحديد هويتها الفكرية والمطلبية في دائرة الحراك السياسي العام والتي ظلت تتذبذب ما بين مغازلة ومحاصصة النظام البائد وما بين أعراض (العُصاب اللفظي) في إهانة وشتم المعارضين ثم المخلوع البشير وحكومته البائدة ، تراجي وعبر فيديوهات منتشرة في وسائل التواصل الإجتماعي أيضاً تراهن يائسة على (هشاشة وعي الشعب السوداني) عبر دعوته للخروج في مليونية غداً الخميس لشكر ودعم المجلس العسكري والقوات النظامية وفي مقدمتها الدعم السريع ، اللهم إنا نسأك الفرج (السريع ) العاجل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة