من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، و الشكر و الإحسان إخوتي في الأصل من الأخلاق التي دعت لها الأديان جميعاً ، و أيَّدتها العادات و التقاليد ، و موروث التجارب الإنسانية طالما حض بما قدمه السلف الإنساني من مباديء أخلاقية عامة إتفق حولها الناس أن الشكر دوماً يُقابل الصنيع الحسن ، لذا ندعو الله أن يجعلنا و إياكم من الشاكرين الحامدين لنعمته التي تترى ، ثم يجعلنا من الذين لا ننسى أن نقول شكراً أو نوميء بالثناء لمن أسدى إلينا أو إلى المجتمع معروفاً كبيراً كان أم ضئيلاً ، الشكر لكل فرد من أفراد الشعب السوداني من المنتمين إلى قائمة الكادحين الشرفاء و هو يثابر على حمل راية النزاهة و الأمانة و الصدق في عمله و في علاقاته مع الآخرين ، لا يستعمل في سبيل الحصول على غنائم الدنيا الفانية معوَّل التدليس و الرياء و الإتكاء على مصائب و حوجات المساكين المستضعفين ، لايمد يده إلى المال الحرام سواء أن كان مالاً عاماً أو خاصاً ، يدلفُ إلى الشارع بقلب مفتوح فيه من الإيمان بالوطن و أرضه و إنسانه ما يفتح عليه أبواباً من المقدرات و المواهب في التعامل مع الآخرين بدءاً بإحترامه لذواتهم من خلال تقديس مضامينهم لا أشكالهم ، يؤمن بأن الإنسان أخ الإنسان و أن الإختلافات العقدية و التباينات العرقية و الثقافية ليست إلا إثراء للثروة الإنسانية المجتمعية ، يبكي على ما فقدناه من أرض الوطن و يحزن لما آل إليه حال زماننا المرير ، يؤمن بأحقية الآخرين في الإختلاف معه و التعبير عن آرائهم بنفس قدر علو صوته و في نفس المساحات التي يسمح فيها لذاته بالتواجد وسط الناس ، لا يحمل حقداً و لا يشعر بالدونية ، همه الكرامة و الكبرياء لذاته لمجرد إنه إنسان ، و يحمل بعد كل ذلك خبزه الحلال إلى أسرته التي يؤسس لها على الإيمان بالتوكل على الله و الكبرياء في ما لا يوقع في الغرور ثم يبسط في عقولها و أفئدتها ما طاب من المُثل و القيِّم التي توارثناها عن السلف بلا تعقيد و لافلسفة زائفة ، ثم الشكر لكل إمرأة في بلادي ، حينما تكون أُماً فقدت من يعولها و أبناءها ، و حينما تعاني ويلات الحروب التي يشعلها أبناء العمومة و العقيدة و الوطن و حين تصارع الظروف في كبرياء و شموخ ، لتحيا في شرف و سمو على الهموم و المصائب ، تطعم من تعول بالحلال ، و تمارس عبادة الصبر الصموت ، و هواية اللا يأس مع الحياة ، التحية لها أماً و أختاً و بنتاً وهي تعي دورها تجاه الوطن و تحفظ في كنانتها حياءها و أخلاقها النبيلة ، تستمد رضاها عن نفسها من إحترامها لذاتها التي صنعتها التقاليد الراسخة و التعاليم الفُضلى لديننا السمح و موروثاتنا الأخلاقية السامية ، و لتعلم إبنة النيلين أنها هي التي تصنع التاريخ و تلد الرجال و النساء الذين يسندون ظهر الوطن .. شكراً لهولاء و أولئك من الذين ما زالوا يقبضون على جمر التمسك بالمبادئ و القناعات لا تهزهم ريح الفقر و القهر و العزلة الفكرية ... و نبشرهم بأن غداً لناظره قريب و لعمري أنه سيكون أكثر شروقاً بالأمل و و الخير و الجمال.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة