- أن تجرِفنا عواطفنا الثورية حتى يتعذر علينا رؤية (عيوبنا ) وعيوب من ( يُمثِّلنا ) ، هو بالأحرى خطرٌ آخر يتهدَّد مسيرة التحوُّل والتغيير و( يؤخِّر ) ميلاد السودان الجديد بكُل ما زيَّناهُ به من فضائل.
- الضبابية التي إتسمت بها الكثير من بنود الوثيقة الدستورية يجب الإعتراف بأنها كانت ( خطأاً ) إستراتيجياً ندفع ثمنهُ الآن بُطئا وتسويفاً ومُماطلة في تحقيق مطالب شعبنا الثائر ، صحيح كانت هناك الكثيرُ من الأسباب الموضوعية التي تدفع المتفاوضين ( للعجلة ) في الخطو نحو بناء هياكل الحكم الإنتقالي ، إلا أن الشعب السوداني الذي أدهش بوعيه العالم كان يتوقَّع أن ترتفع مستويات ( الحصافة ) و( القُدرة على قراءة المستقبل القريب والبعيد ) عند الذين تقَّلدوا زمام الأمور آنذاك إلى مستوى التحديات والآمال والطموحات التي ما فتئت تداعب خيال دُعاة الحرية والعدالة والمساواة.
- فالقيود التي ( تُكبِّل ) أيدي حكومتنا الإنتقالية الآن وتمنعها من الأداء العاجل والملموس في ملفات تفكيك الدولة العميقة والسيطرة على مؤسسات المؤتمرالوطني الإستراتيجية وقطع خطوات ظاهرة ومحسوسة في معالجة ( مخاطر ) إستمرار غرق المواطن السوداني في دائرة الفقر وإنغماسهِ في مستنقع الضائقة المعيشية المستمرة والمتفاقمة يوماً بعد يوم ، ثم عدم القدرة على تخطي ( عقبة ) السلام وتوابعها الإستراتيجية االمتمثِّلة في تشكيل المجلس التشريعي وتعيين وُلاة الولايات حتى الآن ، هي في الحقيقة ذات القيود التي كبَّل بها ( الفساد والإستكبار الكيزاني ) إمكانيات ومُقدَّرات حكوماته المتعاقبة وقدرتها على ( تأجيل وتفادي ) ثورة الشعب عليها ..
- على ما يبدو نحن نسير في ذات الدرب الخطير إن لم نرعوي ونتفكَّر ونتذكَّر ، حكومتنا الإنتقالية تكابدُ الصعاب ليس في هدم القديم و بناء الجديد ، إنها الآن تعاني ذات الصعوبات المُتعلِّقة بـ ( تأجيل وتفادي ) ثورة الشارع عليها ولكن عبر (أدوات) و( دوافع ) جديدة مُستوحاة من ( أدب الثورة ).
- اللهم إنا قد إستودعناك دماء شهدائنا وتضحياتهم فلا تردنا عن مبتغانا خائبين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة